الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

34 قتيلاً بمعارك بين الجيش و «القاعدة» جنوب اليمن

21 ابريل 2012
قتل 34 مسلحا، بينهم جنديان، بمعارك عنيفة، اندلعت ليل الخميس واستمرت حتى صباح الجمعة، بين الجيش اليمني ومقاتلي تنظيم القاعدة، على مشارف مدينة زنجبار وبلدة “لودر”، بمحافظة أبين جنوبي البلاد، فيما حذرت وزارة الداخلية اليمنية من هجمات انتحارية بسيارات مفخخة على محطة تسييل الغاز الطبيعي في محافظة شبوة (جنوب شرق)، في حين دعا رجل الدين، الشيخ عبدالمجيد الزنداني، الحكومة الانتقالية إلى التحاور مع تنظيم القاعدة شريطة تخليه عن “حمل السلاح”. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أن قوات من اللواء 39 مدرع، واللواء 25 ميكانيكي، المرابطين منذ شهور، جنوب مدينة زنجبار، “حققت تقدما كبيرا باتجاه هذه المدينة الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الشريعة” المتشددة، والمرتبطة بـ”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” منذ أواخر مايو الماضي. وكشف مصدر عسكري يمني عن مقتل 18 مسلحا من “القاعدة” وإصابة عشرات آخرين في هجوم مباغت شنه الجيش على معاقل التنظيم في منطقة “المراقد”، جنوب زنجبار، مؤكدا أن الجيش تمكن من السيطرة على “عدد من المواقع والتباب”، التي كان يتمركز فيها المسلحون المتشددون، والذين قال إن بعضهم لاذوا بالفرار. وأفاد مصدر محلي في الضالع (جنوب) لـ”الاتحاد” بأن من بين القتلى الـ18 شابا من أبناء مدينة الضالع، يدعى معاذ فضل عبدالرحيم، مشيرا إلى أن والده، الذي يمتهن التجارة، “فوجئ” بسماع نبأ مقتل نجله، الذي لم يكن يعلم بارتباطه بتنظيم القاعدة، خصوصا أنه كان يدرس في كلية الصيدلة بجامعة عدن. وأوضح المصدر العسكري السابق أن جنديين قتلا وأصيب سبعة آخرون في هذه المواجهات، التي اعتبرها “ضربة قاصمة” تلقاها تنظيم القاعدة، الذي يفرض سيطرته، منذ قرابة العام على أجزاء واسعة من محافظتي أبين وشبوة الساحليتين. وأكدت وزارة الدفاع أن قوات الجيش، وبدعم من المليشيات المحلية، ستواصل “التصدي لعناصر الإرهاب” حتى يتم “تطهير ما تبقى من المناطق التي يوجدون فيها”. كما قتل 14 من مقاتلي تنظيم القاعدة، ليل الخميس الجمعة، في معارك مع قوات من الجيش ومسلحين قبليين موالين للحكومة، شرقي بلدة “لودر”، شمال محافظة أبين. وقال مصدر بالسلطة المحلية في “لودر” لـ”الاتحاد” إن مواجهات عنيفة اندلعت خلف محطة الكهرباء، شرق البلدة، مشيرا إلى سقوط قتلى في صفوف المسلحين المتشددين، وجرح عدد من رجال المقاومة الشعبية الموالية للجيش اليمني. وأكدت وزارة الدفاع اليمنية، عبر خدمة الرسائل النصية للجوال، مقتل 14 من عناصر تنظيم القاعدة في هذه المواجهات، التي استمرت بشكل متقطع حتى صباح أمس الجمعة، حسب المصدر المحلي.وأعلن مسؤول يمني حكومي، نزوح 90 أسرة من بلدة “لودر”، جراء المواجهات العنيفة المستمرة منذ 12 يوما، والتي خلفت أكثر من 230 قتيلا. وقال رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في بعض المحافظات الجنوبية، عبدالله الدحيمي، إن عدد النازحين قابل للزيادة بسبب “الأعمال التخريبية لعناصر تنظيم القاعدة التي ألحقت الدمار” بالبلدة الواقعة على نقطة اتصال بين ثلاث محافظات يمنية. وأكد أن السلطات اليمنية تعمل على “تأمين الاحتياجات الإنسانية الضرورية للأسر النازحة بغية التخفيف من معاناتهم”. بدورها، كشفت وزارة الداخلية اليمنية، عن مخطط “إجرامي” لتنظيم القاعدة يستهدف منشآت اقتصادية في محافظة شبوة، خصوصا محطة تسييل الغاز الطبيعي المسال، في ميناء بلحاف، الجنوبي، والتي تديرها شركة “توتال” الفرنسية، والحكومة اليمنية. وأفاد مركز الإعلام الأمني الحكومي بأن تنظيم القاعدة يعتزم تنفيذ ست هجمات انتحارية بسيارات مفخخة، تستهدف “محطات وشركات الغاز في مديرية بلحاف”، خصوصا مقر منشأة محطة تسييل الغاز الطبيعي “التي يوجد فيها عدد من الأجانب”. ووجهت وزارة الداخلية السلطات الأمنية في شبوة بـ”تعزيز إجراءات الحماية على محطات وشركات الغاز”، و”التحلي باليقظة الأمنية للتصدي لأي أعمال تخريبية” والتعامل مع هذه التهديدات “بجدية”. وتملك ثلاث شركات كورية جنوبية أسهما في محطة تسييل الغاز، التي افتتحت عام 2009، كأكبر مشروع صناعي في اليمن، بتكلفة مالية قُدرت بـ4.5 مليار دولار. واعتبرت الداخلية اليمنية مخطط “القاعدة” لاستهداف هذه المحطة، أنه انعكاس لـ”حالة إفلاس وانهيار حقيقي يعاني منها التنظيم بعد الضربات الموجعة التي تعرض لها” مؤخرا، وبالتحديد منذ تنصيب الرئيس الانتقالي، عبد ربه منصور هادي، أواخر فبراير الماضي، خلفا للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يتهمه معارضوه بدعم انتشار وتوسع “القاعدة”، خلال تفاقم موجة الاحتجاجات الشبابية المناهضة له، العام الماضي. ومنذ أواخر نوفمبر، ينظم اتفاق قدمته دول مجلس التعاون الخليجي، عملية انتقال السلطة في اليمن، خلال عامين وثلاثة شهور، وذلك لمنع انزلاق هذا البلد إلى أتون حرب أهلية على خلفية الاحتجاجات المؤيدة والمناهضة للرئيس السابق. واستغلت الجماعات المسلحة في اليمن، وعلى رأسها تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي الشيعية، موجة الاضطرابات في البلاد التي أضعفت دور الحكومة المركزية في صنعاء، في بسط نفوذها على مناطق جديدة في الجنوب والشمال. وفي هذا السياق، دعا رجل الدين المتشدد في اليمن، ومؤسس ورئيس جامعة “الإيمان” الدينية المثيرة للجدل، الشيخ عبدالمجيد الزنداني، الحكومة الانتقالية، إلى “التحاور مع كافة القوى والجماعات” المسلحة، شريطة “أن يقوم هذا الحوار على أسس واضحة أبرزها الامتناع عن حمل السلاح”. ولفت الزنداني، المتهم من قبل الولايات المتحدة بتقديم دعم مالي لتنظيم القاعدة، إلى أن اعتداء “تلك الجماعات المسلحة” على المدنيين والمصالح العامة والأجنبية “شيء مرفوض” في الشريعة الإسلامية، وقال “لا يجوز الاعتداء على مصالح الدول الأجنبية التي بينها وبين المسلمين معاهدات ومواثيق”. وطالب الزنداني، في تصريحات صحفية، نُشرت أمس الجمعة، الحكومة والشعب اليمني باتخاذ موقف “موحد” تجاه أي جماعة ترفض التخلي “عن حمل السلاح”، مؤكدا مسؤولية “الدولة” عن حفظ “الأمن والاستقرار” في هذا البلد المضطرب أمنيا وسياسيا واقتصاديا، منذ أكثر من عام. ومنذ أمس الأول، عززت الأجهزة الأمنية اليمنية إجراءاتها الأمنية حول مقر السفارة السعودية بصنعاء، تحسبا لتعرضها لهجوم، على خلفية تهديدات أطلقها التنظيم، مؤخرا، والذي كشف عن اعتقاله نائب القنصل السعودي في عدن، عبدالله الخالدي، المخطوف منذ أواخر الشهر الماضي.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©