الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سنوات من ممارسة الرياضة.. وأنت «محلك سر» فماذا تفعل؟!

سنوات من ممارسة الرياضة.. وأنت «محلك سر» فماذا تفعل؟!
2 يناير 2010 23:07
ثلاث سنوات وأنت جالس تفكر وتتفكر وتتأمل، تقلب وتعيد النظر مراراً وتكراراً إلى أن أصابك الملل من نفسك، تريد أن تعيش حياة صحية وتتمتع بجسد سليم لعقلك السليم... ولكنك لا تتحرّك. أو أنك ولثلاث سنوات تمارس رياضة على مزاجك مختاراً ما يناسبك، مفتخراً بأنك لا تجهد نفسك معتقداً أن هذا يعني أنك رياضي من الدرجة الأولى... ولكن لا شيء يتغير، لا تزال الدهون تتراكم والعضلات يقلّ حجمها حتى لو كنت على الميزان تتمتع بالوزن المثالي. عليك أن تغير شيئاً ما فثمة خطأ يرتكب من دون أي شك، ولكن من يدلّك على الطريق الصحيح؟ هل تذهب إلى ناد رياضي (جيم) أم تركض على الكورنيش أو تعوم أو... من يعرف القرار السليم من أجل جسد معافى لا يثقل عقلك بهمومه المتراكمة سنة بعد أخرى؟ هل يجب اتباع نصائح متخصص، أم الاكتفاء بالبحث الخاص في الكتب والمواقع الإلكترونية؟ كيف تجد الدافع الحقيقي كي تنهض من جلوسك المطوّل أمام الشاشة وتفعل شيئاً في الوقت المتاح الذي تعتقد أنك تفتقر إليه من شدة تعبك بعد يوم طويل تمضيه في مكتبك في العمل؟ أسئلة كثيرة تراودنا ونحن نفكر بضرورة ممارسة الرياضة بانتظام وتدارك أنفسنا قبل فوات الأوان، خصوصاً إذا بدأت معدّلات الكولوسترول والتريجليسيريد بالارتفاع، ناهيك عن أمراض السكري والضغط... وهل يعتبر الترهّل والكسل من العلامات المقلقة كي نتحرك ونفعل شيئاً حيال صحتنا الجسدية؟ ممارسة الرياضة لا تتم فقط لنخسر وزناً، فالنحافة علّة أحياناً، والدليل عارضات الأزياء اللواتي اشتهرن بتجويع أجسادهن كي يبقين نحيفات في حين أن أسلوبهنّ هذا أفقدهن العضل وأكسبهن ارتفاعاً في نسبة الدهون، هذا ما تشرحه لنا ناتاشا إنريكيز المدربة الرياضية ومديرة الترفيه في أحد الفنادق. ناتاشا مدرّبة خاصة، تعتقد بضرورة الانتباه لمن يدربنا ويشرح لنا أهمية التمارين الرياضية التي نحتاج إليها، لأن لكل جسد أسلوباً وأنواعاً مختلفة من التمارين، ولكن في المقابل، تقول:»إذا بقي معي أحدهم أكثر من ستة أشهر فسأبدأ بطرح السؤال على نفسي، هل أفدته أم لا؟ وأعتقد أن هناك شيئاً ما لا يسير على ما يرام، لأن مهمة المدرب الأساسية بالإضافة إلى تعليم التمارين المناسبة لكل شخص إعطاؤه المعلومات المفيدة حول مهام كل عضل من عضلاته». وتشعر ناتاشا بالاستياء لأنها تجد أن العديد من الفتيات يجوّعن أنفسهن لمجرد أن يخسرن وزناً في حين يكسبن دهوناً بعد أن ينصرف الجسد نتيجة فقدانه للوحدات الحرارية إلى حرق العضلات وتخزين الدهون، في حين أن تناول الطعام بشكل صحي وممارسة الرياضة المناسبة بشكل منتظم يوصلان إلى جسد سليم وشكل أفضل للجسد. وتوضح:«طلبت من إحداهنّ وكنت أتابعها وأشعر بأنها لا تتناول طعاماً كافياً أن تبدأ بزيادة نسبة طعامها وأن تختار طعاماً صحياً ومغذياً، ففوجئت بطلبي». المراجع العلمية وليد شاه بدأ بممارسة الرياضة بانتظام منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، ورداً على تفضيل البعض عدم اللجوء إلى ناد رياضي، يقول: «أنا أدفع الفلوس وأذهب، ثمة من يعتقد أنه لن يواظب على ممارسة الرياضة إلا إذا دفع مالاً ولكن هؤلاء يتشجعون لفترة ومن ثم يتغيبون». لم يلجأ وليد إلى مدرب خاص به، علّم نفسه بنفسه، ولجأ إلى قراءة العديد من المراجع العلمية لمعرفة فوائد كل تمرين وفوائده وكيف تتفاعل عضلاته معه، ويرى أن ليس بوسعه أن يرشد أحداً آخر لأن كل جسم يختلف عن الآخر، وهو بحث عن الأنسب لجسمه. هذا ما تؤكده ناتاشا، مفضلة عند القراءة عن المعلومات العلمية حول الرياضة وفيزيولوجيا الجسم التأكد من المراجع، لأنها وجدت كماً هائلاً من المعلومات التي تعرض على الإنترنت والتي لا تشكل مرجعاً موثوقاً، كما أنها تشير إلى أن وسيلة تطبيق التمارين بالطريقة الصحيحة لا تعلمها الكتب بقدر المتخصص الفعلي غير المدعي. وتضيف:»إن بوسع أي كان القول بعد عدة أسابيع من التدريب أنه مدرّب رياضي، ولكن هذا ليس صحيحاً لأن المدرب الرياضي يحتاج إلى إجازة علمية، فعليه أن يدرس الجسد وفيزيولوجيته ونظامه ككل وليس دراسة العضلات وحسب، لأن نظام الجسد متشعب ومتكامل ومتصل ببعضه البعض وبالأعصاب، ومن هنا فثمة خطورة في التعامل عشوائياً مع الجسد ومن دون دراسة». وترى أن ثمة مسؤولية كبيرة تقع على المدرب وليس آخرها عدم إيذاء الأشخاص الذين يرشدهم للتدريبات والتمرينات المناسبة لأجسادهم، وتشير إلى أن البعض وبعد اللجوء إلى مدربين غير علميين يبدأون بعد فترة قصيرة الشكوى من أوجاع في الركبة أو الظهر، وقد لا يحققون النتيجة المرجوة، فإذا لم تتحقق النتيجة المرجوة ولم يشعر من يمارس الرياضة بالراحة والنشاط، فعليه أن يتوقف عن الأسلوب الذي يتبعه ويغيّره مباشرة». وترى أن الناس يدفعون المال من أجل الحصول على تدريب جيد، ومن حقهم إذا لم تعجبهم النتائج أن يغيروا. الهواء الطلق ويشير وليد إلى أنه لا يقرأ معلومات كيفما اتفق، إنما يلجأ إلى موقع معترف به وموثوق في كمال الأجسام، ولا ينفي أنه يجد أحياناً معلومات مغلوطة في مواقع أخرى، أو معلومات صحيحة بينما طريقة ممارسة التمرين خاطئة. ويعترف وليد بأن للرياضة في الهواء الطلق مزاياها التي لا تستبدل بأي أسلوب آخر، ولكنه يضيف «ليضعوا لنا حديدا لرفعه والتدرب على الكورنيش فلا أذهب إلى الجيم بعدها». ويشير إلى أنه من النادر وجود آلات لممارسة الرياضة في الأماكن العامة، على الرغم من أنه رأى في إحدى المرات على شاطئ عام في ميامي أدوات كمال الأجسام لمن يرغب من العموم. ويشدّد وليد على أهمية المشاركة في الرياضة مع الأصحاب كنوع من التشجيع، ولكنه يجد أنه لن يتوقف عن الرياضة إذا وجد نفسه وحيداً. التشجيع والتحفيز أمران أساسيان، كما تشير ناتاشا، وتشير إلى أنها لا تحبذ أبداً أن يبقى الشخص معها لأكثر من ستة أشهر كحد أقصى، ولكنها في المقابل، تشرح أن ثمة من يبقون ليس لأنهم لا يزالون لا يعرفون كيف يتعاملون مع أجسادهم أوكيف يقومون بالتمارين المناسبة، إنما كنوع من التحفيز للاستمرار في ممارسة الرياضة، وما قد يجده البعض مع الأصحاب قد لا يتوافر للبعض الآخر إلا من خلال مدرّب خاص. سعاد حسنة، تمارس الرياضة بانتظام في مركز رياضي، مع صديقات لها ما يشجعها أكثر على تخصيص وقت للرياضة بمعدّل ثلاث مرات في الأسبوع. وتقول إنها تتبع التمارين المناسبة لها، وقد اختلفت حياتها عن السابق وباتت أفضل، وعلى الرغم من انزعاج البعض من الوقت الضيق، ترى أن وقتها بات منظماً حين شرعت بتخصيص وقت للرياضة، وتقول «تغير نظام حياتي كلياً، وقد انقطعت مرة واحدة لفترة بسيطة عن الرياضة فلاحظت أنني بدأت أعود إلى عادات الكسل السابقة ومنها الجلوس وشرب الشيشة، فعدت بسرعة كي لا أعود إلى الكسل والهوايات غير المفيدة، لا بل المؤذية للجسد وللنفس». وتشير إلى أنها لم تكن تعاني من مشكلة في الوزن، وقد حددت في البدايات مع المدربة هدفها في أن يكون لديها جسد قوي من دون أن تفقد من وزنها. التخلص من التشنج وتشير ناتاشا، إلى أنه لا بد من أن تتغيّر أشياء كثيرة في حياتنا بعد ممارسة الرياضة بانتظام، ومنها التنفيس عن الضغوطات والتخلص من التشنج، وانتظام النوم، وتؤكد أنه لا بد من أن ينظم الإنسان وقته مخصصاً فترة للرياضة مهما اعتقد أن لا وقت لديه، فالمسألة ليست بتوفير الوقت بقدر ما هي تنظيمه، كما ترى أن من لا يمتلك بالفعل وقتاً لممارسة الرياضة، عليه أن يخترع الوقت قبل أن ينذره جسده لسبب مرضي بضرورة ممارسة الرياضة. وترى أن ممارسة الرياضة مهمة بقدر أهمية اجتماعنا مع مسؤول الشركة التي نعمل فيها. وهي لا تعوّل كثيراً على الذين يستمرون في وعد أنفسهم أو إلقاء الوعود أمام الآخرين بأنهم سيبدأون يوماً ما بممارسة الرياضة، مشيرة إلى أن القرار يجب أن يأتي بوعي من الإنسان نفسه ليحدث تغييراً للأفضل في حياته. المواظبة بدقة عمرو عباس، يلعب الفوتبول ولا يرى أن عليه الذهاب إلى مركز رياضي لممارسة الرياضة، فهو يحب أن يكون حراً في الهواء لا مأسوراً في الداخل بين الآلات، وهذا لم يمنعه وأصحابه الذين شكل معهم فريق فوتبول خاصاً، من المواظبة بدقة على مواعيد اللعب. ويشير إلى أن ممارسة الرياضة في الخارج لها بعدان رياضي جسدي واجتماعي، بحيث أنه يتحدث مع أصحابه خلال لعب الفوتبول، كما يتجهون بعد التمارين إلى مقهى يجتمعون فيه ويتسامرون. عسكري يتدرّب تتحدث ناتاشا عن حادثة جرت معها حين كانت تدرب أحد الأشخاص في ألمانيا، فالأخير كان يحمل رتبة عالية جدا في الجيش الألماني، وبعد عدة أسابيع من تدريبه اتصل ليشكرها معلنا بأسف عدم تمكّنه من المتابعة معها، شارحاً أن السبب ليس في أسلوب تدريبها أو معلوماتها، إنما في كونه معتادا على توجيه الأوامر لا تلقيها. تتابع «قلت له، عليك إذاً أن تفكر ملياً قبل اتخاذ القرار، لأنك تدفع لي مقابل أن أرشدك للأسلوب الصحيح في التمارين الرياضية التي تحتاج إليها، وبالتالي لا يزال زمام الأمر في يدك». وتضحك، مفيد أنه اتصل مساء ليعود عن قراره قائلا: «صحيح، أنا من يدفع لك كي تقولين لي ما أفعل، أنا لا أزال المسؤول هنا. سأتابع تدريباتك».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©