تطل في مسلسل الداية منى شداد: الشارع الفني مزروع بالألغام

ابتسامتها العريضة بعيدا عن الشاشة الصغيرة، جعلتنا في حيرة قبل التأكد من أنها هي· أهذه منى شداد الممثلة الكويتية الغارقة بالحزن في أدوارها؟ أم يَخلق من الشبه أربعين كيف تجمع كل هذا المرح في شخصيتها ولا تظهر في التمثيل غير الأسى والشجن والدموع، ويأتي ردها ديبلوماسيا: ''لن أكون ممثلة بحق الا اذا جسدت ما هو غير متوقع مني''· أما جديدها لشهر رمضان فهو دور آخر غير متوقع تفاجئ به جمهورها من خلال مسلسل ''الداية'' الذي يعرض على قناة الوطن الكويتية· وهو عمل تراثي يدور حول قصة اجتماعية محبوكة، من بطولة الفنانة حياة الفهد كاتبة القصة، وإخراج أياد الخزوز· قسمة ونصيب على العشاء في احدى المناسبات الخاصة التي دعيت اليها منى في أبوظبي، دار حوار دسم لا يشبه أبدا الحمية الغذائية التي تتبعها منى الفرحة بانقاص وزنها· فهل هذا ''الدايت'' سببه عريس مقبل على حصان أبيض؟ تضحك منى ضحكة من وقع في فخ السؤال، ولا تنفي الأمر معلقة: ''إن شاء الله أفرح بنفسي قريبا ويفرح الناس بي، وأنا مؤمنة بأن الزواج قسمة ونصيب وأمره على رب العالمين''· وتؤكد أن عزوبيتها لم تكن يوما بإرادتها، فبالرغم من أن كثيرا من العرسان طرقوا بابها، الا أنها دائمة الحذر والتردد لأن زواج الفنانة برأيها، لا بد أن يكون قبولا مشتركا خاليا من أي مصلحة· تقول: ''سأكون صريحة وأعلن ما تحاول الفنانات نكرانه· فمع الأسف الشديد هنالك حتى اليوم نظرة سيئة عن الفن والتمثيل في مجتمعاتنا، وهذا يؤثر سلبا على سمعة الفنانة التي بيدها إما تدمير نفسها أو تحسين صورتها· وأعتبر أنه لا مجال لمحاربة هذه الفكرة السائدة، الا بتقديم الأعمال المحترمة· وهذا ما أسعى اليه جاهدة وسط طريق الألغام في الشارع الفني''· نشاز الدخيلات وتتحدث منى بحسرة عن الوضع السائد حاليا لجهة الأعمال التمثيلية في الكويت، فهي ترى أن غالبية المسلسلات التي تم عرضها في السنوات الأخيرة لا تنتمي على الاطلاق الى المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المجتمع الكويتي· ''فبدلا من أن نحافظ على كوننا هوليود الخليج، ونمعن في تقديم الأفضل، أخذت معظم الأعمال في الهبوط· والسبب أن باب الإنتاج أصبح مشرعا أمام كل من هب ودب ممن يحولون الفن الى سلعة تجارية لا يراد منها الا الكسب السريع''· وتوضح أنها لو أرادت جمع ثروة سريعة، لكانت قبلت سنويا بالتمثيل في 5 أو 6 مسلسلات، لكنها تفضل المضمون الجيد على الكمية· ''لأن المادة المميزة تؤسس لرصيد يشرف الفنان ويرفع أسهمه في السوق· وأنا اليوم والحمد لله أتقاضى أجرا جيدا، وان كنت أقدم عملا واحدا في السنة، لأنني تمكنت من بناء اسمي بمجهودي وموهبتي، وليس بطرق أخرى''· وتنتقد منى من أسمتهن ''الدخيلات على الفن الخليجي''، معتبرة أن زج الوجوه الشامية والمصرية في المسلسلات الكويتية تحديدا، هو أشبه بـ''النشاز''· ''ومع احترامي لجميع الممثلات العربيات ممن خضن التجربة، فان الأمر يجب أن يكون محرجا لهن، ما دامت الأدوار التي يقدمنها ليست في موقعها الصحيح وانما مفروضة على القصة من أجل التلوين وحسب''· وتستطرد هنا لتعبر عن خيبة أملها عندما تشاهد عملا جيدا مسندا الى ممثل غير كفؤ لا يشعر بالدور الذي يؤديه· وتنصح الجيل الصاعد بعدم الاعتماد على الموهبة فقط وانما دعمها بالدراسة وحسن الاختيار· ''وعن نفسي، فأنا متأنية جدا بانتقاء أدواري، ولا أقدم الا القصة التي أشعر بها، هذا بعد أن أستشير أهل الاختصاص والمقربين مني ممن سبقوني في الكار''· حياة الأم وتتطرق منى الى العلاقة الوطيدة التي تربطها بالممثلة القديرة حياة الفهد منذ بداياتها الفنية قبل 20 عاما، حيث تعلمت منها الكثير وتألقت بالتمثيل الى جانبها في أكثر من مسلسل كان ألمعها مسلسل ''الفرية'' الذي عرض في شهر رمضان عام ·2006 وتقول: ''لقد تأثرت بشخصية حياة الفهد وبهدوئها ورصانتها على الشاشة وتعلمت منها الارتجال والصبر والتواضع وعدم التكلف في التمثيل· أما خلف الكواليس، فحياة هي انسانة عظيمة ومحبة لمن يتعامل معها· وعلاقتي بها لا تقتصر على العمل وانما أشبه بعلاقة الابنة لأمها، وأنا أفتخر بكوني مقربة منها الى هذا الحد''· وتضيف أنها معجبة بكل فنان أعطى من قلبه ليتحول الى مثال يقتدي به الآخرون· وعلى المستويين الخليجي والمصري، هي مولعة بأداء حياة الفهد، سميرة أحمد، هدى الخطيب، زريقة الطارش، أحمد الجسمي، أمينة رزق وعبلة كامل· وتذكر شداد أن الأعمال التراثية تستهويها لما تتضمنه من عمق وما تقدمه من رسائل منوعة، وهي ترغب في تقديم شخصية تاريخية بارزة كما أن الباب مفتوح أمامها للاشتراك في عمل كوميدي تفاجئ به جمهورها