الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سحرة «السامبا» يقدمون ألعابهم الخارقة من جديد

سحرة «السامبا» يقدمون ألعابهم الخارقة من جديد
30 يونيو 2010 01:30
أخيراً ظهر السحرة وقدموا الكثير من ألعابهم الخارقة وكرتهم الجميلة التي اشتاق لها عشاق اللعبة في كل مكان، وها هي البرازيل تكشر عن أنيابها وتبدأ في استعراض عضلاتها وتلتهم المنتخب التشيلي بثلاثة أهداف نظيفة. كانت ليلة برازيلية خالصة توافد فيها كل عشاق “السيليساو” خلف فريقهم المحبب من أجل مؤازرته، وكذلك بغرض الاستمتاع بالعروض الشيقة التي يقدمها أفراد هذا المنتخب، وعزف لاعبو المنتخب البرازيلي أمس الأول، ألحاناً رائعة في ملعب الأيليس بارك في جوهانسبرج، بينما كان المنتخب التشيلي المنافس بلا حول ولا قوة رغم محاولاته الحثيثة في إيقاف المد البرازيلي، ولم يتمكن من منع البرازيليين من تسجيل ثلاثة أهداف والاحتفال بالصعود إلى الدور ربع النهائي للمونديال الأفريقي. كان المنتخب التشيلي يمني نفسه بمفاجأة البرازيل عندما انطلق بكل قوة في البداية نحو المرمى البرازيلي من أجل البحث عن الهدف المفاجئ، وكان حماس البداية طاغياً في أداء الفريق التشيلي ولكنه لم يستمر طويلاً، فسرعان ما أمسكت البرازيل بتفاصيل المباراة معتمدة على انطلاقات كاكا وروبينيو اللذين صنعا الفارق في الفريق، بالإضافة إلى الهداف لويس فابيانو، وتحقق لهم السبق بهدف سجله هذه المرة المدافع خوان. أعاد البرازيليون زيارة الشباك التشيلية من جديد عندما نفذوا جملة تكتيكية جميلة من الشمال عن طريق روبينيو إلى كاكا الذي مررها مقشرة إلى لويس فابيانو راوغ فيها الحارس وأودعها الشباك لينتهي الشوط الأول على هذه النتيجة. وفي الشوط الثاني بدأ المدرب الأرجنتيني بيلسا بتغيير لاعبين، ودخل العيناوي فالديفيا واستطاع مع دخوله بث بعض الحيوية في الفريق بالإضافة إلى اليكسيس سانشيز في الجناح الأيمن وقلب الهجوم همبرتو سوازو ولكن لم يتمكن هذا الثلاثي من غزو شباك البرازيل بعد المحاولات الخجولة التي قاموا بها قبل أن تنهي البرازيل المباراة بهدف ثالث عن طريق روبينيو الذي استحق التسجيل مكافأة له على مجهوداته لتنتهي المباراة بفوز برازيلي صريح بثلاثية نظيفة ويحصل البرازيلي روبينيو على لقب أفضل لاعب في المباراة، لتذهب البرازيل إلى مواجهة هولندا في الدور القادم وهي مباراة غاية في الإثارة من أجل الوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم 2010. حضور عربي حضر عدد كبير من العرب في مباراة البرازيل وتشيلي من أجل الاستمتاع بعروض السحرة وقدراتهم الخارقة فجاءوا من الإمارات والسعودية والكويت وتونس والجزائر ومن كل مكان لكي يصبغوا أوجههم بعلم البرازيل ويرتدوا قميص الأصفر ويرفعوا أعلام السيليساو. ومثلما للاعبين القدرة المغناطيسية على الاحتفاظ بالكرة حيث تبدو أنها لا تريد الابتعاد عن أقدامهم لفترة طويلة فهم يمتلكون نفس قوة الجذب بالنسبة للجماهير والتي تذهب خلف الفريق إلى كل مكان، ولم يكن غريباً أن نشاهد أعلام الدول العربية ترفرف في المدرجات بجانب العلم البرازيلي، بل إن بعض المشجعين العرب اندمجوا في الاحتفالات البرازيلية فبدأوا يرقصــــون مع الجموع ويغنون معهم رغم أن تلك الأغاني والأهازيج كانت باللغة البرتغالية التي لا يتحدثونها ولكنهم يفهمون اللغة الأهم وهي لغة كرة القدم. العقاب البارد إذا أردت أن تعاقب شخصاً ما فعليك أن تدعوه لحضور مباراة في مونديال جنوب أفريقيا يكون موعدها في الثامنة والنصف مساء بتوقيت جوهانسبرج، فعلى الرغم من الجو المعتدل نوعاً ما خلال فترة النهار إلا أن معدلات الحرارة تهبط بشكل كبير في الليل. وخلال مباراة البرازيل وتشيلي لم تكن حرارة الأداء البرازيلي كافية لتدفئة الحضور وعلى الرغم من أن الجميع كان يرتدي الغليظ من الملابس وأنواع مختلفة من المعاطف، لكن البرد كان قاسياً على الجميع، وبدا لي كل من كان موجوداً بجانبي يضع يديه في جيبه ليحظى بشيء من الدفء. وحدة الشعب كأس العالم في جنوب أفريقيا لم تقتصر فائدتها على البلاد من الناحية الاقتصادية أو الترويجية فقط بل كان لها العديد من الفوائد الأخرى وهي التي قال عنها داني جوردان قبل أيام إن مواطني جنوب أفريقيا باتوا ينظرون إلى بلادهم بطريقة مختلفة. ولكن ما الذي كان يعنيه جوردان بهذه الجملة التي استوقفتني كثيراً فكيف ينظر الإنسان إلى بلده بطريقة مختلفة، وكان لا بد من استشارة أحد الزملاء من مواطني البلد وهو يعمل في صحيفة “السيتيزن” وهي تعني أيضاً المواطن، فقال لي شارل وهذا هو اسمه: “لقد أصاب جوردان بهذا الحديث حيث إنه في السابق كان الناس في جنوب أفريقيا ينظرون إلى بلادهم بإحساس من الظلم وغياب العدالة، وكانوا يرون أنه بعد غياب سياسة الفصل العنصري لم تنتهي التفرقة بشكل كامل ولكنها تحولت من لون البشرة لتصبح تفرقة من حيث الطبقة”. وأضاف: “أنه مع بداية كأس العالم والحشود التي تجمعت تهتف خلف “البافانا بافانا” والاندماج الكبير بين مختلف الأعراق فقد بدأوا يحسون بالفعل أنهم أمة واحدة وشعب واحد يحملون نفس الهموم ويلوحون بنفس العلم”. وأكد شارل أن كأس العالم صنعت السحر في الناس فقد باتوا أكثر حباً للدولة التي ينتمون لها مؤكداً أن هذه هي الرؤية والأمنية التي كان يسعى إليها الزعيم الأسطوري نيلسون مانديلا. بعيداً عن كلام شارل كان هذا الخبر المنشور في صحيفة محلية حيث ينص على أن معدل الجرائم في جنوب أفريقيا وصل إلى أدنى معدلاته منذ بداية كأس العالم، ويقول الخبر إن رجال الشرطة يعيشون فترة في غاية الهدوء ولا يتعاملون سوى مع القضايا الصغيرة وجاء مع الخبر تصريح مقتضب من أحد المسؤولين في الشرطة يقول فيه إن الجرائم أصبحت لا تذكر لأن الذين يرتكبونها هم بدورهم منشغلين بكأس العالم التي تقام بين ظهرانيهم. ويتمنى هذا المصدر أن تكون كأس العالم قد أثرت بشكل إيجابي في مثيري الشغب والساعين إلى المشاكل بعد أن رأوا كل العالم يحل في ضيافتهم مضيفاً أنه يتمنى أن يستمر هذا الهدوء وتنتهي المشاكل التي كانت تسبب الكثير من السمعة السيئة للبلد. ولعل هذا المصدر محق في كلامه لأن ما شاهدناه أثناء الفترة التي قضيناها في جنوب أفريقيا تختلف تماماً عما سمعناه من حيث الجرائم المنتشرة وصعوبة التجوال في شوارع المدينة، ويبدو أنها كأس العالم بالفعل التي أشاعت أجواء من الهدوء والطمأنينة التي لم يعرفها هذا البلد منذ سنوات طويلة. ويبدو أن جوردان كان محقاً عندما قال إن مواطني جنوب أفريقيا باتوا ينظرون إلى بلادهم بشكل مختلف، ولا شك أنه يتمنى أن تنعكس هذه النظرة عليهم في أعقاب كأس العالم لكي تكون الفائدة مضاعفة من تنظيم أشاد به العالم وينعكس بشكل إيجابي على البلد الذي طالما عانى ويستحق أن ينعم بالأمن والرخاء لكي تتحقق أعظم أماني مانديلا. جنباً إلى جنب جوهانسبرج (الاتحاد) - في مباريات كأس العالم ليس هناك فصل بين جماهير الفريقين المتنافسين كما أنه لا مجال لحصول الفريقين على حصة متساوية من مقاعد الجماهير، فمن يشتري التذاكر بغض النظر عن جنسيته يحق له دخول المباراة باستثناء الحصة المخصصة لكل اتحاد منهما ليقوم بتوزيعها على جماهيره وهذه لا تزيد على بضعة آلاف مقعد. وفي مباراة البرازيل وتشيلي حضر العدد الأكبر من الجماهير البرازيلية والتي كانت ربما تزيد على 90% من الجماهير الحاضرة، ومع ذلك كانت الجماهير التشيلية تجلس جنباً إلى جنب مع البرازيلية وكل منهم يشجع فريقه ولا يعترض على فرحة الجمهور الآخر. وفي الوقت الذي كان الملعب يصاب بحالة من الجنون مع كل هدف تسجله البرازيل كانت الجماهير التشيلية تجلس صامتة وساكنة بلا حراك. مع الخيل يا شقرا جوهانسبرج (الاتحاد) - بعد موجة الأخطاء التحكيمية التي حدثت خلال الأيام الماضية فقد اعترض الصحفيون القادمون من تشيلي على الهدف الثاني للبرازيل والذي سجله اللاعب لويس فابيانو على اعتبار أنه كان متسللاً أو هكذا خيل إليهم وتجمهر هؤلاء حول الشاشات التلفزيونية الموجودة في مقصورة الإعلاميين لمشاهدة الإعادة ومنها تبين لهم أن الهدف سليم ولا غبار عليه، أما الجماهير التشيلية فلم يتاح لها معرفة سلامة الهدف على اعتبار أن الشاشة الكبيرة الموجودة في الملعب لا تعيد اللقطات التي قد تكون مثار جدل. ويبدو أن هناك أزمة ثقة في التحكيم على أثر الأحداث الأخيرة، أو أن الذين احتجوا على الهدف كانوا يطبقون المثل المعروف “مع الخيل يا شقرا”. الإعادة تثير الجدل جوهانسبرج (الاتحاد) - كانت إعادة الشاشات التلفزيونية في ملعب السوكر سيتي لهدف الأرجنتيني تيفيز المثير للجدل خلال مباراة الأرجنتين والمكسيك حلقة أخرى من مسلسل السخط الإعلامي على “الفيفا”، حيث المعلن هو أن الشاشات لا يجب أن تعيد أي حالة مثيرة للجدل مما قد يثير حنق الجماهير، وعلى الرغم من ذلك فقد تم إعادة الهدف على الشاشة مراراً وتكراراً وهو ما دعا “الفيفا” للاعتذار بشكل رسمي عن الخطأ بإعادة الهدف مع التأكيد على عدم تكرار هذا الأمر في المستقبل. وفيما تساءل البعض عن السبب في عدم إعادة الهدف طالما أن كل الأهداف تكون معادة على الشاشة وكذلك أن من حق الجمهور مشاهدة كل اللقطات على الشاشة وكان الرد من نيكولاس أن اللقطة تحمل الكثير من الجدل ولذلك لم يكن من المفترض إعادتها وأوضح كذلك السبب في عدم إعادة اللقطات المثيرة للجدل حيث قال أنها تتعلق بأسباب أمنية بحتة وحتى لا تستفز جماهير الفريق المتأثر بهذه الحالة.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©