الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التطرف الداخلي»... مصدر تهديد أميركي

«التطرف الداخلي»... مصدر تهديد أميركي
9 ديسمبر 2009 00:52
خلصت إدارة أوباما، التي تتعاطى مع سلسلة من قضايا الإرهاب الإسلامي على التراب الأميركي، إلى أن الولايات المتحدة باتت تواجه تهديداً متزايداً من قبل التطرف الداخلي، حيث يرى عدد من مسؤولي وخبراء محاربة الإرهاب مؤشرات على عملية "ردكلة" متسارعة بين المسلمين الأميركيين، تحرِّكها موجة بروباجندا باللغة الانجليزية على الإنترنت، وتعكسها رحلات الطامحين في أن يصبحوا مقاتلين إلى بؤر ساخنة مثل باكستان والصومال. وإذا كانت أوروبا قد مثلت الخط الأمامي، حيث شكلت هدفا لهجمات متتالية ومخططات كبيرة، بينما ظلت الولايات المتحدة هادئة نسبياً، فإن عدد وتنوع وحجم القضايا الأميركية الأخيرة تشير إلى أن 2009 كانت أخطر سنة داخلياً منذ 2001، كما يقول عدد من خبراء محاربة الإرهاب. فقد حدثت اعتقالات كبيرة لأميركيين متهمين بالتآمر مع "القاعدة" وحلفائها، مثل الأميركي من أصل أفغاني المتهم في مخطط إرهابي بنيويورك والذي وُصف بأنه أخطر تهديد في البلاد منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر؛ كما قامت السلطات برصد تحركات أميركيين آخرين مشتبه في تطرفهم وانضمامهم إلى شبكات خارجية، مثل ذهاب مجموعة من الأميركيين من أصل صومالي للقتال على أرض المعركة في بلدهم الأصلي، والأميركي الألباني من بروكلين الذي اعتُقل في كوسوفو. كما ألقى مكتب التحقيقات الفدرالي "إف. بي. آي" القبض على مشتبه في علاقتهم بالإرهاب في كل من دالاس، وديترويت، ورالي (ولاية كارولاينا الشمالية) معلناً عن قيامه بإحباط مخططات كانت تستهدف كنيساً ومباني حكومية ومنشآت عسكرية. وفي هذه الأثناء، صدر عن وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو الأسبوع الماضي أقوى تصريح لها حتى الآن حول التهديدات الداخلية، حيث قالت في خطاب بنيويورك: "لقد شهدنا ازدياد عدد الاعتقالات هنا في الولايات المتحدة لأفراد يشتبه في تخطيطهم لهجمات إرهابية، أو يدعمون منظمات إرهابية في الخارج مثل القاعدة"، مضيفة "أن الإرهاب الداخلي موجود؛ وعلى غرار التطرف العنيف في الخارج، فإنه سيكون جزءاً من صورة التهديد التي يجب علينا الآن أن نواجهها". وقد اعترف مسؤولون بأن نبرتها قد تغيرت، وإن كانوا يقولون إن الإرهاب كان محل اهتمامها منذ أن تولت مسؤولية الأمن الداخلي؛ بيد أنه إذا كان يُشتبه في وجود نزعات تطرفية في بعض قضايا 2009، فإن الدوافع تظل غير معروفة. فعلى سبيل المثال، كان الرائد نضال مالك حسن -المتهم بقتل 13 شخصاً في عملية إطلاق نار عشوائية بقاعدة "فورت هود" العسكرية في تكساس الشهر الماضي- يعاني من مشاكل نفسية وعاطفية على ما يبدو؛ غير أن عددا من المسؤولين والخبراء أشاروا أيضاً في مقابلات معهم إلى معتقداته الإسلامية كدافع مفترض. كما أن الهجوم السابق الذي استهدف الجيش الأميركي -إطلاق نار في يونيو الماضي من قبل أميركي اعتنق الإسلام قتل جنديا وجرح آخر بأحد مراكز التجنيد في آركانسو- يتعلق على ما يبدو بحالة فردية لشخص تصرف من تلقاء نفسه بعد أن تمت ردكلته في اليمن، حسب مسؤولين من الأمن الداخلي. وفي هذا السياق، يقول وزير الأمن الداخلي السابق مايكل تشيرتوف: "إنكم ترون الطيف الكامل للتهديدات التي تواجهونها في الإرهاب". ومن جانبه، يقول ميتشل سيلبر، مدير التحليلات في قسم المعلومات الاستخباراتية بشرطة نيويورك: "من الواضح أن عملية "الردكلة" تحدث في الولايات المتحدة... واللافت أنه في العام الماضي لم يكن بوسع المرء أن يقول ذلك عن الولايات المتحدة، وكان يمكنه أن يقوله عن أوروبا". وبالفعل، فقد كانت أوروبا مسرحاً لسلسلة من الهجمات العنيفة التي نفذها متطرفون، مثل تفجير القطارات في مدريد في 2004، ولندن في 2005، وحادث اغتيال في هولندا في 2004، وهجمات أُحبطت في اللحظة الأخيرة مثل الهجوم الفاشل على مطار جلاسجو في 2007. غير أنه إذا كانت الحدود المنيعة قد ساعدت الولايات المتحدة على تجنب التهديدات، فإن الخبراء يقولون أيضاً إن الراديكالية الإسلامية أكثر انتشاراً في أوروبا، لأن الجريمة والتهميش والتطرف تثير استياء الجاليات الإسلامية المهاجرة في أماكن مثل الدانمارك الصغيرة والأحياء الفقيرة الواسعة بفرنسا. وبالمقابل، فإن المسلمين الأميركيين هم أغنى من نظرائهم الأوروبيين وأحسن تعلما وأكثر اندماجاً، لأن الولايات المتحدة تبلي بلاء حسنا بخصوص امتصاص المهاجرين واستيعابهم ودعم التسامح، كما يقول الخبراء. فخلال العقد الماضي مثلاً، كان من النادر وجود الأميركيين في المخيمات المرتبطة بـ"القاعدة" في باكستان وأفغانستان اللتين دربتا مئات الغربيين وآلاف المجندين من البلدان ذات الأغلبية المسلمة. غير أن التحقيقات الأخيرة كشفت عن وجود أميركيين مشتبه في علاقتهم بـ"القاعدة" وحلفائها تلقوا تدريبات في الخارج، وتآمروا، في عدد من الحالات، على ما يفترض مع زعماء منظمات إرهابية. ومن هؤلاء أميركي اعتنق الإسلام من "لونج آيلند"، ولاية نيويورك، اعتُقل في باكستان أواخر العام الماضي، ورجل أعمال من شيكاجو متهم باستطلاع وتحديد أهداف خارجية لحساب شبكة باكستانية، و15 أميركاً من أصل صومالي على الأقل من مينيابولس عادوا للقتال في بلدهم الأصلي. ويقول تشيرتوف "إن تيارا أكبر قد ظهر، وهو أمر غير مفاجئ ولكنه مزعج"، مضيفاً "لقد بدأتم ترون ثمار خط الأنابيب الذي أنشأته "القاعدة" لتدريب الغربيين وإعادتهم إلى بلدانهم (قصد تنفيذ عمليات)... وهذا يُبرز الأهمية المركزية لقطع هذا الأنبوب عند مصدره". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©