نظم جاليري قباب للفنون في أبوظبي أمس الأول المعرض الشخصي للفنان العراقي الدكتور صبيح كلش تحت عنوان ''لغة الجسد'' وعرض فيه 39 عملاً تشكيلياً بحضور عدد من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالفن التشكيلي·
رسمت الأعمال بالمكس ميديا وبأحجام تراوحت بين 55*46سم و2*2م وحملت عناوين مختلفة منها ''الحياة''، و''امرأة وطفل''، و''العائلة''، و''أعطني قلبك''، و''معاناة رجل''، و''خريف العمر''، و''ليلة الحناء''، و''رموز ودلالات''، و''وقت الغروب''، و''تهديد السلام''، و''محراب الكلمات''، و''الدعاء''، و''شجرة الإيمان''·
كما قدم عمله الثلاثي الكبير ''ثلاثية الجوع'' منها عملان احتلا مساحة واسعة من جدران المعرض وقدم أيضاً ''المسحورة'' و''القلب المهزوم'' و''القلب في مكان بارد'' و''الحلم''·
صبيح كلش ولد في بغداد 1948 وحاصل على الدكتوراه في 1989 من السوربون في باريس في الفن أقام معارض عدة منذ عام 1969 حتى 2008 في العراق وباريس وموسكو وعُمان ومسقط والإمارات والقاهرة ويعمل أستاذاً للفن في جامعة السلطان قابوس في مسقط·
وقال كلش في لقاء ''الاتحاد'' معه إنه توخى تجسيد معاناة الإنسان في معرضه ولهذا السبب كان عنوان معرضه ''لغة الجسد'' باعتبار أن الجسد يمتلك الإيماءات والإشارات التي تصدر عن الإنسان بشكل عفوي أو مقصود·
وأضاف: من هذه الرؤية ارتأيت أن أتمثل كل هذه الأحاسيس والمواقف التي تصدر عن الجسد البشري ضمن موضوعات هي في غاية الدقة، منها معاناته أمام الكثير من المواجهات الإنسانية والحياتية·
وقال: وكل ذلك يعد جزءاً من علم السينولوجيا، لذا وجدت أن لغة الجسد تشكل عند الناس نسبة 75؟، ولهذا أعتقد أن جميع الناس متشابهون ولا يغيرهم سوى الحالة المكتسبة أو المفتعلة·
وأعتبر كلش أن التعبير من خلال الرمز الذي اكتنف لوحاته أكثر إيحاء وتوصيلاً للمتلقي وربما أكثر من أن ترسم شكلاً واحداً جامداً يمثل كتلة سواء كانت شجرة أو إنساناً، وقال: إن حركة الجسد أو جزءا منه هي أكبر تعبير عن خلجات الروح البشرية وعندما نرى تألم الإنسان يبرز ذلك واضحاً من خلال حركاته وتصرفاته التي حاولت أن اتمثلها في أعمالي·
وأوضح في إطار اعتماد النسق الواحد ضمن بعض أعماله التي قدمها وأن ما أراد تقديمه ليس النسق الواحد بل هو الموضوع الواحد عن الإنسان وقال: أن هذا الموضوع الإنساني جاء بنفس الفترة التي استخدمت فيها تقنية المواد الجديدةة ''المكس ميديا'' حيث شعرت بأن فيها نوعاً من الوحدة وليس التشابه، أولاً وحدة الموضوع وثانياً وحدة الأسلوب لأنها رسمت في فترة واحدة· وحول الرموز السومرية والدلالات الدينية التي زخرت بها لوحاته قال: عندما استخدم الرموز فإنني استلهم التاريخ بشكل معاصر، أما لماذا التاريخ السومري فلان حضارة الإنسان وتكوينه ابتدأت مع السومريين في الوقت الذي أجد فيه أن الديانات جميعها قط أعطت الإنسان رموزاً مهمة في نواحي كثيرة سواء أكانت وجدانية أو واقعية·
وأشار إلى بعض الرموز الكونية في أعماله كونها كما يقول جزءاً من الأسلوب الذي أردته وهي قريبة من شخصيتي الفنية، النيزك والحجر ما هما إلا إيحاءات منها رمي الشيطان بالحجر ورمي السلام، ورمي عين الحاسد وتهشيم جمجمة المؤلف والكاتب والرسام·· إن الحجر آلة متعددة الاستخدامات لذا كان لها موقع في عملي بدلالات مختلفة·
استخدم صبيح كلش في أعماله الحروفية العربية والانجليزية والتجريد والرمز فوظفها جميعا لخدمة معاني أعماله، أما تعدد الألوان لديه فهو ضمن توجهه لمجانسة اللون للمعنى الخاص بكل عمل ، إذ اختار للصحراء لونها، وللفقر والجوع لونه ''الأزرق'' وللقلب لونه المتعدد بتعدد إيحاءاته، وللحزن لون، وللفرح لون
عدد اليوم
