الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تراث الإمارات» يقدم فعاليات فلكلورية بمشاركة «أم خماس»

«تراث الإمارات» يقدم فعاليات فلكلورية بمشاركة «أم خماس»
22 ابريل 2012
وسط مشاركة جماهيرية واسعة وتفاعل حي من فئات عمرية متباينة من جنسيات عديدة، واصل نادي تراث الإمارات القيام بدوره الرئيسي في رعاية التراث الإماراتي بمختلف أشكاله ومعالمه، والمشاركة في الاهتمام بالمكون التراثي العالمي. عبر فعاليات ضخمة أطلقها النادي للاحتفال باليوم العالمي للتراث، بتوجيهات ورعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي، وشهدتها منطقة كاسر الأمواج بأبوظبي أمس الأول، منها مسيرة عكست رموزا للتراثين المحلي والوطني لعدد من الجاليات العربية والأجنبية قادها علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة بالنادي. عروض فلكلورية وشخصيات تراثية إماراتية وألعاب شعبية، ومسابقات مختلفة تنافس على الاشتراك فيها آلاف الجماهير توافدت على منطقة الاحتفالات والقرية التراثية التابعة لنادي تراث الإمارات، حيث ملأوا أرجاءها وانتشروا في ساحتها الخارجية للمرة الأولى في تاريخ الفعاليات التي تشهدها القرية، وقدمت فرق العيالة والحربية جميل الفنون من الغناء الشعبي الإماراتي، والتف حولها الحضور من كل حدب وصوب آخذين في التقاط الصور التذكارية ليسجلوا مشاركتهم في هذا الحدث الإماراتي المحلي ذي الصبغة العالمية، لما شهده من مشاركات من جنسيات مختلفة، وأيضاً التزامن مع كافة دول العالم في الاحتفال بيوم التراث العالمي، والذي يهدف للإعلاء من قيمة تراث الشعوب، ويحث الجميع على الاعتناء به والحرص على حفظه وصونه، والانتقال به من جيل إلى آخر دونما تأثر بمظاهر التقدم والحداثة التي صارت قاسماً مشتركاً في كافة مناحي الحياة على الأرض. الساحة الخارجية في الساحة الخارجية للقرية أقيم سوق شعبي اشتمل على 26 محلاً لعرض المنتجات الشعبية الإماراتية والملابس التقليدية، والحرف القديمة، وأيضاً بيوت الشعر لتقديم واجبات الضيافة العربية للجماهير المشاركة في هذه التظاهرة التراثية الفريدة من نوعها. وقد حضر الفعاليات حبيب الصايغ عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في النادي وسفيرا كل من بولندا وتركيا ونائب السفير الإيرلندي، إلى جانب عدد من المسؤولين في النادي، وممثلي عدد من المؤسسات والجهات المشاركة. وصاحبت الاحتفالات عروض للمحامل التراثية، أتاحت للجمهور مشاهدة البيئات المختلفة لكل محمل والتعرف عليها، إضافة إلى الفقرات التراثية الدائمة التي اعتادت القرية التراثية تقديمها للجمهور في مختلف المناسبات، أما في القرية فقد تنوعت مشاهد الاحتفال مشتملة على أطياف جميلة من التراث الإماراتي، واحتل قلب المشهد بداخل القرية مسرحاً شهد عروضاً فنية قدمتها شخصية “أم خماس” التي أبهرت الحضور بشكلها المميز وألوان ملابسها المبهجة، كما تحول المسرح إلى منصة لعرض مواهب ومهارات الحضور، سواء بمشاركات شعرية أو إلقاء وغيرها من المواهب الفنية التي قدمها أصحابها متشجعين بالأجواء الكرنفالية التي عمت القرية. وكان للمراكز التابعة لنادي التراث مشاركات فاعلة في الاحتفال باليوم العالمي، ومنها مركز السمحة النسائي، والذي شاركت عضواته من الوالدات بتقديم المشغولات اليدوية الشعبية والتي يقومون بتعليمها للأجيال الجديدة ضمن ورش العمل التي ينظمها المركز، ومن هؤلاء الوالدات قالت كثلا الرميسي إن مشاركتها في الاحتفال باليوم العالمي للتراث بتقديم ألوان التراث الإماراتي يعكس جهود النادي في حفظ التراث الاماراتي وتقديمه للعالم بشكل مميز. أما وداد موسى فأوضحت أنها ساهمت في عرض منتجات المركز، وكيفية عمل المشغولات اليدوية التراثية مثل التلّي وغزل الصوف والشعر. ألعاب البنات من ناحيتها ذكرت نهية الهاجري المشرفة بمركز السمحة، أن المركز كانت له مشاركة مميزة من خلال عدد من الفعاليات والأنشطة التراثية المحببة للجمهور، مثل رسم الحناء وألعاب البنات الشعبية وتقديم الأكلات الإماراتية، مثل اللقيمات والبلاليط، وعرض المنتجات التراثية التي يمكن استخدامها كديكور في المنازل لما تتسم به من جمال وأصالة فنية وألوان مدهشة، والتي شارك في صنعها فتيات المركز اللواتي تلقين دورات تدريبية على ممارسة الأنشطة التراثية والشعبية المختلفة. من هؤلاء البنات عائشة أحمد الحمادي (15 سنة)، وذكرت أنها تعلمت في النادي الأعمال اليدوية، مثل التلّي ووغزل الصوف ووكذلك عمل أشكال للشخصيات التراثية وطبخ الأكلات الشعبية مثل الكباب والخبز المحلَّى، مشيرة إلى أنها تتعلم هذه الأشياء من أجل المساهمة في حفظ تراث وطنها وإبراز الجوانب الجميلة في هذا التراث. فاطمة إبراهيم عبدالله (11 سنة) وهي طالبة في مدرسة السمحة للتعليم الأساسي، قالت إنها شاركت في المركز لتعلم أشياء كثيرة منها رسك الحناء والغزل بأنواعه، وإعادة تدوير الأشياء القديمة من أجل استخدامها لصنع أشكال تراثية جمالية مختلفة، حيث تعلمت كيف تستفيد من كل الأشياء التي يمكن الاستغناء عنها في المنزل، وعدم القائها في سلة المهملات، وانما الاستفادة بها بقدر الإمكان. وأوضحت أن معرفتها بهذه الأنشطة يجعلها تساعد في الحفاظ على تراث بلدها وتعليمه للأجيال القادمة فنحميه من النسيان. من ناحيتها قالت خولة عبد الرحيم (10 سنوات) المنتسبة للمركز والطالبة في مدرسة الطويلة إنها تعلمت صناعة التلّي والغزل والأكلات الشعبية، وكذلك عرفت عن العادات والتقاليد القديمة الكثير، من خلال مشاركاتها في مختلف أنشطة المركز ومنها فعاليات الاحتفال بيوم التراث العالمي. معالم من التراث وتحدثت شمسة اسماعيل 14 سنة، بثقة عن مشاركتها في هذه الفعالية وقالت إنها ساهمت في تقديم أشكال جميلة من التراث الإماراتي، مثل الأشغال اليدوية وأنواع الحلوى الإماراتية ورسم الحناء، وقالت إن جهودها هي وزميلاتها والتي تتم تحت إشراف النادي سيكون لها دور كبير في حفظ التراث الإماراتي ونقله إلى الأجيال القادمة، ليعرفوا كيف كان يعيش أجدادهم وكيف استطاعوا تحقيق نهضة حضارية كبيرة دون التخلي عن عاداتهم وموروثاتهم. ومن الأنشطة المميزة، والتي حققت إقبالاً كبيراً من مرتادي القرية التراثية في ذلك الاحتفال الإماراتي العالمي، ورشة للرسم حملت اسم “معالم من التراث العالمي”، وقالت صاحبة الفكرة حليمة المهري، الموظفة في مركز مصادر المعلومات بنادي التراث، إن الهدف من الورشة يتمثل في مساعدة الأطفال على معرفة معالم التراث العالمي من خلال مجموعة صور تراثية قامت بتجميعها تعبر عن تراث وثقافات دول مختلفة من العالم، ومنها المعالم التراثية الإماراتية، ويقوم الأطفال بمحاولة رسمها، فتبقى تلك المعالم حية في ذاكرتهم عبر ممارستهم الايجابية في تلك الفعالية. وتابعت المهري: ثم يحصل الأطفال على حقيبة بها مجموعة من الهدايا والألعاب والمجلات الملونة التي تبرز شخصيات ومعالم تراثية حاضرة بقوة في المشهد التراثي الإماراتي ومنها لعبة (puzzle) ، ورقية تحمل اسم “سالم في جزيرة السمالية” وعندما يقوم الطفل بتركيبها تعطي له شكل الجزيرة وكأنه يقوم بجولة فيها. استحضار المستقبل وتحتوي الحقيبة على معلومات مهمة عن الأسماك المعروفة في دولة الإمارات، وهو ما يبرز أهمية البحر والأسماك في حياة الشعب الإماراتي على مدار قرون عديدة. وهذه المعلومات متضمنة في كتيب جميل الألوان وضعته فاطمة التميمي رئيس قسم الأنشطة النسائية في النادي، والتي قالت إنه يعطي للأطفال معلومات وافية عن أنواع الأسماك المعروفة في المجتمع الإماراتي، ولذا جاء الكتيب على شكل السمكة وحمل اسم “أسماك من الإمارات”. من ناحيته ألقى حبيب الصايغ عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في النادي كلمة النادي، بمناسبة احتفالات النادي بيوم التراث العالمي، بين فيها عظم الحدث وأهميته بما يمثله من احتفالية عالمية يرى فيها النادي أبعد من الاحتفاء الشكلي، إذ يعبر فيه من استذكار التراث بمنجزه وعنوانه وقضيته إلى استحضار للمستقبل، وقال: إن هذا فهمنا للتراث في نادي تراث الإمارات بتوجيهات دائمة ومعمقة من سيدي سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس النادي الذي يسرني اليوم، في رحاب اليوم العالمي للتراث أن أنقل إليكم تحياته وتمنياته بنجاح الفعاليات بهذه المناسبة، سواء المقدمة من نادي تراث الإمارات، أو أي مؤسسة معنية بهذا الجانب على مستوى دولة الإمارات. ودعا الصايغ بهذه المناسبة إلى جهود مشتركة الآن ومستقبلا بين المؤسسات التي تخدم التراث في الإمارات، حتى إذا جاء اليوم العالمي للتراث غداً تتويجاً للجهود المبذولة طيلة العام، متمنيا أن يحقق الاحتفال نفسه مفهوم الشراكة بين المؤسسات المقصودة، والمجتمع، ومبينا أن النادي إذ يشرك الجاليات في احتفالاته فلتأكيد حقيقة مفادها أن دولة الإمارات العربية المتحدة وطن التعايش والاعتدال والتسامح والانفتاح على الآخر القريب والبعيد، وهو في كل فعل أو ممارسة ينزع نحو الإيجابية نزوعا، ويعكس المفاهيم والأخلاقيات التي يؤمن بها في الواقع، وحركة مباركة لا تسهم فقط في حركة التنمية الشاملة والمتوازنة، بل هي جزء منها. أبوظبي حاضرة أشاد حبيب الصايغ بالسياسة الحكيمة التي اختطها لهذا البلد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، التي تقف وراء ذلك كله، مؤكدا أن نادي تراث الإمارات يلتزم بتوجيهات القائد، ويطبقها يومياً واستراتيجياً عبر برامج عمل محددة، مبيناً أن النادي كما هو معني بالرياضات البرية والبحرية من سباقات ومزاينات الإبل كما في سويحان، واهتمام بالخيل كما في بوذيب، وسباقات بحرية متنوعة تراثية وحديثة، فهو معني أيضا بالنشاط الثقافي عبر إدارة الإعلام والعلاقات العامة وبيت الشعر في أبوظبي ومركز زايد للدراسات والبحوث ومجلة تراث وغيرها من الوحدات والمرافق، مثل القرية التراثية التي احتضنت فعاليات الاحتفال الذي قال عنه الصايغ: إنه يراد به معنى كبير غير قابل للتفتيت، وهو أن أبوظبي حاضرة، والإمارات حاضرة في داخل مشهد الثقافة العالمية والتراث العالمي، وهو ما يسهم بجدية وعمق في بناء الوطن والإنسان، وفي تقدم الأوطان والناس مطلقاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©