الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جعفر عبدالسلام: العشر الأواخر فرصة للفوز والنجاة

جعفر عبدالسلام: العشر الأواخر فرصة للفوز والنجاة
23 سبتمبر 2008 00:24
كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر من رمضان انه يجتهد فيها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:''كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها''· ويشير الدكتور جعفر عبدالسلام -الأمين العام لرابطة الجامعات الاسلامية إلى الحديث الذي روي عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - فيما معناه: ''ان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان اذا دخل العشر الأواخر شد مئذره واحيا ليله وأيقظ اهله''· وأحيا ليله أي بالصلاة والذكر والدعاء، وأيقظ أهله أي أيقظهم من نومهم ليجتهدوا في الصلاة والذكر والتضرع إلى الله تعالى، وهذه السنة قد لا ينتبه لها بعض المسلمين، والله تعالى يقول: ''يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون'' التحريم: الآية ·6 أما شد المئذر فقد قال كثير من أهل العلم، انه كناية التفرغ للعبادة، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في هذه العشر بالمسجد، وينقطع عن الدنيا ويخلو بربه يدعوه ويناجيه ويسأله ويتضرع اليه· والاعتكاف من أنفع العبادات لإصلاح القلوب وجمع الهمم، والتخلص من العيوب، فعن عائشة رضي الله عنها ان النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف ازواجه من بعده والحكمة في تخصيص النبي - صلى الله عليه وسلم - للعشر الأواخر بكثرة الاعتكاف والاجتهاد في طاعة الله هي التماس القدر· فهذه الليلة عظيمة مباركة، لا يحرم خيرها إلا محروم، وهي في العشر الأواخر تنتقل فيها كما يريد الله سبحانه وتعالى، فعن عائشة رضي الله عنه ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:'' تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان'' ·وقد بين القرآن الكريم فضل الاعتكاف، وانه من شعائر الله منذ ان رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قواعد البيت الحرام وفي ذلك يقول الله عز وجل: ''وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود''· ويعيش المسلمون أياما مباركة في شهر رمضان الكريم وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان فأيامها مباركة ولياليها تستقبل نفحات السماء العامرة بالخير والبشرى للصائمين· وإحياء ليالي العشر الأواخر من رمضان دعوة لكل مسلم بالمزيد من الطاعة والعبادة وقراءة القرآن والصدقات، ودعوة للاسرة المسلمة إلى ترك اللهو الذي لا يفيد، والاشتغال بالجد والطاعة والعبادة والتعرض للخير العظيم والنفحات المباركة في العشر الأواخر، وان تكون هناك مشاركة فعلية بين الرجل وأهله واسرته في استجلاء الخيرات والبركات والنفحات التي يتعرض لها المسلمون في هذه الأيام المباركة· وبحلول العشر الأواخر من رمضان يكون هذا الشهر الكريم قد أذن بالرحيل عنا، ومن هنا ينبغي ان نسأل انفسنا ماذا قدمنا لهذا الشهر الكريم؟ وماذا كان أثره في حياتنا وسلوكنا وتصرفاتنا، وهل أكرمنا وفادته وأحسنا لقاءه وبذلنا فيه المزيد من صالح الاعمال واغتنمناه موسما للحسنات؟· انه شهر التدريب الروحي والعملي على كثير من الفضائل الإنسانية والمثل العليا فهل انتفعنا حقا بآثار هذا الشهر الكريم ·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©