الأمم المتحدة تطالب بعشرة مليارات دولار سنوياً لمكافحة التغير المناخي

اعتبرت الأمم المتحدة أن مكافحة التغير المناخي ستتطلب عشرة مليارات دولار سنويا اضافة عن المساعدة في التنمية خلال السنوات الثلاث المقبلة لتلبية الاحتياجات العاجلة للدول الاكثر عرضة للتأثر بالتغييرات المناخية. وقال ايفو دي بوير السكرتير التنفيذي لاتفاقية الامم المتحدة بشأن التغيرات المناخية “على المدى القصير سنكون في حاجة الى عشرة مليارات دولار عام 2010 وعشرة مليارات في 2011 وايضا عشرة مليارات في 2012، ويجب ان يصرف هذا التمويل سريعا”. وأضاف “لكن ما يبدو لي أكثر أهمية هو أن لا يسفر مؤتمر كوبنهاجن عن إعادة تدوير للمساعدة على التنمية، أو عن تغليف جديد لوعود المساعدات السابقة في القضاء على الفقر”. وشدد بوير على أن “هذه الأموال يجب أن تكون حقيقية وكبيرة وفورية وإضافية” عن مبلغ المساعدة على التنمية. وأضاف “على الاثر، ومن الآن حتى 2020 أو 2030، سيتطلب الأمر مبالغ أكبر بكثير بواقع مئات المليارات من الدولارات لمواجهة آثار (التغييرات المناخية) ومواكبتها”. وحث رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قادة العالم على التوصل سريعاً إلى اتفاق حول التغير المناخي. وجاء في مقال لبراون في صحيفة الجارديان “هدفنا هو التوصل إلى اتفاق كامل وشامل يتحول إلى معاهدة دولية ملزمة شرعا في مهلة لا تتخطى الستة اشهر”. وأضاف “احياناً تحل أوقات حاسمة في التاريخ”، مضيفاً “بالنسبة لنا جميعا، الوقت الحاسم لعام 2009 يجب أن يكون حقيقياً”. وذكرت صحيفة “الفايننشال تايمز الالمانية” أن الاتحاد الاوروبي اعرب عن استعداده لتقديم ما بين “1 و3 مليارات يورو” مساعدات فورية للدول النامية خلال السنوات الثلاث المقبلة (2010-2012) لمساعدة هذه الدول على التصدي لتأثيرات التغير المناخي. وسيتخذ قرار بهذا الامر خلال قمة اوروبية مقررة الخميس والجمعة في بروكسل. وفي حال تم التوصل الى اتفاق عالمي في كوبنهاغن، فهو سيدخل حيز التنفيذ في 2013، ولكن الاتحاد الاوروبي يرغب في تبني اتفاق طموح يمر ايضا بمساعدة فورية للدول الفقيرة للسنوات 2010 و2011 و2012. وجاء في مشروع القرار الذي ستتبناه قمة الاتحاد الاوروبي أنه “يجب ان يتضمن اتفاق كوبنهاجن بنوداً حول المساعدة الفورية بعد انتهاء اجتماع كوبنهاجن واعتباراً من 2010”. ويضيف مشروع القرار “يدعو الاتحاد الاوروبي الدول المتطورة إلى الإعلان عن مساهمتها في مثل هذا المساعدة”، موضحاً أن “الاتحاد الاوروبي مستعد للمساهمة في المساعدة الفورية للأعوام من 2010 الى 2012”، ولكنه لم يعلن عن ارقام هذه المساهمة. ولكن الصحيفة الالمانية اوضحت نقلا عن مصادر دبلوماسية ان قيمة هذه المساعدة ستكون بين “1 و3 مليار يورو”. وكان الاتحاد الاوروبي حدد بمئة مليار دولار سنويا حاجات الدول الأكثر فقراً كي تتمكن من مواجهة تأثيرات التغير المناخي بين 2013 و2020. ومن جانبه، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان بسلوك “مسؤول” تجاه البيئة من اجل التخفيف عن “الفقراء والاجيال المقبلة”. وقال البابا “اتمنى ان تساعد الاعمال (في كوبنهاجن) على تحديد أعمال مثمرة للخلق ومن أجل تنمية تضامنية تقوم على كرامة الفرد الانسانية وتصب في مصلحة الجميع”. وأضاف أن “انقاذ الخلق يتطلب تبني اساليب حياة بسيطة ومسؤولة خصوصا تجاه الفقراء والأجيال المقبلة”.