الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهند» يسبب خلافات أسرية.. و«جزيمة» تغير اسمها إلى هيفاء

«مهند» يسبب خلافات أسرية.. و«جزيمة» تغير اسمها إلى هيفاء
5 مايو 2014 17:39
هناء الحمادي (أبوظبي) لم تكتمل فرحة زوجين بأول مولود لهما، ذلك أنهما جمعا الجيران على صراخهما المرتفع، وتبادلهما الشتائم، وصولاً إلى الاشتباك بالأيدي، أما السبب، فيعود إلى أن الأم سمت مولودها مهند، في حين كان الوالد يصر على تسميته باسم والده، وبعد تدخل الجيران، تم الاتفاق على الاحتكام للقرعة لحل المشكلة، لكنها زادتها تعقيداً، بعد أن انتهت لمصلحة مهند على حساب رغبة الأب، الذي رفض قبول النتيجة، فما كان منه إلاّ أن أرسل الأم ورضيعها إلى منزل أبيها. وأقسم بأنه لن يعيدها إلاّ بعد أن تزيل اسم مهند من قائمة طلباتها. أسماء المواليد أصبحت في بعض العائلات تثير الكثير من الجدال والخلافات الأسرية، وقد تصل أحيانا إلى طرق مسدودة تكون نهايتها أروقة المحاكم، حيث يصر الزوج على اختيار اسم ابنه معتمداً على تسمية الولد باسم والده أو اختيار أحد الأسماء ذات الاعتبارات الأسرية القديمة، بينما تحرص الزوجة على اختيار أسماء ذات طابع متطور وحديث، وبين الشد والجذب والتطاول بالألسن حيناً آخر بتمسك أحد الزوجين، خاصة المرأة برأيها لاعتقادها أن عدم تحقيقه يلغي هويتها وكيانها كأم، تبرز في الجانب الآخر معضلة في اختيار اسم المولود الجديد، وهي فرض الأقارب أو والدي الزوجين رأيهم في الاختيار، وغالباً ما يوافقهم من باب الاحترام والتقدير، الذي يدفع ثمنه الابن أو الابنة مستقبلاً، خاصة وإن كان الاسم من الأسماء القديمة أو التي تتصف بالغرابة والقسوة. اسمي يزعجني على الرغم من تعدد العوامل التي تلعب دوراً في اختيار اسم المولود، إلاّ أن الفكرة غير المعقولة، تتجلى في قيام البعض بتسمية مواليدهم أسماء مزعجة أحياناً، وهذا ما حصل مع العشرينية وفاء سليمان طالبة جامعية، التي تحتفظ باسمها الحقيقي وكأنه إحدى الأسرار العسكرية، حيث تحيطه بكتمان شديد، فهي لا تجرؤ على إخبار صديقاتها بأن اسمها في الأوراق الرسمية هو «نافرة»، لافتة إلى أنها عندما تضطر إلى البوح به في إحدى الدوائر الرسمية تشيح بوجهها جانباً، وتكتفي بإبراز بطاقتها وتحضّر نفسها للإجابة عن الأسئلة المتكررة حول معنى هذا الاسم، وتقول: لطالما شاهدت معالم الدهشة على من يقرأ اسمي، لافتة إلى أن ولع أبيها بالأسماء القديمة، هو الذي دفعه إلى تسميتها بهذا الاسم. في المقابل لطالما تمنت بارعة عباس موظفة، أن تعود بالزمن إلى يوم ولادتها لتطلب من أمها تغيير هذا الاسم الغريب، الذي يرافقها كظلها مسبباً لها الإحراج، أينما ذهبت، وإذ تتذكر كيف كانت تتوسل لمعلماتها كي لا ينادينها في الصف باسمها الرسمي، متسائلة «لا أعرف هل انتهت الأسماء الجيدة، أو لم يكن في عهدي أسماء بنات جميلة يمكن أن يختارها والداي لي؟ إنني أستغرب من بعض أولياء الأمور عندما يأتي مولوداً جديداً لهم، يختارون أسماء غريبة وقد تكون مكروهة أحيانا للطفل نفسه، مما يسبب له الإحراج لدى زملائه أو معلميه». وتضيف: نتيجة لاختيار الوالدة لهذا الاسم والذي يعني «متفوقة علماً وفضيلة وجمالاً، إلا أنني أجده يسبب لي الإحراج كثيراً لدى زميلاتي وهُن يرددن اسمي بكل استهزاء فيما بينهن، مما دفع بي ذلك إلى أن أطلب من والدي تغير الاسم، الذي قُبل طلبي بالرفض القاطع ولا عودة له بتاتاً، ونتيجة لذلك حدثت الكثير من المشاكل بين والدي مما جعل الأمر يتطور ويصل لمكوث والدتي في منزل جدي، بينما أصر والدي على اختيار اسم «أمل» لينادى بي في المنزل وفي المدرسة وذلك لينقذني من عدم تقبلي لهذا الاسم. اسم جدتي ويبدو أن حال الاسم بارعة كانت أفضل من جذيمة سعد طالبة الهندسة، التي سميت تيمناً بجدتها، وتعترف بأنها لم تدرك أن اسمها يعود إلى جيل جداتها، إلاّ عندما التحقت بالسنة الأولى لها في المدرسة: وجدت أن اسمي غريب بين صديقاتي، ولا يشبه أسماءهنّ من حيث الحداثة فأحسست بكثير من الانزعاج، وبحسب ما تقول: اسم جذيمة على قدمه، يحمل معنى جميلاً، ألا وهو ما يقطع بسرعة. لكن ما أزعج جذيمة أنه كان منتشراً بين النساء المسنات، ولا تخفي أنها سألت نفسها باستمرار لماذا تحمل اسماً قديماً، وصديقاتها حتى أخواتها في البيت لديهنّ أسماء حديثة وعصرية؟ ثم تضحك وتقول: «في البداية اخترت لنفسي اسم هيفاء، وطالبت أهلي بأن ينادوني به، وأخبرتهم أنني لا أمانع عندما أكبر في تسميتي جذيمة، وتتحول ابتسامتها إلى ضحكة وهي تقول: كنت أظن أن الأسماء محدودة الصلاحية ويمكن تغييرها لتكون مناسبة للعمر، ولكن، عندما لم ينجح الأمر معي ذهبت إلى أبي محتجة ومطالبة بتغيير اسمي، فأخبرني والدي أنه سماني على اسم أمه وقد كانت امرأة حكيمة، وذات كلمة مسموعة في أسرتها. أسماء مقبولة نايف النقبي أب لثلاثة أبناء، بين أنه لا يحب أن يسمي ابنه أو ابنته باسم يعير به مستقبلاً أو ما يعير به الولد أو البنت، وأن يبتعد في تسمية الابن خاصة عن الأسماء التي فيها نوع من التأنيث فهذا يشعره بالذل لهذه الأسماء، كذلك الفتيات ينبغي أن يسمين أسماء لا يكون فيها تشبيه ولا مثيرة للعواطف أو تتصف بالميوعة، بحيث يفتن الناس باسمها حتى إن لم يروها، بل يجب أن يكون معروفاً ومقبولاً، ولا يحدث منه فتنة، متمنياً أن تكون الأسماء الحديثة أو العصرية ليست بها نوع من الدلع، كما لا ينبغي أن يتسمى بها أو يتخلق بأصحابها. وعن تسمية أبنائه فقد اتفق هو وزوجته في اختيار أسماء مناسبة لأبنائه الثلاث «زايد، منصور، ميرة»، وكان ذلك من غير تدخل بقية أفراد الأسرة، حتى لا يتضايق أي فرد من أفراد عائلة زوجته أو عائلته، مستغرباً في الوقت ذاته من المشكلات التي تحدث أحياناً بين الأزواج على تسمية المواليد، حيث إنها في نهاية الأمر لا بد من التنازل بين الزوجين، وعدم تدخل الأسرة أيضاً، وإلا كيف سيحلان مشكلتهما الأخرى إذا لم تكن هناك قاعدة اتفاق بينهما في أبسط الأمور. وعلى الطرف الآخر شعر، رضوان أحمد، معلم، بالندم حين خلط مشاكله الزوجية وبين اختيار اسم ابنه الوحيد، بأنه سمح لأهله وأهل زوجته بالتدخل والاختيار، فقد سمى اسمه اسمين: فيصل في شهادة الميلاد وضرغام ويعنى «أسد» ينادى به، ويقول «اسم ابني في السجل ضرغام وأهلي من اختاروه وينادى به فيما بيننا، والآخر ينادى به عند أهل زوجتي، وهذا ما جعل ابني يشعر بالضيق والضجر بين رفاقه ليسألني عدة مرات ما اسمي بالضبط؟ وماذا أقول لزملائي وإدارة المدرسة في مدرستي، وعن أي اسم أقول لهم؟ أبناء يتعرضون للقلق الاجتماعي القلق والتوتر هو غالبا ما يشعر به الأبناء الذين يحملون أسماء غريبة وقديمة، هذا ما أشارت إليه غادة الشيخ استشارية أسرية بقولها إن الأبناء كثيراً ما يتعرضون للقلق الاجتماعي، حين تكون أسماؤهم ملفتة للنظر وغريبة نوعاً ما، أو مكروهة، مما يضطر البعض منهم من تجنب تعليقات واستهزاء الآخرين لهم أو يتجنب التجمعات معهم، لكن في مقابل ذلك تؤكد أن هناك أسماء لمواليد تعكس التفاؤل حين يدركها الأبناء في مرحلة الفهم. وأوضحت أن للاسم أثراً على صاحبه، فإذا كان الاسم به نوعا من القسوة أو الغلظة، فإن ذلك ينعكس على صاحبه حيث يكون ذا طبع قاس، ويميل إلى العنف في تعامله مع الآخرين، وإذا كان في الاسم ما يدعو إلى السخرية والاستهزاء مال صاحبه إلى العزلة وعدم الاختلاط بالناس، والعكس صحيح، فإذا كان الاسم يحمل معنى جميلاً وجذاباً عزز الثقة في نفس صاحبه وأصبح أكثر توافقاً من الناحية الاجتماعية. وإذا حمل الاسم شخصية من الشخصيات التاريخية العظيمة جعل صاحبه يتطبع بطبائع تلك الشخصية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©