الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعـــــاء الرسول

دعـــــاء الرسول
22 سبتمبر 2008 00:54
من ينظر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة يعجب من كثرة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وابتهاله إلى ربه وإقباله عليه، فليست هناك لحظة في حياته خاصة كانت أو عامة في سره وعلنه في بيته أو في مسجده في مشيه أو قعوده أو في لقائه مع أصحابه، في ليله أو نهاره ·· إلا وله عليه الصلاة والسلام فيها دعاء يناسب تلك اللحظة التي هو فيها - صلى الله عليه وسلم · إنه موصول القلب برب العالمين، ولهذا فهو سيد الذاكرين، والقائم بأمر الله تعالى حين قال: (اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلا) الأحزاب: الآيتان 41-،42 (والذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) آل عمران: الآية ،191 وكان يعلم هذا لأصحابه ويربيهم عليه حتى تكون قلوبهم مستنيرة بالذكر خافقة بالتسبيح، ممتلئة بمعرفة الله، وفي دعواته عليه الصلاة والسلام يريهم هذا الوجود من حولهم بأحواله الحقيقية ووجهه الصحيح· يقول عبدالله بن عمر (كنا نعد للرسول صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة، رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) حديث صحيح· ومن أصح الدعوات وأشدها تأثيرا في القلب والعقل، ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وانا من المسلمين· اللهم أنت الملك لا إله إلا انت ، أنت ربي وأنا عبدك· ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا انت· واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا انت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت· لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك· وإذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي· وإذا رفع قال: اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينها وملء ما شئت من شيء بعد· وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين· ويقول بين التشهد والتسلم: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت ، وما أنت أعلم به في، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت)، إنه دعاء يهز الكيان ويحرك الجنان ويهيج الوجدان وهكذا كانت صلة سيد العابدين بربه في عبودية كاملة وخشوع وخضوع، حتى كانت صلاته كلها من تكبيرها إلى تسليمها معراج وتفكير في موقعه من ربه وعظمة خالقه ونعمة التي تحيط بها من كل جانب فهو في الاستغراق كامل ، ولهذا كانت صلاته ( قرة عينه ) أي في قمة النعيم والسعادة والراحة ، وإذ همه صلى الله عليه وسلم أمر أو اعتراه خطب قائم إلى الصلاة فيكون أوج السعادة والطمأنينة في كنف الله ، وكان يقول صلى الله عليه وسلم لبلال مؤذنه: (أرحنا بها يا بلال)· وكم في هذه الحياة من عناء وشقاء وتعب ونصب يقول تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد) فجعلت الصلاة محطات راحة وسعادة تخفف عن المرء ما هو فيه وتنسيه ما يؤلمه و يتعبه إن أحسن الوقوف بين يدي ربه بطهور صحيح وإقبال ونية وحقيق بكل مؤمن أن يكرر دعوات النبي (صلى الله عليه وسلم) في صلاته ويتفكر أن مضامينها ودلالتها وأن يحافظ عليها، وأن يدعو بالدعوات النبوية في كل مواقف حياته ليكتب عند الله من الذاكرين· المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©