الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موراليس مرة ثانية

9 ديسمبر 2009 00:54
الفوز السهل للرئيس البوليفي" إيفو موراليس"، بفترة ولاية ثانية في الانتخابات التي جرت مساء الأحد الماضي، سيعزز من وضعه، ويمكنه من استكمال الثورة التي وعد بها من أجل السكان الأصليين الذين يشكلون أغلبية السكان، والذين تعرضوا لعهود طويلة من القهر. وعلى الرغم من أن نتائج الانتخابات الأخيرة التي جرت في بلدان مثل أوروجواي وهندوراس قد انحازت للمرشحين من تيار الوسط، فإن نتائج انتخاب بوليفيا تعد انتصاراً جديداً لكتلة اليسار المتشدد التي يقودها شافيز حليف موراليس القوي، الذي ينتمي في الأصل لحزب (حركة نحو الاشتراكية).والتي تشمل إلى جانب فنزويلا وبوليفيا، كلا من الإكوادور، ونيكاراجوا، وكوبا. وموراليس مزارع الكوكا السابق له أعداء كثيرون وخصوصاً في المناطق المنخفضة (غير الجبلية) من البلاد والغنية بالطاقة، ممن يرون أن برامجه الرامية لتعزيز سيطرة الدولة على الاقتصاد يمكن أن تؤدي إلى تدمير إنتاجيتها القومية. على الرغم من هذه الانتقادات وغيرها، فإن فوز موراليس في الانتخابات بهامش كبير (60 في المئة)لم يكن مفاجئا لأنه رجل إنحاز منذ البداية للبوليفيين الأصليين الذين يشكلون 60 في المئة من السكان البلاد، والذين تعرضوا طويلاً للتهميش من قبل النخب القديمة ويعيش 60 في المئة منهم تحت خط الفقر. وقد تجنب موراليس احتمال خوض انتخابات إعادة، وذلك بفوزه بنسبة تفوق 50 في المئة من مجموع الأصوات، كما فعل عندما فاز بالانتخابات للمرة الأولى عام 2005 حيث فاز بـ 53.7 من مجموع الأصوات. وقد جاءت هذه الانتخابات بعد أن صادق البوليفيون على دستور جديد في شهر يناير الماضي يسمح للرئيس بالترشح لولاية ثانية. وهذا الدستور الذي ينص على أن الدولة "تعددية" كان بمثابة نعمة لسكان البلاد الأصليين. ويُشار إلى أن حكومة موراليس نقلت أعدادا كبيرة من هؤلاء السكان إلى مختلف مناطق البلاد في إطار سياسة لإعادة توزيع الثروة الزراعية ومنح الأراضي لمن لا أرض لهم. ولكن هذه السياسة أثارت الكثير من الجدل حيث يدّعي بعض خصوم موراليس أن الهدف الأساسي منها هو إعادة توزيع أنصار موراليس على كافة أنحاء البلاد لزيادة حظوظه الانتخابية في المناطق التي لا تؤيده. في الوقت الذي يؤيد البعض هذه السياسة ويعتبرونها محاولة صادقة لمعالجة عدم المساواة في بوليفيا. وكان موراليس قد أحكم قبضته أيضاً على صناعات الغاز الطبيعي والتعدين. وتحت حكمه تعرضت علاقات بلاده مع الولايات المتحدة للتوتر في بعض الأحيان. ففي العام 2008 أقدم موراليس على طرد السفير الأميركي، وأعضاء "إدارة مكافحة المخدرات" التابعة للولايات المتحدة، والتي كانت موجودة في بوليفيا. ويخشى خصومه أن يقود موراليس بوليفيا إلى نفس الطريق الذي يسير عليه الرئيس الفنزويلي. ففي الآونة الأخيرة، أقدم شافيز على إغلاق عدد من البنوك في إطار تحقيق كبير يجريه لكشف خفايا بعض الممارسات غير القانونية في البنوك، هذا بالإضافة إلى تحقيق آخر كان قد أمر به نهاية الأسبوع الماضي. ويوم الأحد الماضي، استقال أحد وزراء الحكومة الفنزويلية بسبب تداعيات تلك الفضيحة التي استغلها شافيز ليطلق على مديري البنوك المتورطة "لصوص قذرون". يخشى عدد متزايد من البوليفيين أن ينتقل هذا النمط للحياة السياسية والاقتصادية من فنزويلا إلى بوليفيا. كما يبدي خصوم موراليس قلقهم من أن يحاول الرئيس البوليفي الترشح لفترة رئاسة ثالثة عام 2014 من خلال تعديل الدستور مرة أخرى ليتيح له فرصة الترشح لفترة ولاية ثالثة، ويرون أن تحالفه الوثيق مع شافيز يعد مؤشرا على وجود هذه الرغبة لديه. ولكن غالبية البوليفيين من السكان الأصليين يرون أن موراليس هو الرجل الذي وفر لهم الفرصة للتقدم للأمام، وأنه رجل يمثل الشعب منذ اليوم الأول الذي جاء فيه إلى الحكم، وأنه أول رئيس بوليفي من أبناء بوليفيا الأصليين، مما يجعل منه في نظرهم رئيساً محبوباً على الدوام حتى وإن كان البعض من أعضاء النخبة القديمة لا يزالون حتى اليوم غير مصدقين أن هنديا أحمر قد أصبح رئيسا لبوليفيا. سارا شهرياري - بوليفيا سارا ميلر ليانا - شيلي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©