السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة السورية... عودة خيار استخدام القوة

الأزمة السورية... عودة خيار استخدام القوة
22 ابريل 2012
طالبت الولايات المتحدة وفرنسا و13 دولة أخرى يوم الخميس الماضي سوريا بالوقف الفوري للعمليات العسكرية ضد قوات الثوار، والسماح بنشر المراقبين الدوليين من دون أية قيود، ملمحة في سياق ذلك إلى إمكانية النظر في خيار استخدام القوة إذا لم تستجب دمشق. وهذا الموقف الذي تم التعبير عنه في اجتماع نظمته فرنسا لوزراء خارجية ومسؤولي المجموعة المعروفة باسم "أصدقاء سوريا" يؤشر على نفاد الصبر المتزايد في أوساط القادة الغربيين والحلفاء العرب تجاه التسويف الذي يمارسه الأسد فيما يتعلق بالتطبيق العملي لخطة النقاط الست -التي تتضمن هدنة- وتم التفاوض بشأنها من قبل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، وإن لم تنجح بعد في إيقاف عمليات القتل. وعلـى رغـم التهديـد المبطـن بالسعـي للحصول على تفويض من قبل المنظمة الأممية، لاتخاذ إجراءات أشد صرامة، إلا أن الإعلان أبرز أيضاً صعوبة ممارسة ضغط على سوريا طالما ظلت روسيا والصين على موقفهما القاضي بعدم مسايرة المجتمع الدولي في موقفه. ومن المعروف أن الدولتين اللتين تتمتعان بسلطة إشهار حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي قد صادقتا على خطة عنان، إلا أنهما رفضتا مع ذلك النداءات الداعية لاتخاذ إجراءات أشد ضد الحكومة السورية. وخلال المؤتمر المذكور قال وزير الخارجية الفرنسي "آلان جوبيه" متحدثاً على لسان المجموعة إن مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا تمر "بلحظة حرجة في الوقت الراهن" وقال "جوبيه" أيضاً إن فرنسا ستسلم مقترحاً لمجلس الأمن الدولي يتضمن ملامح مهمة "مشددة" وتمنى وزير الخارجية الفرنسي أن يتم إقناع روسيا والصين بالموافقة عليها، وإلا فإن المجلس سينظر في "اتخاذ وسائل أخرى لإيجاد حل لتلك المأساة". أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فقد أخذت التحذير خطوة إضافية على طريق التصعيد، في الإيجاز الذي قدمته خلال المؤتمر عندما قالت إن الأسد إذا ما استمر في المماطلة في تنفيذ خطة السلام المقدمة من قبل عنان، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيسعون لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتفعيل البند السابع من الميثاق الذي يفتح الباب لاستخدام القوة. وقالت كلينتون "أعتقد أنه يتعين عليها عمل المزيد من أجـل اتخـاذ إجراء صـارم ضـد الأسد". وفي الوقت نفسه طالب "جوبيه" في مؤتمر صحفي بأن تضم مهمة الأمم المتحدة عدة مئات من المراقبين وأن يتم تزويدهم بمعدات المراقبة والرصد المتطورة ووسائل مستقلة للمواصلات حتى لو لم تكن مسلحة على أن يسمح لهم بالتحرك والانتقال إلى أي مكان داخل سوريا من دون حاجة إلى تقديم إخطار مسبق للسلطات السورية. وفي تعبير آخر عن نفاد الصبر تجاه الأسد اتهم الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" الحكومة السورية بالتخطيط لتدمير مدينة حمص مركز الثوار، وقال إن القوى الغربية يجب أن تقيم ممرات آمنة لحماية قوات المعارضة. وقد أدلى الرئيس الفرنسي بتلك التعليقات، في نفس الوقت الذي استمرت فيه أعمال العنف في الاشتعال عبر أرجاء سوريا على رغم وجود طلائع من فريق المراقبين التابعين للأمم المتحدة. وفــي الأمـم المتحدة نفسهـا، أوصـى "بان كي مون" الأمين العام للمنظمة الذي يشعر بالقلق جراء تعثر وقف إطلاق النار بأن يقوم مجلس الأمن الدولي بالموافقة على نشر 300 مراقب غير مسلح لمراقبة مدى الالتزام بالهدنة التي تم التوصل إليها من خلال المفاوضات التي قام بها عنان. واقترح "مون" في رسالته لمجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص أن يتم نشر أعضاء فريق مهمة المراقبة المقترحة خلال أسبوعين، من تبني مجلس الأمن للقرار الخاص بتشكيل هذا الفريق. وفي غضون ذلك قال وزير الدفاع الأميركي "ليون بانيتا" في شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة بالكونجرس "لقد بات من الواضح أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للولايات المتحدة الانخراط بها عسكريّاً في الأزمة السورية هي التوصل لإجماع دولي على الحل العسكري". وقال بانيتا أيضاً "لقد فكرنا في طائفة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها ومن بينها إقامة ممرات إنسانية بيد أننا مستعدون للقيام بكل ما يوافق عليه المجتمع الدولي في نهاية المطاف". يشار إلى أن رسالة الأمين العام للمنظمة الأممية قد تضمنت وصفاً للأحوال الأمنية المضطربة في سوريا منذ أن قامت المنظمة بنشر أول مراقبين هذا الأسبوع حيث ورد فيها "إن التحليل الدقيق للتقارير المتناقضة وغير المؤكدة للتطورات في سوريا يمثل تحديّاً كبيراً". وقال "مون": "إن مستويات العنف قد انخفضت بشكل ملحوظ في سوريا بعد الثاني عشر من أبريل الجاري عندما بدأ سريان وقف إطلاق النار المتفاوض عليه من قبل الأمم المتحدة". وأضاف أن الحكومة السورية لم تقم مع ذلك بسحب الأسلحة الثقيلة كما وعدت، كما أن القوات المتمردة قد واصلت هجماتها. "إن خطة عنان فاشلة منذ بدايتها" هذا ما قاله العقيد "مالك الكردي" الضابط بالجيش السـوري الحر الذي كان يتحدث عبر الهاتـف من معسكر اللاجئين الذي يقيم فيه في تركيـا. وأضـاف الكردي: "كيف ترسل الأمم المتحدة مراقبين بعد مرور ما يزيد عن عام على العنف؟... ما الذي سيكتشفونه في الوقت الذي بات فيه كل شيء معروفاً للعالم". إدوارد كودي - باريس ينشر بترتيب خاص مع «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©