الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المقاهي الشعبية بين "عشق" الزوج و "نار" الزوجة

المقاهي الشعبية بين "عشق" الزوج و "نار" الزوجة
23 ابريل 2013 18:48
مع الطفرات التكنولوجية والتقنية التي رافقت ظهور كمبيوتر أبل اللوحي بنسخته الأولى، والذي توفر بالأسواق في إبريل من عام 2010. والذي أعلن بقدومه عن بداية عصر جديدة لأجهزة الكمبيوتر المتنقلة، ونهاية عصور كثيرة من الأجهزة التكنولوجية التي طالما حافظت على مكانتها دون أي يزحزحها أي جهاز تقني قبل مجيء جهاز أبل اللوحي آي باد. رافق هذا التطور الكبير، ظهور أجهزة وكمبيوترات لوحية مختلفة الأشكال والأحجام، لا تشبه الكمبيوترات اللوحية التقليدية مثل آي باد و جالاكسي تاب... وغيرها. ولا تتوفر في المراكز التجارية والمحال التي تبيع آخر ما توصلت إليه الشركات العالمية من تقنيات وتكنولوجيا تتعلق بمثل هذه الكمبيوترات اللوحية. ولا يعلم بها سوى قلة قلية من المستخدمين عشاق ورواد المقاهي الشعبية وحتى العصرية. اليوم وقبل فترة زمنية قليلة، وبفضل ما جاءت به الكمبيوترات اللوحية من تقنيات، بدأت كمبيوترات المقاهي الشعبية المخصصة للألعاب الكلاسيكية البسيطة، التأثر بهذا التطور، وبدأت بتغير العديد من ميزاتها ومواصفاتها، لتنافس الكمبيوترات اللوحية التي باتت اليوم تقليدية، ولتحافظ على جوهرها الأصلي، في اعطاء الزبون القادم إلى المقهى الشعبي أقصى درجة من التسلية والمتعة مع نفسه ومع الألعاب التي يمارسها. سؤال مشروع معظم رواد وزوار المقاهي الشعبية اتفقوا ضمنياً على أن مثل هذه المقاهي تعتبر المتنفس الحقيقي لهم اليوم، والمهرب الحقيقي من زخم اليوم وإزدحام الأربع والعشرين ساعة. وأنها ومن خلال ما تقدمه من خدماتها البسيطة جداً، والمبالغ البسيطة التي باتت تدرج على لوائح وقوائم الطعام والشراب في بعض المقاهي، تعتبر المكان المناسب والأنسب الذي يلجأ إليه الصغير قبل الظاعن في السن. وبسؤال بعض زبائن هذه المقاهي عن السر وراء جلوسهم لساعات طويلة في المقهى؟ تارةً يقلبون صفحات الجريدة، وتارة أخرى يحركون أصابعهم أمام أجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب، وأخرى تجدهم يتبادلون أطراف الحديث مع بعضهم البعض، أو يتابعون مباراة مهمة على شاشة التلفاز أو نشرة أخبار قد تكون مملة لغالبية المتواجدين في المقهى... فكانت اجابتهم ويبدو أنهم اتفقوا مرة أخرى ضمنياً عليها، أنهم يأتوا المقهى للتسلية والانبساط وتسريع مرور وانقضاء الوقت، أكثر من السرعة التي هو عليها الآن، وأن جلوسهم طوال هذه الساعات في المقاهي ليس بسبب مشاكل عائلية على الغالب، إنما رغبة منهم في تفريغ ما تحمله أدمغتهم وعقولهم وبشكل مؤقت من متطلبات وأمور خاصة بالعمل أو بالحياة الزوجية والعائلية، وإيماناً من أكثرهم بأنه يحق لهم الجلوس مع أنفسهم أو مع أصدقاءهم لساعات قليلة من ساعات اليوم الكثيرة. تطور تاريخي على مدى سنوات طويلة كانت المقاهي الشعبية بأنواعها المختلفة وفئاتها المتعددة الراقية والغير الراقية، والكائنة في أغلب المدن وفي العديد من الدولة وخصوصاً العربية منها، الملاذ الآمن للعديد من الفئات المجتمعية. حيث كانت في ما مضى ملاذ المثقفين الآمن والراقي، الذي يتبادلون من خلاله أطراف الحديث والنقاش حول موضوعات تخص حياتهم اليومية وتمس ساعاتها الأربع والعشرين. وكانت هذه المقاهي في الماضي أيضاً المكان الأمثل لتجمع الملحين والموسيقيين وحتى المغنين، يجتمعون بصحبة أدواتهم وأجهزته الغنائية للوصول بها إلى قمة ما يبحثون عنه، وليطبقون فيها أحلى البروفات استعداداً لحفلاتهم الغنائية أو وصلاتهم الموسيقية. وتبدل الحال وتغيرت الأحوال، وأصبح العدد الأكبر من هذه المقاهي الملاذ الآمن والركن الهادي للعاطلين عن العمل، أو المختلفين من زوجاتهم وعائلاتهم والراغبين من الفرار من هموم المنزل ومشاكل الأطفال، وأصبح الوصف الشائع والعامي على زبائن هذه المقاهي، بأنهم "فاضين أشغال" بمعنى أن ليس ورائهم مسؤوليات ومهام ووظائف يقومون بها، وأنهم يضيعون وقتهم بالجلوس والتدخين واللعب في مثل هذه المقاهي. مشكلة كبيرة وفي نظر البعض من عشاق المقاهي وجلساتها الطويلة ومرتاديها وزبائنها الدائمين، الذين يسجلون وبشكل يومي حضورهم لهذه المقاهي، ولا يخلفون يوماً موعداً فيها، تكمن المشكلة الكبرى بنظرهم في زوجاتهم وأهالي هؤلاء الرواد والزبائن النظاميين. ففي حين تعتبر هذه المقاهي الشعبية ملاذ الكثيرين الآمن من صخب ساعات النهار والعمل، أو البحث عنه، تعتبر هذه المقاهي للكثير من الزوجات والأمهات بمثابة "الضرة" التي تبحث يومياً عن حلول للتخلص منها والقضاء عليها. حيث يرى ويؤمن بعض هؤلاء الزوجات و الأمهات، أن الساعات التي يقضيها الزوج أو الإبن في هذه المقاهي هن وعائلاتهم أولى بها، وأن ساعات النقاش والأحاديث التي يمضيها هذا الزوج والابن مع زملائه وأصدقاءه أو حتى مع من يجلسون بجواره في المقهي، يكفيهم منها دقائق قليلة من الحديث والسؤال عن أحوال الزوجة وما تحتاج، أو إن كان ينقصها شيء، أو بالإطمئنان على الأم والسؤال عن صحتها وحياتها وما إذا كانت بحاجة إلى شيء. اتهام لا يمكن هنا اتهام المقاهي الشعبية بأنها صاحبت الأثر الكبير والسلبي التي تسببه على بعض عائلات زبائنها وروادها، ولا يمكن اتهامها بأن السبب الرئيسي وراء المشاكل التي تحصل بين زبائنها وعائلاتهم، فهي لا تجبر أحد الدخول إليها، ولا توقف موظفين خارجها يجذبون الزبائن ويروجون للعروض والباقات المختلفة بها، بأن تشرب كأس شاي مثلا وأن تحصل على "شيشة" مجاناً، أو أن تلعب لعبة على الكمبيوتر الإلكتروني اللوحي وتحصل على الثانية مجاناً... وأيضاً لا يمكن هنا اتهام الزبون والزائر المقيم لهذه المقاهي بأنه السبب الرئيسي لمثل هذه المشاكل العائلية إن حصلت، أو لما تعانيه الزوجه أو الأم من بعد وجفاء زوجها أو ابنها، وتفضيله الجلوس في المقهى وممارسة ألعابه على جهاز الألعاب الخاص بالمقهى، على الجلوس في المنزل وممارسة ألعابة المفضلة على كمبيوتره اللوحي أو جهاز إكس بوكس أو بلاي ستشن... أو غيره الكثير من الأجهزة التي تمتاز بالكثير من الخصائص والمواصفات عن كمبيوتر المقهى اللوحي. ويرى العديد من الخبراء والمختصين وحتى رواد المقاهي وزبائنها، أن الأجدر هنا أن يتم توجيه أصابع الإتهام إلى بعض الزوجات، لمحاولة اعادة النظر في طبيعة حياتها، والجو العام التي توفره لزوجها، ومحاولة توجيه الأسئلة والإتهامات لنفسها، لتحاول البحث عن اجابه شافية ومقنعة لها. فلماذا يخرج زوجك من المنزل لساعات طويله؟ ولماذا يرى زوجك راحته القصوى في الجلوس بالمقهى والابتسامة لا تفارق شفتيه خلال هذه الفترة؟ ولماذا لا تحاول بعض الزوجات تحويل هذا الوقت الذي يمضيه زوجها في المقاهي، ليمضيه معها في منزلهم ومع عائلتهم؟ أسئلة كثيرة بحاجة إلى اجابة وتبحث عن المرأة القادرة على الوقوف أمام زوجها ومصارحته وبشكل مباشر، وسؤاله السؤال الذي تبحث عن إجابته الكثير من الزوجات والأمهات، لماذا تجلس في المقهى طول هذه الساعات؟ وما السر والمتعة التي تجدها في المقهى ولا تجدها في بيتك ومع أسرتك؟ وما الذي يعجبك في كمبيوتر المقهى اللوحي، رغم كلاسيكية ألعابه وبساطتها وسذاجتها في بعض الأحيان، ورغم ما تمتلكه من أجهزة تقنية وتكنولوجية تتفوق وبمراحل كثيرة على مثل هذه الأجهزة؟
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©