الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية تقضي على العمل المصرفي الاستثماري في وول ستريت

الأزمة المالية تقضي على العمل المصرفي الاستثماري في وول ستريت
23 سبتمبر 2008 00:14
حصل بنكا جولدمان ساكس ومورجان ستانلي على موافقة السلطات ليصبحا شركتين مصرفيتين قابضتين تخضعان لضوابط مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي)، مما يعني فعلياً القضاء على نموذج العمل المصرفي الاستثماري الذي هيمن على ''وول ستريت'' طوال أكثر من 20 عاماً· وتتيح هذه الخطوة لكل من ''جولدمان'' و''مورجان ستانلي'' أخذ ودائع والحصول على تمويل بشكل أكثر يسراً، كما تمنحهما مزيداً من المرونة لشراء بنوك تجزئة· وجاء هذا التحول بمبادرة من ''جولدمان'' و''مورجان ستانلي'' وهما المصرفان الوحيدان اللذان لا يزالان قائمين بين البنوك الاستثمارية الأميركية المستقلة عقب انهيار بنك ''ليمان براذرز'' وشراء بنك ''باركليز'' البريطاني لبنك ''ميريل لينش'' الأسبوع الماضي· ويأتي التحول في إطار موجة تغيرات كاسحة في ''وول ستريت'' وسط اضطرابات الأسواق المالية خلال الأسبوعين الماضيين· ويعني هذا التحول أن المؤسسات التي كانت تتحرك بحرية مطلقة في السابق ستخضع الآن لقواعد وقيود صارمة من البنك المركزي من بينها شروط مشددة لمتطلبات رأس المال· ومن شأن هذا أن يحد من قدرة البنكين على استغلال جبال الأموال المقترضة في تمويل عمليات تداول لحسابه، وهو ما سيقلل بالتالي من فرص تحقيق الأرباح العملاقة التي كانا يحققانها إلى أن بدأت أزمة الائتمان تعصف بالسوق المحلية هذا العام· وقال كيربي ديلي كبير المحللين الاستراتيجيين في مجموعة نيو ايدج في هونج كونج: ''توقيت هذه الخطوة التي تتزامن مع كل الخطوات الأخرى التي لم يسبق لها مثيل والتي جرى اتخاذها خلال الأسبوع الماضي يبرز الجدية التي تتعامل بها الحكومة والبنوك نفسها مع المخاطر قصيرة المدى التي تهدد استقرار الأسواق المالية''· وبموجب الترتيب الأخير تصبح الجهة التنظيمية الأولى المختصة بالإشراف على الشركتين الأم هي مجلس الاحتياطي وليس لجنة الأوراق المالية وأسواق الصرف، ولكن اللجنة ستواصل تنظيم أنشطة هذين البنكين في مجال الأوراق المالية الأميركية· وفي مقابل تعزيز عملية الرقابة عليهما يصبح بوسع بنك ''جولدمان'' و''مورجان ستانلي: الحصول من البنك المركزي على قروض طويلة الأجل بخصم دون ضمان فيما يعرف باسم ''نافذة الخصم'' كما يمكنهما الحصول على ودائع مصرفية تتمتع بتأمين مؤسسة تأمين الودائع الاتحادية· من ناحية أخرى، قال شخص مطلع إن ''مورجان ستانلي'' أصبح الآن أقل اهتماماً بالاندماج مع مجموعة ''واكوفيا كورب'' المصرفية وإن كانت المحادثات مستمرة مع أطراف أخرى· وذكرت مصادر مطلعة على الموقف أن مجلس إدارة ''مورجان ستانلي'' عقد اجتماعاً في مطلع الأسبوع لبحث موضوع ''واكوفيا'' واحتمال بيع حصة أكبر في البنك إلى الصندوق الاستثماري الحكومي الصيني ''تشاينا انفستمنت كورب''· وامتنع ''مورجان ستانلي'' عن التعليق على المحادثات، ولكن قال في بيان: إن الوضع الجديد سيمنحه ''مرونة وثباتاً للسعي وراء فرص عمل جديدة''· وقد هوت أسهم ''جولدمان'' نحو 45 بالمائة في أول أربعة أيام من الأسبوع الماضي بعد أن بدا أن مؤسسات ''وول ستريت'' التي كان يعتقد من قبل أنها منيعة تماماً عرضة للانهيار تحت وطأة الأزمة المالية· وانتعشت أسهم البنك جزئياً وسط أنباء عن صفقة حكومية حجمها 700 مليار دولار لانقاذ النظام المالي الاميركي وحظر على بيع الأسهم المالية على المكشوف· وفي سياق أنباء انهيار البنوك الاستثمارية الأميركية، قال مصدر مطلع أمس: إن ''نومورا'' القابضة اليابانية ستشتري عمليات بنك الاستثمار الأميركي ''ليمان براذرز'' في آسيا إذ فاق عرضها عروض من بنوك أخرى تسعى لشراء أصول البنك الذي أشهر افلاسه· ولم يذكر المصدر قيمة الصفقة ولم يذكر ما إذا كانت وحدات معينة تابعة لــ(ليمان) قد تم استبعادها· وتقدمت ''نومورا'' وبنك ''باركليز'' البريطاني بعروض كذلك لشراء أجزاء من أعمال ''ليمان'' في أوروبا، في حين يسعى الحراس القضائيون لإنقاذ الممكن انقاذه من الوظائف والوحدات من حطام ما كان منذ وقت قريب رابع أكبر بنك في ''وول ستريت''· وقال شخص مقرب من الصفقة: إن ''باركليز'' مهتم بشراء وحدات التعامل في الأسهم التابعة لــ''ليمان'' في أوروبا، وقد يشمل ذلك نحو ألف أو 1500 مصرفي وموظف فني أغلبهم في لندن من بين قوة عمل ''ليمان'' في أوروبا البالغ حجمها نحو ستة آلاف عامل· وقال مصدران: ان ''نومورا'' عرضت كذلك شراء وحدات أوروبية· وطلب ''ليمان'' الأسبوع الماضي إشهار إفلاسه لحمايته من الدائنين بعد انهياره بسبب رهون عقارية عالية المخاطر· وابرم ''باركليز'' صفقة قيمتها 1,75 مليار دولار لإنقاذ وحدته الاستثمارية في الولايات المتحدة واشار إلى انه قد يفعل الشيء نفسه في وحدات أخرى· و''نومورا'' هي أول شركة أوراق مالية يابانية تفتح 81 مكتباً بالخارج قبل عام· ويعمل بها 81 ألف موظف في 30 دولة وصفقتها في آسيا واهتمامها بشراء وحدات ''ليمان'' في أوروبا تهدف إلى تحقيق أهدافها فيما يتعلق بتوسعة نشاطها في مجال العمل المصرفي الاستثماري· وقال واتارو كاساتاني المحلل المالي البارز في ''ميجي درسدنر'' لإدارة الأصول: ''المركز العالمي لأعمال (نومورا) في هذا المجال هو لندن وليس نيويورك؛ لذلك فإن عرض شراء اصول (ليمان) الأوروبية يكون منطقياً''، وأضاف: ''كما ان أصول (ليمان) في آسيا قد تضيف قيمة لما تقوم به (نومورا) في آسيا''· ''ونومورا'' هي أكبر وكيل اكتتاب في إصدارات الأسهم في اليابان وتتصدر عمليات الاستشارات في الاندماجات والاستحواذات، لكنها تأتي بعد المرتبة العشرين في استشارات الاندماجات في آسيا وأوروبا، في حين ان ''ليمان براذرز'' كان يحتل المرتبة التاسعة في آسيا والسابعة في أوروبا في هذا المجال· وقالت مصادر: ان بنكي ''ستاندارد تشارترد'' و''باركليز'' أبديا اهتماماً كذلك بأصول ''ليمان'' في آسيا· وقال مصدر آخر إن ''سامسونج للأوراق المالية'' كانت تتطلع كذلك لأصول ''ليمان'' في آسيا· وكان يعمل بــ''ليمان'' نحو ثلاثة آلاف عامل في آسيا في عشرة مكاتب ونحو 1300 في طوكيو و800 في هونج كونج، وكان ''ليمان'' يحتل المرتبة الثانية بعد ''جيه· بي مورجان'' في استشارات الاندماجات والاستحواذات في آسيا باستثناء اليابان فقدم المشورة في 15 صفقة بلغت قيمتها الاجمالية 32 مليار دولار، حسب بيانات طومسون رويترز
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©