السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثناء عباس: نقرأ لأن حياة واحدة لا تكفينا

ثناء عباس: نقرأ لأن حياة واحدة لا تكفينا
3 يوليو 2017 22:35
فاطمة عطفة (أبوظبي) «القراءة واحدة ومتشعبة في الوقت نفسه»، بهذه الجملة الافتتاحية تتحدث الدكتورة ثناء عباس، الأستاذة المحاضرة في اللغة والحضارة العربية بجامعة السوربون، عن القراءة وصورها المتعددة، مشيرة إلى أن قراءة الأدب تختلف عن القراءة العلمية الوثائقية، لكنها تؤكد أن القراءتين ضروريتان في بناء إنسان عميق الشخصية بليغ الكلام. وتضيف قائلة: أظن أن القراءة حاجة روحية وعقلية وإشباعها يمكن أن يوفر للإنسان السعادة والسلام مع نفسه ومع الآخرين. وحول أهمية القراءة وجدواها، تبين أنها تثري فكر الإنسان وتجربته بأفكار وتجارب الآخرين، فيرتقي عقله ويبتعد عن التعصب والأفكار المسبقة اللذين يسببهما الجهل. وحول دور القراءة بإجادة التعبير، توضح بقولها: من لا يقرأ من المستحيل أن يمتلك لغة سليمة وجميلة ومفردات كافية للتعبير عن ذاته. فأنا بحكم عملي في الجامعة لمست المستويات المختلفة في لغة الجيل الجديد، وكل حسب غنى مطالعاته وتطوير قدرته على التعبير، ليس فقط باللغة العربية، بل وحتى باللغات الأجنبية التي يتقنها العديد من الطلبة أكثر من العربية، نتيجة متابعتهم لقراءاتهم وكتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي تمجد الصورة على حساب الكلمة. أما عن الفائدة من وضع خطوط أو إشارات على بعض الجمل في القراءة، فإن د. عباس ترى أن كل إنسان له طريقته بالقراءة، فهناك من يكتب على الهوامش أو يدون مقتطفات على الورق، ولا بأس بذلك إن كان يجد متعة وفائدة في ذلك، لافتة إلى أنها لا تميل إلى هذه الطريقة، وتقول: أنا شخصياً لا أحب قطع استرسالي في القراءة بالكتابة أو التدوين إلا عندما أقرأ بهدف معين، فذلك يخرجني من العالم الذي يضعني فيه الكتاب. وحول حسن اختيار الكتب، تعتقد أن كل كتاب يقرؤه الإنسان يفيده من زاوية ما، لكنها تؤكد أنها حين تختار الكتاب فهي تحدد أن هدفها الأول متعة القراءة قائلة: إنها متعة الاكتشاف حين أقرأ في مجال علمي مثل النانوتكنولوجيا المذهل، ومتعة روحية وعقلية عندما أقرأ رواية جميلة مكتوبة بلغة جميلة. أما عن حافز القراءة واكتساب الوعي لديها، فتعود بالذاكرة إلى العقاد الذي يقول إنه يقرأ لأن حياة واحدة لا تكفيه، وهذا يوضح من جهة كيف تغني القراءة حياة الإنسان بحيث يتأثر بكل ما يقرأ مهما تنوعت الثقافات واللغات التي تنتمي إليها الكتب المقروءة. فالإنسانية واحدة في كتب كل عمالقة الفكر والأدب. ثم تورد بعض الأمثلة قائلة: كل إنسان يتأثر بسذاجة وطيبة «كانديد» لفولتير، وكل إنسان يبتسم لذكاء ريكا ونظرته الثاقبة في نقد المجتمع الفرنسي في «الرسائل الفارسية» لروسو، وكل إنسان يتوجع لمأساة الطفل الأعمى في رائعة طه حسين «الأيام» ثم ينبهر بإرادته وتحصيله العلمي، وكل إنسان يخاف أن تصيب بلده ويلات الحروب التي يصفها تولستوي في «الحرب والسلام»، وكل إنسان يرثي لـ«كلاريسا» الفاضلة في رائعة ريتشاردسون، ومن لا يشعر بالتفاؤل والفرح عند قراءة «زوربا» لـ«كازنتزاكس»، مؤكدة أن كل هذه الكتب وغيرها مما لا نستطيع ذكره هنا ساهمت بخلق عطش مزمن لدي إلى القراءة لا يرتوي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©