الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بستان الكلام

23 سبتمبر 2008 00:29
بلوغ الجنة وفد النابغة الجعدي على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وأنشده شعراً فقال فيه ضمن ما قال: بلغنا السماء بجدنا وجدودنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إلى أين يا أبا ليلى؟ فأجاب في الحال قال: إلى الجنة بك يا رسول الله·· فابتسم النبي وقال له إن شاء الله· فاعتبر ذلك تبشيراً له بالجنة· ثم استمر في قصيدته حتى قال: أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتاباً كالمجرة نيّرا وجاهدت حتى ما أحس ومن معي سهيلاً إذا ما لاح ثمت غورا فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر·· فمضى حتى قال: ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم به ثانية وقال له: لا يفضض الله فاك! فتخطى المائة لم تقع له سن واحدة! ثعلب حكى ثعلب قال إنه مر يوماً بمجنون كان يقال له مجنون بغداد فعرفه المجنون، وقال له هل أنت من يقال له ثعلب؟ قال: نعم· قال له: أنشدني، قال ثعلب: وفيم أنشدك! قال في المدح والرثاء·· فقال ثعلب فقلت: وإذا مررت بقبره فاعقر به كوم الهجان وكل طرف سابح وانضح جوانب قبره بدمائها فكذا يكون أخا دمٍ وذبائح فتبسم المجنون وقال، ليت هذا الشاعر ازداد إحساناً فقال: اذهبا بي إن لم يكن لكما عقر على ترب قبره فاعقراني وانضحا من دمي عليه فقد كان دمي من نداه لو تعلمان ثم قال لثعلب زدني إنشاداً·· فأنشد ثعلب: أعار الجود نائله إذا ما ماله نفدا وإن أسد شكا جبناً أعار فؤاده الأسدا فضحك المجنون وقال: ما أحسنه لو قال: علم الجود الندى حتى إذا ما حكاه علّم البأس الأسد فله الجود مقر بالندى وله الليث مقر بالجلد يقول ثعلب: فانصرفت ولست أدري بأيهما أكون أكثر عجباً، أبتمكنه من الشعر حتى يرتجله بهذا السبك مع عمق المعنى، أم بفهمه للشعر، أم بكونه مجنوناً؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©