الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة أوباما.. والإفشاءات الإيرانية

21 أغسطس 2016 21:59
في شهر يناير الماضي، أفرجت إيران عن خمسة سجناء أميركيين كانت تحتجزهم. وفي اليوم نفسه، اكتشفنا أن الحكومة الأميركية أرسلت 400 مليون دولار نقداً لإيران. لم يكن من الصعب استخلاص استنتاجات بناءً على التقارب الزمني لهذين الحدثين. ورغم ذلك، فقد سعت إدارة أوباما مراراً وتكراراً إلى الفصل بين الحدثين، وإن كان الجمهوريون وجهوا إليها اتهامات بأنها دفعت «فدية» للإفراج عن «الرهائن» الأميركيين. وفي رد على تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، اعترفت وزارة الخارجية يوم الخميس بأن المال تم استخدامه «لكسب النفوذ» في المفاوضات التي أجريت للإفراج عن السجناء. وأكد الناطق باسم الخارجية الأميركية «جون كيربي» أن المبلغ كان بالفعل في إيران كجزء من صفقة شراء معدات عسكرية أميركية فاشلة تم إبرامها منذ عقود، لكن المبلغ المالي لم يتم دفعه لإيران حتى تم التأكد من أن الأميركيين غادروها. وقال كيربي «بعدما ساورنا القلق من أن تخلف إيران وعدها حيال إطلاق سراح السجناء.. ولنكن صادقين.. سعينا للحفاظ على أقصى قدر من الضغط إلى حين الإفراج عن الأميركيين. لقد كان ذلك يمثل أولوية بالنسبة لنا». وبسؤال المتحدث باسم الخارجية ما إذا كان دفع المبلغ متوقفا على الإفراج عن السجناء، قال: «هذا صحيح». فكيف يتوافق هذا مع ما ذكرته إدارة أوباما من قبل؟ في الثالث من أغسطس، بعد أن كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن دفع مبلغ الـ400 مليون دولار، قال كيربي إن المسألتين «منفصلتان تماماً»، وأوضح أن المبلغ كان الدفعة الأولى من تسوية بقيمة 1.7 مليار دولار تم التوصل إليها في لاهاي، وأن المفاوضات كانت تجرى من قبل فريق مستقل. وأعلنت الإدارة في يناير أن إيران ستتلقى مبلغ 400 مليون دولار، بالإضافة إلى 1.3 مليار دولار لمصلحة تسوية المطالبات المعلقة. بيد أنها لم تذكر شيئا عن التوقيت، بما في ذلك الدفع المبدئي الذي تم بالفعل بالتزامن مع الإفراج عن السجناء. وذكر كيربي في حينه: «كما أوضحنا، فإن المفاوضات بشأن تسوية المطالب المعلقة في محكمة لاهاي كانت منفصلة تماما عن المناقشات بشأن عودة المواطنين الأميركيين إلى الوطن». وأضاف: «المفاوضات بشأن المسألتين ليست منفصلة فقط، ولكنها أيضا تمت من قبل فريقين مختلفين من كل جانب، بما في ذلك، في حالة مطالب محكمة لاهاي، الخبراء الفنيون المشاركون في هذه المفاوضات منذ سنوات عديدة». ومن جانبه، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض «جوشوا ايرنست» في ذات اليوم إن ادعاءات الفدية كانت تهدف لتقويض اتفاق الإدارة لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني. «إننا لم ندفع، ولا ندفع، ولن ندفع فدية لتأمين الإفراج عن مواطنين أميركيين»، حسب ايرنست، والذي أضاف: «هذه حقيقة. وهذه هي سياستنا التي نواظب على اتباعها». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية «مارك تونر»، في 5 أغسطس، إن الإدارة كانت على علم بـ«بما تبدو عليه الأمور» فيما يتعلق بالتحويلات النقدية، وقد تحركت «للتصدي لهذا مقدماً». إن الإدارة في الواقع تحدث توازنا هنا. وقد شعر المراسلون، في المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس، وكأنهم لم يحصلوا على القصة برمتها من وزارة الخارجية فيما يتعلق بالتحويلات النقدية. وتأكيد كيربي أن المفاوضات كانت «منفصلة تماما»، يصعب أن يتفق مع حقيقة أن مبلغ ال400 مليون دولار كان متوقفا على الإفراج عن السجناء. وفي حين أن مفاوضات الإفراج عن السجناء والمبلغ النقدي ربما كانا منفصلين، فمن الواضح أن القرارات لم تكن كذلك. وبطبيعة الحال، كانت الأموال بالفعل سيتم توصيلها لإيران -في مرحلة ما- لسبب مختلف عن تبادل الأسرى. وقد أعلنت إدارة أوباما ذلك في يناير، في الوقت الذي توصلت فيه إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى وبدء تنفيذ الاتفاق النووي. إن التقارب الزمني لهذين الحدثين يجعل من الصعب الفصل بينهما. بيد أن التحويل النقدي لم يكن خبرا جديدا، بل التوقيت والصدفة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، عبر «روبرت باير»، موظف وكالة الاستخبارات الأميركية السابق في الشرق الأوسط، بطريقة أفضل عن هذا. «من الناحية الفنية، ربما تكون وزارة الخارجية على حق»، بحسب ما ذكر باير لصحيفة «واشنطن بوست». واستطرد: «لكن نظرا لتاريخ علاقاتنا مع إيران، فالأمر يبدو سيئا للغاية. إنهم يأخذون الناس، ويستردون أموالا يعتقدون أنها ملكهم». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©