السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روايات البوكر وآفاق الإبداع العربي 2-3

روايات البوكر وآفاق الإبداع العربي 2-3
22 ابريل 2013 19:20
روايات البوكر وآفاق الإبداع العربي 2-3 تقول د.شما بنت محمد بن خالد آل نهيان: يجسد بطل رواية "مولانا"، حاتم الشناوي، أزمة الهوية والاغتراب، إذ على الرغم من النجاح الظاهري من حيث الشهرة والمال الذي حققه هذا الداعية، الذي أصبح رمزاً من رموز دعاة الفضائيات، فإن هذا النجاح يخُفي وراءه ذاتاً مأزومة "كلما كانت تصعد في ذيوع الشهرة، كانت تهبط كل ليل في هوة الإحساس بالفقد (الرواية ص 23). وأن الشهرة والنجومية والانتشار الذي حققته هذه الذات، يخفي وراءه ذاتاً ضعيفة، هشة ينخر فيها سوس التوتر والقلق وعدم القدرة على البوح: "ثقيلة هي تلك الصخور التي راكمت كل هذه السنوات فوق قلبه، حمولة القلق التي لا تريد أن تخفف وزنها، نخر سوس التوتر، هو الذي يشعره في عظام قفص صدره كلما ترك نفسه لنفسه قليلاً، أكثر ما كان يوجعه أنه لا يستطيع هكذا ببساطة أن يبوح، هذه الممرات البيضاء ذات الأسقف العالية، التي شهدت ذيوع شهرته، وبزوغ نجمه تحولت إلى جدران تحبس روحه في تلك الصورة التي صدرتها للناس شاشة التلفزيون" (الرواية ص 34). هنا نجد تقابلًا بين الظاهر والباطن، بين المعلن والخفي، هذا التقابل أوالتضاد يُجسد لنا عمق الأزمة التي تعيشها هذه الذات: حيث الشهرة والنجومية التي حققها الداعية في الظاهر، يقابلها الضعف والقلق والتوتر وعدم القدرة على البوح أو المصارحة، على المستوى الباطن والخفي أو غير المعلن. كما أن صورة الذات المنمقة، التي تحرص على تجميل نفسها- ولو بطريقة الخداع- من خلال وضع "البودرة أو المكياج" ، لتضفي على نفسها جمالًا مصطنعاً (ذلك الفعل الذي يشكل مفتتح الرواية، ص 7، تخفي وراءها ذاتًا محبوسة داخل أسوار القلق والعجز والتوتر. حتى"لم يعد قادراً على الانفراد بنفسه، يتهرب من اللقاء الخاص بروحه، يتملص كل ليلة من هذه الساعات الفاصلة بين يقظته ونوم" أزمة العلاقة بين الشعبين المصري والقطري لدى د. أحمد يوسف أحمد قناعة بأن العلاقات بين مصر وقطر تطورت في أعقاب ثورة يناير تطوراً لافتاً، واتخذ ذلك شكل تعزيز العلاقات السياسية وإغداق المساعدات الاقتصادية على مصر، وفي الوقت الذي كان الحكم في مصر سعيداً بهذه المساعدات بقدر ما تعينه على الخلاص ولو إلى حين من أزمته الاقتصادية، كان الرأي العام شديد الحساسية إلا قليلاً، وذلك بسبب عقدة مبارك الذي فقد استقلال قراره بسبب المساعدات الخارجية وبالذات الأميركية، وكذلك فإن الرأي العام كان غاضباً من المبالغة في سياسة الاقتراض التي ستزيد الدَّين الخارجي وتقضي من ثم على إمكانية استعادة الدور القيادي المصري، خاصة أن المؤشرات كانت تفيد بأن هذه القروض تستخدم لتلبية احتياجات يومية وليس في مشروعات تنموية مهمة، وبالمجمل لم يكن الموقف الشعبي من قطر قابلاً لهذه الاعتبارات، وكان الشك في دوافع سياساتها سائداً. ميانمار ومحنة المسلمين يرى ديزموند توتو أن مشكلة ميانمار تتمثل في أن العنف الطائفي الذي كان محصوراً في السابق بولاية واحدة في ميانمار تتواجد بها كثافة سكانية من المسلمين انتقل اليوم إلى بقية أنحاء البلاد، مستهدفاً جميع المسلمين، حيث يتم قمع المظاهرات بوحشية، وتُصادر الأراضي التابعة لقرى المسلمين، لذا أدعو الله أن يتدخل الرئيس "تين سين" وزملاؤه في الحكم لوضع حد للتجاوزات وإعمال القانون ضد الجميع دون تفريق، والأهم من ذلك إبداء الإرادة السياسية الضرورية لوقف العنف ومعالجة هذه الأزمة، وإلا فإنني أخشى على مستقبل ميانمار نفسه، في ظل ما تشهده حالياً من صعود لموجة التطرف وعدم التسامح واستهداف المسلمين، فبعد فترة طويلة رزحت فيها البلاد تحت الحكم العسكري، وما تلاها من آمال عريضة في مستقبل أفضل يعيشه المواطنون تحت رياح الديمقراطية والانفتاح السياسي أخاف أن تتراجع البلاد عن الإنجازات، وتنتكس إلى الوراء بسبب ضيقها إزاء العيش المشترك واستهدافها لشريحة من المجتمع لتضيع بذلك فرصة الانفتاح على العالم والاستفادة من رياح التغيير، لكن إذا أظهرت القيادة في ميانمار إرادة سياسية جادة، ووفرت الحماية لجميع المواطنين، وضربت على أيدي المفسدين، فإنها ستتحول فعلاً إلى أرض الحليب والعسل كما عُرف تقليدياً عن البلاد. إرهاب بوسطن والصدع بين الثقافات يقول فؤاد عجمي: يمكن قراءة العالم بشبكاته المعقدة، من خلال المشتبه بارتكابهما لتفجير بوسطن. ينظر البعض للشقيقين "تسارنييف" على أنهما شابان شيشانيان منتقمان، اكتويا بنار الحرب الطويلة في "الفناء الخلفي" لروسيا. أما الرئيس الروسي ونظامه، فيعتبران هذا العمل الإرهابي في مدينة أميركية إثباتاً لا يرقى إليه شك لصحة سياسة القبضة الحديدية التي استخدماها في شن حربهما الطويلة على الشيشان، ودليلاً على مدى خطورة التهديد الإسلامي. أما أعداء الهجرة، فيتوقع منهم تقديم حالة الشقيقين "تسارنييف" كدليل، على أن الأمة التي تفتح أبوابها على مصراعيها للمهاجرين، تستدعى غالبا هذا النوع من المصائب. على نحو أو آخر، يخيم موضوع الراديكالية الإسلامية على تفاصيل القصة، وهناك شهادات أخرى تدل على الحيرة التي تكتنف زماننا، وعن صعوبة رسم خطوط ثابتة، بين الثقافات المتصارعة. وصف أحد زملاء الدراسة الذين عرفوا "جوهر" الشقيق الأصغر في "كامبريدج ريندج"، و"لاتين سكول" بأنه كان شخصاً هادئاً، وفتى أميركياً عادياً، وعضواً في فريق المصارعة بالمدرسة. ووصفه زميل آخر، يدعى "تاي باروس"، بأنه كان يهوى الرياضة، والاستماع لموسيقى "الراب"، والخروج مع الفتية الآخرين في الحي، وأنه لم يكن يتناقش أبداً في الدين والسياسة وقالت "باميلا رولون" المشرفة على عنبر النوم الذي كان يعيش فيه جوهر داخل جامعة "ماساشوستس" في ديرتموث بأنه "كان يذاكر بجدية ويتحدث اللغة الإنجليزية بشكل بديع". العرب بين السياسة والدين أشار د.طيب تيزيني إلى أنه في المرحلة الراهنة، تتسع دائرة الحديث، عن الإسلام، وذلك في سياق الصراع المحتدم القائم في العالم العربي، خصوصاً منه في بلدان الربيع العربي؛ هذا دون بقاء بقية بلدان ذلك العالم العربي منعزلة عنه أو بعيدة. هذا الصراع يجد أحد مصادره في التاريخ الإسلامي العربي، خصوصاً ما ظهر منه في العصر الحديث بمصر تحديداً. وعلينا الآن أن نحدد الدلالة الأولية، التي يُراد لها أن تكون الضابط الأوّلي بينهما. فالأول منهما هو ذلك البناء الإسلامي التأسيسي الأوّلي ببنيته ومبادئه الأولى. بيونج يانج وخيار الضغط المالي استنتج جرانت نيوشام أن مطالبة النظام الكوري الشمالي برفع العقوبات المفروضة عليه حديثاً من قبل الأمم المتحدة، كشرط مسبق للمحادثات، تبين بشكل واضح مدى انكشافه المالي. كوريا الشمالية دولة محكومة بنظام عائلي يشبه إحدى جماعات الجريمة المنظمة، فموارد الدخل الرئيسية لهذا النظام تتم عبر الأنشطة غير المشروعة، مثل صادرات المواد والصواريخ النووية، وتجارة المخدرات والسجائر المقلدة، وتزييف الدولارات بغرض تصديرها للخارج؛ والعصابة كلها تدار بواسطة زعيم لا يرحم يحكم بالعنف، والاستغلال، والترهيب. الإنترنت وظاهرة الإرهاب يرى سالم سالمين النعيمي أن الإنترنت هو مجتمع قائم بذاته، لا تحده حدود ولا يحتاج الإنسان لجواز سفر ليسافر افتراضياً من خلاله عبر القارات ويتواصل مع العالم أجمع، كما أنه نوع من السفر عبر الزمن، فأصبح التأثر والتأثير بالآخر أمراً حتمياً وفق جماهيرية طاغية للبرامج والأنظمة الحديثة. وأول من جذبه التطور الطردي السريع للعالم الافتراضي وأهميته في التواصل الاجتماعي هي الجماعات الإقصائية الدينية واللادينية منها من مختلف الديانات والتوجهات الفكرية والتنظميات، ومن مختلف الجنسيات والثقافات والحضارات، فأضحت العقول قبوراً تتحرك، تحلم بخيوط النور التي جاءت من الأزل، ولم تستقر فيها لتعيش تلك المخلوقات البشرية في سجون الذات تحسب أن مثواها الأخير هو الجنة كمكافأة ربانية لها علي اغتيال الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال العزل، ونشر الذعر بين الناس. وهدم استقرار المجتمعات الآمنة، مواصلة إصرارها على الانغماس في عبودية الروح والفكر، وعدم احتضان النور الكلي، وهو العدالة الإلهية المتمثلة في أن من قتل روحاً واحدة كأنه قتل البشرية أجمع، فليس الإرهابي فقط من يقوم بعمل شنيع يزهق فيه الأرواح، ويوقع الضرر والخراب بالممتلكات والبيئة، ويرهب النظم المجتمعية والسياسية، ويسعى لكسب سياسي معين وإيصال رسالة بكل الطرق والوسائل غير الشرعية والمخالفة للقوانين والتشريعات الدينية والوضعية في العالم. الإرهاب وتبدلاته يقول عبدالوهاب بدرخان: أخطر ما في التفجيرين خلال ماراثون بوسطن أنهما يقترحان التعايش مع الإرهاب، حتى في الولايات المتحدة، وكأنه احتمال وارد في أي مكان وأي لحظة، لأنه صار جزءاً من سياق الحياة العادية. وفي الأيام الأخيرة اعترف المسؤولون الأمنيون بأن فكرة الأمان بنسبة 100 في المئة غير واقعية. صحيح أن وظيفتهم التفكير في مختلف السيناريوهات وعدم ترك المجال لأي مفاجأة، إلا أن ثغرة واحدة في المنظومة، مهما كانت ضئيلة، تكفي لتمكين الإرهابيين من النفاذ إلى مسرح عملياتهم، وقد يعثرون عليها بالمصادفة المحضة. هذا ما اعتقده منفذو عملية بوسطن، متجاهلين غابة الكاميرات المزروعة في مختلف الزوايا والأنحاء. وأصعب ما في المهمة أنها تتطلب عدم استبعاد أي شبهة، لكن من يمكنه الظن بشيشانين مصممين على القتل في أميركا؟ من شأن ذلك أن يفرض استشراف توقعات الإرهاب عابر للجنسيات ومتذرع بقضايا سياسية شتى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©