الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

476 قتيلاً في دمشق معظمهم بمجزرة «جديدة الفضل»

476 قتيلاً في دمشق معظمهم بمجزرة «جديدة الفضل»
22 ابريل 2013 00:38
لقي أكثر من 100 سوري حتفهم بأعمال العنف المتفاقمة أمس، في حين رفعت مجزرة بلدة جديدة الفضل بريف دمشق الناجمة عن اشتباكات وقصف وعمليات إعدام ميدانية، حصيلة الضحايا بالعاصمة السورية وريفها إلى 476 قتيلاً على الأقل خلال الأيام الخمسة الماضية. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن جديدة الفضل المنكوبة، شهدت مجزرة مروعة بيد القوات النظامية وميليشيا الشبيحة، حيث عثر على «مئات الجثث» بينهم عشرات الأطفال والنساء والهياكل المحروقة، وسط حملة مداهمات لاحقت الأهالي أثناء قيامهم بدفن الضحايا. في الأثناء، حذر ناشطون ميدانيون من خطط للقوات النظامية لعزل داريا بالريف الدمشقي من خلال إخلاء منطقة اللوان التابعة لكفرسوسة المجاورة من السكان، موضحين أن أوامر صدرت للأهالي بمغادرة المنطقة ليتسنى هدم العديد من المنازل لتسهيل انتشار الجيش النظامي بهدف إقامة «منطقة عازلة» حول المدينة، مشيرين إلى زج عناصر من الحرس الجمهوري في المعارك المحتدمة. كما سيطرت القوات النظامية المدعومة بمسلحي اللجان الشعبية الموالية لدمشق ومقاتلي «حزب الله» اللبناني، على عدد من قرى ريف القصير الحدودية مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد وناشطون أمس، في خطوة تحقق لهذه القوات مزيداً من التقدم باتجاه مدينة القصير التي تعتبر معقلا للمعارضة المسلحة جنوب محافظة حمص. وفي رد على مشاركة «حزب الله» بالمعارك، سقطت أمس 3 قذائف صاروخية على منطقة الهرمل شرق لبنان، اثنتان عند أطراف مدينة الهرمل، وأخرى في بلدة القصر القريبة، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام. من جهته، طالب الائتلاف الوطني «حزب الله» بسحب قواته من الأراضي السورية على الفور، محذراً من أن تدخلات الحزب «ستجر المنطقة إلى صراع مفتوح على احتمالات مدمرة». فيما نفى رئيس أركان الجيش الحر سليم إدريس، صدور بيان مشترك بين الجيش الحر و«جبهة النصرة» يهدد بنقل القتال الدائر في سوريا إلى لبنان، رداً على مشاركة مقاتلين لـ «حزب الله» اللبناني في دعم القوات الحكومية السورية بشكل مباشر. وفي حصيلة لضحايا أمس، أعلنت التنسيقيات المحلية مقتل 19 سورياً في إدلب بينهم 14 ضحية سقطوا جراء قصف مدفعي استهدف مدرسة «الشهيد» علي الخطيب الابتدائية في قرية المغارة. وقتل 10 أشخاص في حمص، و5 في كل من دير الزور وحلب وحماة، إضافة إلى 3 قتلى في درعا. وفي وقت سابق بعد ظهر أمس، قال المرصد في بيان «سيطرت القوات النظامية بشكل كامل على بلدة جديدة الفضل ومحيطها» الواقعة جنوب غرب دمشق، بعد 5 أيام من المعارك. وأشار إلى أنه تمكن من توثيق أسماء 80 شهيداً بينهم 3 أطفال دون سن الـ 18، و6 سيدات و71 رجلاً بينهم العديد من المقاتلين. وكان المرصد أشار أمس الأول إلى مقتل 69 شخصاً في المنطقة في 4 أيام. وعبر مدير المرصد رامي عبدالرحمن عن تخوفه من ارتفاع عدد القتلى، مشيراً إلى صعوبة التوثيق بعد دخول القوات النظامية إلى البلدة المختلطة أصلا بين مسيحيين وسنة ودروز، والتي نزحت منها أعداد كبيرة من السوريين. ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة قولهم إن القتلى «سقطوا خلال اشتباكات وقصف وإعدامات ميدانية». وبث المرصد شريط فيديو على موقع يوتيوب يتضمن صوراً مرعبة لجثث رجال وشبان مشوهة ومدماة، مع وجوه لا يمكن تبينها. وأوضحت ناشطة في ريف دمشق تدعى «ايناس» في معلومات وزعتها عبر سكايب، نقلا عن ناشطين ميدانيين أنه تم العثور على عدد من هذه الجثث في «أحد المستشفيات الموجودة داخل جديدة الفضل»، مشيرة إلى أن بعضها عليها آثار حرق، والبعض الآخر آثار ضرب وتعذيب. من جهته، قال الناشط أبو أحمد الرابع في حي جديدة عرطوز المجاور «وثقنا 85 حالة إعدام دون محاكمة بينها 28 حالة قتل رمياً بالرصاص في مستشفى مؤقت بعد أن دخلت قوات الأسد حي جديدة الفضل. ونخشى أن يكون عدد ضحايا المذبحة أكبر كثيراً». ولم يرد على الفور تأكيد مستقل لرواية النشطاء، حيث تحظر السلطات السورية على أغلب وسائل الإعلام المستقلة العمل في البلاد منذ بدء الانتفاضة قبل عامين. واستمرت عمليات القصف بكافة أنواع الأسلحة ومنها سلاح الطيران على مناطق دمشق المضطربة وريفها، حيث أعلنت التنسيقيات أن الجيش الحر أسقط طائرة حربية أثناء شنها غارات على بلدات مجاورة للعتيبة، التي شهدت أيضاً اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام البلدة بالتزامن مع قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة. كما استهدف الجيش الحر مقرات للشبيحة بقذائف هاون، تزامناً مع تمكنه من تدمير حاجز قطنا بالريف الدمشقي وقتل كل من كان موجوداً فيه إضافة لتدمير عربة شيلكا. وقالت التنسيقيات أيضاً إن مقاتلي المعارضة استهدفوا إدارة المركبات العسكرية بمنطقة حرستا وقتلوا عدداً من الجنود النظاميين. وفي حمص، قصف الطيران الحربي مدينة القصير موقعاً 3 قتلى، تزامناً مع غارة جوية أخرى استهدفت مدينة القريتين بريف حمص ترافقت مع قصف بالمدفعية والهاون. وتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات والهاون على الحولة والرستن، بينما دارت اشتباكات شرسة في حي القصور بمدينة حمص. وأكد المرصد والناشطون أن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في اللجان الشعبية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني سيطروا على عدد من القرى بريف القصير، بالمنطقة الحدودية مع لبنان بينها البرهانية والرضوانية وتل النبي مندو، التي تقع على تلة تعطيها أهمية استراتيجية، إذ تمكن القوة الموجودة فيها من الإشراف على المحيط الذي يصبح في مرمى نيرانها. كما أشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن قوات النظام «أمنت لنفسها طريقاً من الحدود اللبنانية وبمحاذاة نهر العاصي وصولا إلى جنوب غرب مدينة القصير». وأوضح أن المعارك مستمرة في محيط هذه القرى، مشيراً إلى أن معظم الذين يحاربون المجموعات المقاتلة المعارضة هم من عناصر اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام ومن المقاتلين الموالين لـ «حزب الله»، ويحمل معظمهم الجنسيات اللبنانية. كما أكد عبدالرحمن وقوع عدد كبير من الضحايا في المعارك. في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أمس، أن «وحدات الجيش تمكنت من السيطرة على قرى قادش والرضوانية والمنصورية والسكمانية والسعدية في ريف القصير، وفرضت سيطرتها على معظم قرية البرهانية». وأكد ناشطون تقدم القوات النظامية في ريف القصير. وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله لفرانس برس «الوضع سيئ جداً. إنهم يحاولون السيطرة على ريف القصير بهدف الهجوم على المدينة في وقت لاحق». وأضاف العبدالله الموجود في منطقة القصير «السبب الوحيد الذي يفسر تقدم النظام في القصير هو وجود مقاتلي (حزب الله). مقاتلو الحزب يتقدمون على الأرض، وقصف الطيران يؤمن لهم التغطية». وأكد العبدالله أن مقاتلي المعارضة السورية يردون على العمليات التي يقوم بها «حزب الله» داخل سوريا بقصف مواقع له في لبنان. وبالفعل، سقطت أمس، 3 قذائف صاروخية على منطقة الهرمل شرق لبنان، اثنتان عند أطراف مدينة الهرمل التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً عن الحدود السورية، وأخرى في بلدة القصر القريبة، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية. من جهة ثانية، ذكرت «الوطن» أن الجيش السوري نفذ كميناً أدى إلى مقتل «أكثر من 100 (إرهابي) حلموا للحظات بدخول مطار الضبعة بريف حمص قرب مدينة القصير». وأضافت أن «الجيش فتح بداية الطريق نحو المطار فشن أكثر من 500 (إرهابي) هجوماً ظناً منهم أنهم قد يسيطرون على المطار الفارغ أصلا من أي عتاد عسكري، لكنهم فوجئوا بوابل من النيران فقتل ما يقارب المئة في حين فر الآخرون». إلى ذلك، استنكر ائتلاف المعارضة السورية تورط عناصر «حزب الله» في القتال في سوريا إلى جانب قوات النظام، وذلك بعد قيام قوات الحزب بقصف واقتحام قرى الرضوانية والبرهانية بغطاء جوي وفرته قوات النظام. وقال الائتلاف في بيان على موقعه الإلكتروني «يرفض الائتلاف الوطني أي انتهاك تقوم به أي جهة للأراضي السورية، ويطالب (حزب الله) بسحب قواته من الأراضي السورية على الفور، كما يحذر من أن اندلاع مواجهات بين مقاتلي الحزب والجيش الحر في المنطقة سيؤدي إلى مخاطر كبيرة يمكن تجنبها بتحكيم صوت العقل ووقف الخروقات والعدوان». وبدوره، قال إدريس إن «حزب الله» يستمر في «التدخل السافر في المعارك بالأراضي السورية. اليوم لدينا أنباء مؤكدة عن مشاركة أعداد كبيرة جداً بالقتال في محيط بلدة القصير والقرى المحيطة بها، ونحن طلبنا من الحكومة اللبنانية تحمل مسؤولياتها في منع الحزب من إرسال مقاتلين إلى سوريا».وأردف إدريس «رغم ذلك، فإننا لن ننقل المعارك إلى داخل الأراضي اللبنانية. سنقاتل على أراضينا فقط».
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©