الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل ترشُّح ترامب مجرد حيلة «ديمقراطية»؟

17 أكتوبر 2016 10:49
كيف يمكن لدونالد ترامب أن يقيّم حملة ترشيح دونالد ترامب؟ ربما تكون إجابته عن هذا السؤال هي أن هناك الكثير من الناس، يقولون إن حملته ليست سوى عملية لتدمير الجمهوريين، يقوم بها نيابة عن الحزب الديمقراطي. لكن عبارة «الكثير من الناس يقولون»، لا تمثل دليلاً كافياً يمكن الاستناد إليه.. فهل هناك أدلة أخرى؟ حسنا، بادئ ذي بدء، هناك تلك الصورة التي يظهر فيها ترامب وعروسه الجديدة «ميلانيا»، وهما يقفان بجوار عائلة كلينتون، وهناك أيضاً حقيقة أن بيل كلينتون تحدث مع ترامب قبل أن يعلن ترشحه للرئاسة مباشرة، وأن ترامب ساهم في حملات كلينتون في السنوات الماضية، علاوة على أن إيفانكا ترامب صديقة لتشيلسي كلينتون. كل ذلك يضاف إلى العديد من التخمينات والمصادفات. والاحتمال الأرجح هو أن هناك تفسيراً أقل سوءاً لأخطاء ترامب السياسية الواضحة في الانتخابات العامة، وهو أن ترامب رجل معزول، مغرم لحد الهوس بذاته، ويرفض نصيحة الخبراء السياسيين. لكن النظرية القائلة بأن ترامب «عميل مزروع»، يتوافر على صحتها دليل أكثر إقناعاً، مما يستطيع ترامب أن يجمّعه من أدلة لتأييد مزاعمه بأن «أوباما هو الذي أنشأ داعش»، أو مما يستطيع حلفاؤه تجميعه للتدليل على أن الديمقراطيين قد اغتالوا مسؤولاً بمؤتمر الحزب الديمقراطي لأنه سرب رسائل إليكترونية (يقول معظم خبراء الأمن القومي إنها سرقت من قبل الاستخبارات الروسية). الأمر المؤكد هو أن الاندفاعات الجامحة، والأخطاء الفادحة التي ارتكبها المرشح الجمهوري في الأسابيع الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بموضوع الأمن القومي، تلحق بحزبه أضراراً تفوق الأضرار التي يمكن أن تلحق بمن يفترض أنه يستهدفهم. لا يرجع هذا فحسب إلى أن تعليقات ترامب بشأن «داعش»، وحرب العراق، وعائلة خان (مثلا) زائفة، لدرجة تبعث على الضحك، وإنما لأن تلك التعليقات خففت العبء على أوباما وهيلاري، لأنه من الميسور تجاهل اتهام مأفون يقول إن أوباما وهيلاري مؤسسان لمنظمة جهادية، بينما من الأصعب بما لا يقاس الرد على نقد جاد ومحدد لسياستهما الخارجية. ولنبدأ في هذا السياق بالاتفاق مع إيران. فقد أفادت «وول ستريت جورنال» هذا الشهر أن 400 مليون دولار نقداً، قد وصلت إلى طهران في نفس الوقت الذي كان الإيرانيون يقومون فيه بالإفراج عن أميركيين يحتجزونهم. وحالياً يتابع الجمهوريون في الكونجرس الموضوع. وهناك التقرير الذي نشر الأسبوع الماضي، بوساطة الجمهوريين في مجلس النواب عن الاستخبارات ولجنة المخصصات والخدمات المسلحة، وهو تقرير لم يحظ باهتمام كافٍ من جانب الإعلام، الذي كان مشغولاً بأخبار منح هيلاري وأوباما جائزة «داعش» لأفضل لاعب. جاء في ذلك التقرير أن التقييمات الدقيقة والمتشائمة، من قبل محللي استخبارات القيادة المركزية لحرب أوباما الجديدة ضد «داعش»، كانت تتعرض للحذف غالباً من التقرير النهائي. عن هذه النقطة قال لي النائب «مايك بومبيو»، كاتب التقرير والعضو الجمهوري في اللجنة الدائمة المختارة لمجلس النواب لشؤون الاستخبارات: «أعتقد أن التقارير الصادرة من القيادة المركزية، والتي كانت تعكس صورة أكثر تفاؤلاً بشأن جهود الولايات المتحدة لمواجهة داعش، قادت الولايات المتحدة لعدم تخصيص موارد كافية لمواجهة التهديد الذي يمثله التنظيم، والذي نما الآن واستفحل في مواجهة الولايات المتحدة». وها نحن نرى أن المخرجين، تتاح لهم فرص وصول غير عادية للمواد اللازمة، لإجراء أبحاث من أجل إعداد فيلم عن الغارة التي قتلت أسامة بن لادن. وفي الوقت نفسه، نرى البيت الأبيض يبطئ من وتيرة عمل لجنة الإشراف التابعة لمجلس النواب، التي تجري أبحاثاً عن الهجوم الذي وقع عام 2012 على السفارة الأميركية في بنغازي. وحتى الآن ترسم الوثائق القليلة التي أفرج عنها للغارة على بن لادن عام 2011 صورة عن علاقة عداء بين بن لادن وبين إيران، في حين أن مسؤولين سابقين مثل مدير وكالة الاستخبارات العسكرية مايكل فلين، يؤكدون أن هناك وثائق مازلت مصنفة سرية حتى الآن عن الغارة، تبين أن بن لادن وإيران تمتعا بعلاقة أكثر سلاسة بكثير مما كان يعتقد. هذا النقد لأوباما ليس بمستوى التجرؤ على وصفه بأنه مؤسس «داعش»، لكنه ينطوي، مع ذلك، على فائدة مؤكدة وهي أنه حقيقي. ونهج ترامب الحالي ينطوي هو الآخر على فائدة، وهي مساعدة خصومه السياسيين. لذلك، وللمرة الثانية، قد يكون من المناسب السؤال: من المستفيد من أسلوب ترامب في القيام بحملات مصابة بالبارانويا، وتخلو من الحقائق؟ في نهاية الأمر، يقول الكثير من الناس إن هيلاري هي المستفيدة من ذلك. *كاتب متخصص في شؤون الأمن القومي والاستخبارات ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©