بدء أعمال المؤتمر الثامن للكلية الملكية البريطانية لأطباء التوليد وأمراض النساء

ناقش المؤتمر العلمي الدولي الثامن للكلية الملكية البريطانية لأطباء التوليد وأمراض النساء أمس أحدث المستجدات في طب النساء والتوليد، متناولاً خلال جلسات اليوم الأول المستجدات في تشخيص وإدارة سرطانات أمراض النساء وسكري الحمل. وركز المؤتمر، الذي ترعاه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في يومه الأول على أهمية التعاون الكامل بين الفريق الطبي من أطباء الاختصاص والتخدير والكادر التمريضي في مكافحة الأمراض المتداولة، حيث تضمن المؤتمر في يومه الأول عرض 100 بحث يتعلق بأمراض التوليد والنساء، وثماني ورش عمل علمية إلى جانب المحاضرات الحوارية. وأوضح الدكتور محمد الشيخ رئيس اللجنة الممثِّلة للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بالإمارات العربية المتحدة واستشاري التوليد وأمراض النساء بمستشفى الكورنيش بأبوظبي، أن المؤتمر يسعى إلى تبادل المعلومات والمعرفة مع الأطباء ومحترفي الرعاية الصحية من هذه المنطقة، مشيرا إلى أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز العلاقات مع كيان الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء في الدولة، ومع جميع الأطباء والممارسين للمهنة في هذه المنطقة. ويشار إلى أن هذا الحدث، الذي يُعقد كل عامين، تتم استضافته للمرة الأولى في منطقة الخليج العربي؛ حيث تدعمه شركة صحة، شركة أبوظبي للخدمات الصحية التي تمتلك وتدير المستشفيات والعيادات العامة في إمارة أبو ظبي؛ وتنظمه سينوفيتيكس، المنظم لفعاليات الرعاية الصحية في الشرق الأوسط. وناقش المؤتمر أمس مواضيع تتعلق بطب الأجنة في القرن الحادي والعشرين، والمستجدات في مجالات تشخيص وإدارة سرطانات أمراض النساء، والإدارة الحديثة للصحة الجنسية والإنجابية، والتطوير المهني والتغيرات العالمية في التعليم الطبي في مرحلة ما بعد التخرج. وتطرق المؤتمر إلى موضوع العنف المنزلي، حيث ذكر الدكتور عبد الرحيم مجيد، استشاري في التوليد وأمراض النساء لدى مستشفى إيرن في أيرلنده الشمالية أن العنف المنزلي غالباً ما يبقى خفياً خلف الأبواب المغلقة، وهو ما يتطلب مساندة أفضل لضحايا العنف المنزلي. وقال إن تقرير وحدة التحقيق السري في صحة الأم والطفل “إنقاذ حياة الأمهات” كشف عن وقوع 295 حالة وفاة بين الأمهات المولدات خلال الفترة الممتدة بين 2003 - 2005، وارتفعت أسباب الوفاة المباشرة بين النساء اللاتي تم قتلهن على أيدي أهاليهن إلى 19. وفي هذه المجموعة 14% من النساء أطلعوا أخصائيي الرعاية الصحية أنهن كانوا يتعرضون للاعتداء في علاقاتهن مما يجعل وقوع الوفاة بسبب العنف المنزلي بين النساء الحوامل أعلى من الوفاة بسبب الحالات الأخرى مثل نزيف ما بعد الولادة وتسمم الحمل. وأظهر تحليل إحصائيات الشرطة في أيرلنده الشمالية وعدد المكالمات الهاتفية التي تلقتها مؤسسة خيرية إقليمية للعنف المنزلي في أيرلنده الشمالية، أن العنف المنزلي أثناء الحمل في 30% من حالات العنف المنزلي يبدأ أو يتصاعد خلال الحمل وعادة ما يستمر العنف المنزلي إلى ما بعد ولادة الطفل بل إنه يصبح أسوأ في بعض الحالات. وألقت الدكتورة رفيعة غباش رئيسة جامعة الخليج سابقاً رئيسة الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا محاضرة عن واقع تعليم المرأة في الإمارات في مجال الطب والفروع الأخرى، مركزة على البعد التاريخي للمرأة في الطب وتعليم المرأة والصحة النفسية وإبراز درجة التغير النفسي والاجتماعي الذي عاشه المجتمع في الإمارات. وأكدت غباش أن المرأة اليوم وفي كل مواقعها تعتبر نموذجاً ناجحاً تجاوز الذكور في بعض المواقع خاصة في مجال التعليم العالي. كما تطرقت في محاضرتها إلى البحث العلمي في الإمارات مؤكدة أنه مؤشر أساسي لقياس الحضارة، مشيرة إلى تجربة جامعة الإمارات في مجال الأبحاث العلمية حيث مولت كثيراً من الأبحاث الميدانية، كذلك جائزة حمدان للعلوم الطبية وغيرها من الجهات التي تولي اهتماماً للبحث العلمي. وأشارت في دراستها إلى أن نسبة الأمراض النفسية بين النساء في الإمارات لا تختلف عنها في المجتمعات شرق البحر المتوسط، إلا أن نسبتها تزيد عن النسبة في أوروبا، وقد يكون السبب كون المجتمعات في حالة تغير. وأوضحت أن إحدى الدراسات المحلية أظهرت أن نسبة الاكتئاب بين النساء في الإمارات تبلغ 13% والقلق تبلغ 7%، في حين تبين دراسة أخرى أن نسبة الاكتئاب عند النساء ثلاثة أضعاف النسبة عند الرجال. ويضم المؤتمر الذي تنتهي أعماله غداً أكثر من 50 متحدثا من المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، إضافة إلى ما يقدر بنحو 1500 من الأطباء والممارسين الصحيين من أنحاء العالم كافة لمناقشة المسائل المهمة والتطورات الرئيسية في مجال معالجة الصحة الإنجابية للمرأة.