الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حقبة جديدة من الفرص

22 ابريل 2012
بقلم معالي الشيخة لبنى القاسمي، وزير التجارة الخارجية تستعد مدينة هانوفر الألمانية لاستقبال فصل الربيع، كما تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لترحب بضيوفها من أنحاء العالم كافة في جناحها في معرض هانوفر الدولي، أحد أكبر المعارض المتخصصة في مجال التكنولوجيا والصناعة في العالم، حيث تجتمع في جناح الإمارات هذا الأسبوع على مساحة 1000 متر مربع 27 جهة حكومية وخاصة من إمارات الدولة كافة. وسيتألق جناح الدولة أمام أكثر من 200 ألف زائر في تسليط الضوء على أبرز مقومات قطاعاتنا الاقتصادية لنخبة من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وقادة التكنولوجيا حول العالم. ونحرص من خلال هذا الحدث الدولي على ترويج الفرص الاستثمارية التي توفرها مختلف قطاعاتنا الحيوية، التي تشهد نمواً ملحوظاً، والتي تقدم قيمة مضافة للاستثمارات الألمانية، مع التركيز على النموذج المثالي الذي حققته دولة الإمارات في مجال التنويع الاقتصادي على مستوى المنطقة والعالم. وكانت التجارة على مر عقود هي العمود الفقري لاقتصاد منطقة الخليج، ومنذ مئات السنين، صارع العرب المغامرون أهواء المحيط لاكتشاف أسواق جديدة والتي ساهمت بدورها في نمو طرق التجارة العالمية، والتي ما زالت تزدهر حتى يومنا هذا. فدولة الإمارات العربية المتحدة مثال يُقتدى به في هذا المجال من خلال تبنيها السياسات الاقتصادية الفعالة المدعمة بالعمل الجاد والملموس الذي ساهم في تأمين أجواء نمو إيجابية على المستويات كافة. وتكمن إحدى نقاط القوة الرئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة في موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يجمع بين الشرق والغرب، ويمثل بوابة عبور رئيسية إلى عدد من الأسواق الناشئة الواعدة في العالم، والتي تشكل بما يسمى أسواق المستقبل، حيث إن عدداً من الأسواق القريبة في دول جنوب آسيا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والتي يزيد تعداد سكانها على 300 مليون نسمة، تستفيد بشكل مباشر من التجارة عبر الإمارات. كما أن هناك ما يقارب ثلث سكان العالم هم على مسافة ما يقارب أربع ساعات طيران من الإمارات، ما جعلها محوراً استراتيجياً لأية أعمال تجارية تتطلع إلى التوسّع خارج حدودها القائمة. وإلى جانب هذه الميزة الجغرافية، فقد قامت دولة الإمارات العربية المتحدة على مر السنين بالاستثمار في اقتصادها لتطوير بنية تحتية مثالية على مستوى العالم، سواء من خلال مرافئها ومطاراتها المتقدّمة، وشبكات الطرق والاتصالات المتطورة، حيث تقدم بنية تحتية نموذجية ساهمت في تكوين بيئة أعمال نموذجية استقطبت كبرى المشاريع الاستثمارية حول العالم. وعلاوة على ذلك، توفر الإمارات العديد من التسهيلات المرنة مثل الإعفاء من الضرائب، والمناطق الحرة، ونظام النافذة الواحدة لتأسيس الأعمال، والحصول على القوى العاملة الخبيرة وذات التكلفة التنافسية، ما جعل من الإمارات وجهّة مفضّلة للاستثمارات. وفي خضم هذه التطورات النوعية التي حققتها، تحرص الإمارات بصورة دائمة على تعزيز وجودها في الفعاليات الدولية الاستراتيجية، حيث تعتزم هذا الأسبوع أن تلقي الضوء على قوتها الاقتصادية والتجارية في معرض هانوفر، من خلال وفد رفيع المستوى من القطاعين الخاص والعام، والذين يتطلعون بثقة عالية إلى بناء شراكات فعالة مع الجانب الألماني على وجه الخصوص، والعالم على وجه العموم. ولا شك أن هناك العديد من الفرص المتاحة للجانبين الإماراتي والألماني من خلال إقامة مشاريع استثمارية مشتركة تفتح الأبواب نحو أسواق جديدة، تساهم في تحقيق المصلحة الاقتصادية لكلا البلدين. ففي العقود الأربعة الماضية، شهدت العلاقات التجارية بين البلدين تطوراً ملحوظاً، حيث غدت ألمانيا أكبر رابع شريك تجاري لدولة الإمارات بعد الهند والصين والولايات المتحدة، وهناك ما يزيد على 1000 شركة ألمانية تعمل في الدولة، وما يزيد على 10000 مواطن ألماني يعيشون على أرض الإمارات. كما أن إقرار اتفاقية الازدواج الضريبي في منتصف عام 2011 قد ساهم في تحفيز الحركة التجارية بينهما. ولكن آن الأوان للتطلّع إلى ما هو أبعد من إنجازاتنا، وإلى شق مسار جديد. وهذا ما يسعى إلى تحقيقه وفد دولة الإمارات خلال معرض هانوفر. إن ديناميكيات الأعمال في تغيّر دائم في أنحاء العالم كافة. وإن أنماط التجارة في تحوّل. وما تم اعتباره فيما مضى على أنه نموذج استيراد - تصدير تقليدي يُفسح المجال أمام حقبة جديدة من التعاون الوثيق، حيث تصبح المشاريع المشتركة والشراكات هي السبيل المثالي لتحقيق النمو والتقدم. هناك قطاعات نمو جديدة والتي تعتبر ضرورية لقيادة الحقبة الجديدة من النمو، حيث يتم التركيز على الطاقة المتجددة والتطبيقات الرقمية، والتكنولوجيا البيئية وهي قطاعات حيوية تمكن الإمارات وألمانيا أن تتشاركا في كفاءاتهما ومهاراتهما - وعلى وجه الخصوص في التركيز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة. لا شك أن هذا التحول سيساهم في إحداث نقلة نوعية في معادلة التجارة، حيث تمت إعادة تعريف نماذج التجارة التقليدية بما يتماشى مع متطلبات العصر الحديث، حيث توجد العديد من الفرص التي تزهر في ربيع من التجارة المثمرة لكلا البلدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©