الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المركزي يخصص 50 مليار درهم قروضاً للبنوك عند الحاجة

المركزي يخصص 50 مليار درهم قروضاً للبنوك عند الحاجة
23 سبتمبر 2008 00:15
رصد مصرف الإمارات المركزي تسهيلات بقيمة 50 مليار درهم يمنحها لصالح البنوك العاملة في الدولة عند الحاجة، بعد أن اشتكت مصارف محلية من نقص في السيولة يقوّض قدرتها على منح القروض· وقال ''المركزي'' في بيان صحفي أمس إن مجلس إدارته اطلع على الموارد الإضافية المتوافرة لدى المصرف ''لتوفير دعم أكبر للبنوك العاملة في الدولة، إذا لزم الأمر''، في خطوة وصفها مسؤولون ومصرفيون بأنها ''إيجابية وستؤدي إلى دعم الاقتصاد الوطني''· وتوقع ''المركزي'' أن تفي الأموال الموضوعة كتسهيلات لصالح البنوك باحتياجاتها لدعم الاستمرار في تمويل النمو الاقتصادي، الذي بلغ 16,8% العام الماضي· وكانت التسهيلات الممنوحة من البنوك تجاوزت حجم الودائع لديها بنهاية النصف الأول، فقد بلغ حجم الودائع في البنوك خلال الربع الثاني من العام الحالي 837,66 مليار درهم، فيما ارتفع حجم القروض والتسهيلات التي قدمتها البنوك إلى 893,9 مليار درهم بنهاية يونيو الماضي· وارتفع حجم القروض الشخصية إلى 54 مليار درهم في الربع الثاني من العام الحالي مقارنة مع 48,4 مليار درهم في الربع الأول· وقال راشد البلوشي نائب المدير التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية: ''إن هذه الخطوة إيجابية في انعكاساتها على الاقتصاد الوطني''· واتفق معه سيف الشحي المدير العام للقطاع المصرفي المحلي في بنك أبوظبي الوطني، مؤكداً أن معظم البنوك تعاني من شح في السيولة، وهو ما انعكس على تمويلاتها للعملاء· وتأتي خطوة ''المركزي'' في أعقاب الأزمة الحادة التي ضربت القطاع المالي الأميركي وأدت إلى إفلاس رابع أكبر البنوك الاستثمارية بنك ليمان برذرز وتعرض عملاق التأمين الأميركي "AIG" إلى تهديدات بالإفلاس قبل أن تنقذه الحكومة الأميركية وبيع ميريل لنش تحت تهديد الإفلاس، لتمتد آثار الأزمة إلى كل الأسواق العالمية التي شهدت موجة هبوط حادة بسبب عمليات البيع المصحوبة بالذعر التي سيطرت على المستثمرين· ولجأت البنوك المركزية العالمية إلى ضخ سيولة طارئة في الأسواق المالية لإنقاذ التدهور الكبير فيها، فقد أعلنت الولايات المتحدة عن خطة لضخ 700 مليار درهم لإنقاذ الأسواق والبنوك، وأعلنت معظم البنوك المركزية العالمية المؤثرة عن ضخ سيولة لإنقاذ الأوضاع الاقتصادية· وقال مصرف الإمارات المركزي في بيانه أمس إنه ''تدارس وضع الودائع بين البنوك الذي تأثر بمشكلات السيولة في أسواق النقد العالمية''· وقال الشحي: ''اجتماع الخميس الماضي بين البنوك والمصرف المركزي ناقش قضية السيولة في البنوك، هذا القرار كان تلبية من المركزي لرغبة البنوك وحاجاتها''· وكان المصرف المركزي عقد اجتماعاً مع البنوك العاملة في الدولة الخميس الماضي برئاسة معالي سلطان بن ناصر السويدي محافظ مصرف الإمارات المركزي، ناقشوا خلاله تداعيات الأزمة المالية العالمية، ومدى تأثر البنوك، وانعكاسات قضايا القرصنة الإلكترونية على البطاقات الائتمانية· وكان ''المركزي'' أكد وقتها أن البنوك المحلية بمنأى عن الأزمة المالية العالمية· وتوقع الشحي أن تقدم التسهيلات إلى البنوك مقابل الاحتياطي النقدي الإلزامي والذي يبلغ 14% على الودائع الجارية والتوفير و1% على الودائع طويلة الأجل· وأشار إلى أن ''المركزي'' قد يسمح للبنوك بالاقتراض مقابل قيمة العوائد· من جهته، قال البلوشي: إن تراجع السيولة لدى البنوك أدى إلى تراجع قدراتها وإمكاناتها على الإقراض والتمويل، وأضاف أن ضخ 50 مليار درهم من خلال تسهيلات يقدمها ''المركزي'' إلى البنوك سيؤدي إلى خلق ''مجتمع مالي آمن''، ويوفر القروض اللازمة التي يطلبها المستثمرون في القطاعات الاقتصادية كافة· وأوضح أن هذه التسهيلات ستنعكس بشكل غير مباشر على أسواق المال، حيث ستعزز الثقة في أداء الأسواق المالية من باب متانة الاقتصاد وتوفر السيولة· وكانت أسواق المال المحلية تعرضت إلى موجة هبوط حادة خلال الشهرين الماضيين أفقدتها نحو 250 مليار درهم من قيمتها، أكثرها قوة الخسائر التي تكبدها المستثمرون والبالغة قيمتها 78 مليار درهم الأسبوع الماضي فقط، بالتزامن مع هبوط الأسواق العالمية بفعل أزمة الائتمان الأميركية، قبل أن ترتد بداية الأسبوع الحالي وتعوض نحو 50 مليار درهم من هذه الخسائر· وأرجع مراقبون الهبوط الحاد الذي أصاب الأسهم إلى ''الأموال الساخنة'' التي أخرجها الأجانب في الأشهر الثلاثة الأخيرة بعد تلاشي آمالهم بالمضاربة على الدرهم الإماراتي· وكان المصرف المركزي أكد الأسبوع الماضي أن 90% من السيولة الساخنة أو المضاربة الأجنبية (وهي الأموال التي تدخل بهدف المضاربات السريعة لتحيقي الأرباح ومن ثم الانسحاب)، قد خرجت من الدولة، فيما يقدر مراقبون السيولة الساخنة بنحو 200 مليار درهم· وشهدت الدولة دخولا للسيولة الأجنبية ''الأموال الساخنة'' منذ صيف العام الماضي بعد تزايد التكهنات حول احتمال فك ارتباط الدرهم بالدولار الأميركي أو إعادة تقييمه· وقال الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي في شركة الفجر للأوراق المالية: إن ضخ السيولة سينعكس إيجاباً على أداء أسواق المال خلال الفترة المقبلة· وبين أن التسهيلات التي قدمها ''المركزي'' أمس قد تلجم الفجوة ما بين العرض والطلب في سوق الأسهم، على الأقل من الجانب النفسي· وقال: ''نأمل أن يقوم (المركزي) بإنهاء الإجراءات التي سبق أن اتخذها للحد من تصاعد التضخم''، حيث استخدم سياسة متحفظة فيما يتعلق بالتمويل والاحتياطي الإلزامي، أدت إلى شح السيولة· وبلغ معدل التضخم في الدولة العام الماضي 11,1% مقارنة مع 9,3% في العام ،2006 بحسب وزارة الاقتصاد· وطالب الشماع المصرف المركزي بتخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي وتشجيع البنوك على إعادة بيع شهادات الإيداع
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©