الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لقطات من المونديال

لقطات من المونديال
30 يونيو 2010 01:33
نهر الدموع أبوظبي ( الاتحاد) - لم ولن تنسى طوكيو ليلة التاسع والعشرين من يونيو عام 2010 بسهولة، فقد كانت ليلة واحدة ولكنها تساوي الدهر، في هذه الليلة تحطمت الأحلام، وتراجعت الطموحات، وتوارت الفرحة، وانهمرت الدموع في شوارع العاصمة وفي ملعب لوفتوس فيرفيلد الذي استضاف لقاء العاصفة بين منتخبي اليابان والباراجواي في دور الـ 16 من نهائيات كأس العالم. في هذه الليلة التف الشعب الياباني المعروف بإصراره وانتمائه وعشقه لبلده خلف شاشات التلفاز لمتابعة أحفاد الساموراى وهم على أعتاب إنجاز تاريخي غير مسبوق، متذرعين بالكفاح، والآمال، والأداء المشرف في مباريات الدور الأول الذي قالوا فيه كلمتهم، وانتزعوا احترام العالم، وكانوا يحملون في تلك الليلة معهم طموحات القارة الصفراء التي تتخذ خطوات متسارعة في مسيرة التقدم الكروي، ومرت الدقائق تلو الدقائق، والوقت الإضافي بعد الوقت الأصلي، ووقفت الجماهير في كل جزر اليابان وفي ملعب لوفتوس هيتسفيلد الذي يستضيف اللقاء على أطراف أصابعها في انتظار البشارة خلال ركلات الجزاء الترجيحية. ولما لا فالكرة أصبحت تعطي رسائل عن تحضر الشعوب، وقيمها الاجتماعية، ومدى تطورها، وتحقق ما تعجز عنه السياسة في الكثير من الميادين المتعلقة بالانتماء وحب الوطن، والتوحد والوقوف خلف هدف واحد في وقت واحد، وهذا هو سر متعتها. وإذا سألنا سؤالاً يقول ما هو الحدث الذي يمكن أن تلتف حوله الجماهير في مكان واحد بأعداد تزيد على الـ 100 ألف، وخلف شاشات التلفاز بالمليارات فالإجابة بكل بساطة ستكون مباراة كرة قدم مثيرة في نهائيات كأس العالم، ولا شيء آخر، لا فيلم سينمائي، ولا معركة حربية، ولا مأساة إنسانية حتى يمكنها أن تحظى بهذا الاهتمام. وفي ليلة أمس انطلق طائر الليل الحزين في شوارع العاصمة طوكيو لكي يتفقد أحوال تلك المدينة فوجدها مختلفة تماماً عن كل الليالي التي سبقتها، فلم يشهد سوى الأحزان والدموع، في الشوارع، والحانات، والميادين، ووجد أن الرجال والسيدات والفتيات والفتيان يتحدثون بلغة واحدة هي لغة الدموع، فتعجب طائر الليل الحزين من المشاهد وحاول أن يقترب أكثر ليعرف ما هو السبب الحقيقي في تلك الحالة الغريبة التي لم يعتد عليها، فهبط قليلاً ووقف على شرفة أحد المنازل ليسمع الحوار الذي دار بين فتاة في سن الربيع ووالدها وهي تقول له باكية، شعرت بأن قلبي يعتصر عندما ضاعت كرة يويشي كومانو ولم تهز شباك الباراجواي، إنهم كانوا رائعين، لقد تراهنت مع رئيسي في العمل أمس على أنهم سيكسبون، وحينها قال لي سأمنحك مكافأة كبيرة إذا تحقق لهم ذلك، وسأحجز لك تذكرة حضور مباراة ربع النهائي. يرد والدها: لا تحزني مع الكرة ليس هناك يأس، ويجب ألا نقف عند هذه المشاعر، إننا شعب كبير، ومرت علينا لحظات قاسية، وتجاوزناها بالكفاح، ويكفي أنهم تركوا انطباعاً جيداً عند الجميع، إنهم شرفونا، وكافحوا حتى اللحظة الأخيرة. أمواج من البشر أمواج بشرية في شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو تابعت مباراة منتخبي البرازيل وتشيلي. واللقطة لاحتفالات هذه الجموع الغفيرة عقب هدف جوان الذي افتتح به ثلاثية فريقه (أ ف ب) «فوفوزيلا» دا سيلفا الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا يحتفل مع زوجته ليتيسيا بفوز منتخب بلاده الكاسح على تشيلي وينفخ “الفوفوزيلا” تعبيراً عن فرحته الكبيرة بالانتصار بعد متابعته المباراة في مقره ببرازيليا (رويترز) هيستريا الفرح بالرغم من أن عبور المنتخب البرازيلي لنظيره التشيلي كان متوقعاً، إلا أن الفرح كان كبيرا لعشاق السامبا في كل مكان، واللقطة تظهر فرحة هيستيرية لأم وصغيرتها في حي جارديم ماريا إليسا في ساو باولو عقب الفوز أمس الأول (رويترز) فرح طفولي لا فرق في حب كرة القدم بين كبير وصغير، واللقطة لطفلة برازيلية تحتفل بفوز منتخب بلادها على تشيلي بطريقتها الخاصة (رويترز) نهاية الحلم أنهى المنتخب الهولندي مغامرة نظيره السلوفاكي وقضى على أحلامه في المضي بعيداً في المونديال في أول مشاركة له، واللقطة تظهر ردة فعل المشجعين السلوفاك عقب الخسارة وهم يتابعون اللحظات الوداعية لمنتخبهم عبر شاشة عملاقة في عاصمة بلادهم (رويترز) ألوان وآمال احتشدت جماهير اسبانيا والبرتغال في المدرجات قبل المباراة بأكثر من ساعة انتظارا للحدث الكبير، وفي الصورة يهتف مشجع إسباني باسم فيا وزملائه، متعلقا بأمل الفوز والدخول وسط الثمانية الكبار، ويزين وجهه ورأسه بأعلام العلم الإسباني (رويترز) هذه ليلتي اعتادت جماهير الباراجواي على الخروج إلى الميادين والشوارع لمتابعة مباريات منتخبها واحدة بعد الأخرى، خصوصا بعد أن ظهر بمستوى جيد، وفي ليلة أمس كانت الجماهير تتعلق بالأمل، وتختلط بداخلهم مشاعر القلق بالثقة، والخوف بالطموح، والأمل بالألم، ولكن بعد 120 دقيقة من الكفاح أمام أبناء الساموراي انطلقت الجماهير لتحتفل بالفوز الكبير، ولما لا فهي ليلة القبض على الفرحة (رويترز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©