الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيئة.. منظومة تكامل رائعة تحفظ توازن الأرض

البيئة.. منظومة تكامل رائعة تحفظ توازن الأرض
22 ابريل 2013 20:55
دبي (الاتحاد) - البيئة لفظ شاع استعماله في السنوات الأخيرة في الوطن العربي، ولكنه متداول منذ ما قبل التسعينيات في الدول المتقدمة، وقد أفرط الكثيرون في استعماله، ولكن المفهوم الدقيق لكلمة البيئة لا يزال غامضا للكثيرين، لا سيما وأنه ليس هنالك تعريف واحد محدد يبين ما هي البيئة وما هي مجالاتها المتعددة، والمفهوم الحديث للبيئة هو أنها الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان، بما يضم من ظاهرات طبيعية وبشرية يتأثر بها ويؤثر عليها، ويعرف علم البيئة الحديث بالايكولوجيا التي تعني كل ما هو مرتبط ببعضه على كوكب الأرض، بدءا من الإنسان والكائنات والحيوانات وكل ما هو مخلوق وله دور في بقاء الحياة على سطح الأرض. مفهوم البيئة ويقول الدكتور إسماعيل الحوسني، من كلية الدفاع الوطني، حول موضوع البيئة وأنظمتها: البيئة هي كل ما تخبرنا به حاسة السمع والبصر والشم والتذوق واللمس، سواء أكان هذا من خلق الله سبحانه وتعالى والظواهر الطبيعية أم من صنع الإنسان ضمن الظواهر البشرية، وقد أوجز إعلان مؤتمر البيئة البشرية الذي عقد في استوكهولم عام 1972، حول مفهوم البيئة وهي أنها كل شيء يحيط بالإنسان، كما يتفق هذا المفهوم مع التعريف الذي ينص على أن البيئة هي كل ما هو خارج جلد الإنسان من سوائل وموائع في البيئة المحيطة، وذلك يعني أنها تشكل الظروف المناخية والجيولوجية والطبيعية، وأيضا تدخل ضمن ذلك الكيميائية والصحراوية والبحرية والهوائية، وتندرج الهوائية والنباتية والحيوانية، وهذه الظروف والمؤثرات مترابطة ببعضها البعض، وذلك يعني أن أي تغيير في أي من تلك الأنظمة البيئية سيتبعه تغييرا في النظم الأخرى على شكل تفاعلات تسلسلية. بيئة ريفية وحضرية ويضيف الحوسني: بالنسبة للبيئة الوراثية تشمل ما يحمله الزوجان من مورثات وجينات للأبناء، حيث تحمل صفات معينة مثل لون العين وفصيلة الدم ودرجة الذكاء، وبالنسبة للبيئة الاجتماعية فهي تبدأ من الجنين وهو في رحم أمه وحتى يغادر، لبدء التفاعل مع الوسط الذي سينشأ فيه ويحدد شخصيته ومسلكه، وبالنسبة للبيئة الثقافية فهي تعني ذلك الجانب من البيئة الكلية، التي يهيئ فيها الإنسان وتتمثل في المعرفة والعقائد والقانون والعادات، كما أن هناك البيئة الريفية وهي نقيض الحضر، وعلى الرغم من جميع الفضائل المتوفرة في الحياة الحضرية، إلا أن البيئة الريفية تتمتع بالهدوء والخضرة، وفيها العلاقات الإنسانية أكثر متانة وود. هناك أيضا البيئة الحضرية «المدينة»، وتعني المقر الواسع وكذلك تعني الحضارة واتساع العمران، وكذلك البيئة المناخية التي يقصد بها ظروف الطقس والمناخ، الذي يتأثر به الإنسان وتتأثر بتلك البيئة المناخية الكائنات الحية الأخرى، التي تشاركنا الحياة على الأرض، وتضم الرطوبة والحرارة والرياح والإشعاع الشمسي، وتتشارك في ذلك البيئة البحرية وهي تختص بدراسة الحياة البحرية والشواطئ والطيور البحرية، وحركات الأمواج والمد والجزر، وغير ذلك من العوامل المؤثرة على مياه المحيطات والبحار وعلى حياة الكائنات التي تعيش فيها. بيئة بشرية فالإطار الذي يعيش فيه الإنسان، ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى، ويمارس فيه علاقته مع أقرانه من بني البشر، حسبما يؤكد الحوسني، يؤدي بنا إلى البيئة البشرية انطلاقا من التعريفين السابقين وتتكون البيئة من قسمين، هما البيئة الطبيعية من ماء وهواء وتربة ومعادن، وأيضا مصادر وطاقة وأحياء، وهذه تمثل الموارد التي أتاحها الله للإنسان ليحصل منها على مقومات الحياة، كما أن هناك البيئة التي شيدها الإنسان وهي تتكون من النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها الإنسان، وبذلك يمكننا أن نقول إن البيئة البشرية تمثل كوكب الأرض الذي نعيش عليه، وكافة مكونات الكون الفسيح التي تؤثر في حياة الموجودات، والمخلوقات التي تقاسمنا العيش في هذا الكوكب. توازن بيئي يشير د. إسماعيل الحوسني، إلى أن هناك فرقا بين مفهوم البيئة ومفهوم النظام البيئي، ولما كانت هذه العناصر تتفاعل مع بعضها وفق نظام دقيق، حيث تعتمد كل مجموعة على المجموعة الأخرى السابقة لها، في تكاملية رائعة بما يضمن حفظ توازن النظام، فإن حدوث أي خلل أو نقص في عناصر أو مكونات أي مجموعة، يؤثر في طبيعة التفاعل ومن ثم يبدأ النظام في الخلل والاضطراب، فيفقد توازنه وقدرته العادية في وضع الحياة، ويحدث ما نسميه الخلل البيئي وما يصاحب هذا من ظهور المشاكل البيئية العديدة، التي باتت تهدد مياه الإنسان مثل تلوث الهواء وانقراض الكائنات الحية، وحدوث ثقب الأوزون، الى جانب التغييرات المناخية والتصحر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©