الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتاب الورقي يستعيد مكانته في عرس أبوظبي الثقافي

الكتاب الورقي يستعيد مكانته في عرس أبوظبي الثقافي
5 مايو 2014 12:27
مع التوسع في استخدام الكتاب الإلكتروني تأثرت حركة الورقي إلى الحد الذي ترك أثراً على سعر الأخير، في محاولة من أصحاب دور النشر لمواكبة تنامي الاعتماد على التكنولوجيا، على الرغم من تأكيد الجميع أن أهمية القراءة التقليدية لم تتراجع كثيراً كونها الأصل والمرجعية التي يمكن الوثوق بها لكل دارس أو باحث أو عاشق للثقافة والفكر بمختلف أشكالها، ولجأت بعض دور النشر إلى تخفيض الأسعار وتعدد العناوين وتنوع الإصدارات، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمعرض أبوظبي للكتاب في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بأبوظبي، من 30 أبريل الماضي حتى 5 مايو الجاري بمشاركة أكثر من ألف جهة عارضة تمثل 50 بلداً. أحمد السعداوي (أبوظبي) تحول معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والعشرين، إلى ساحة كبيرة لعرض أشكال الفكر الإنساني وإبداعاته المنتمية إلى مختلف الشعوب والثقافات، وسط اهتمام واسع بكل ما تضمنه المعرض من لآلئ الفكر وعظيم المشروعات الثقافية، واختلفت وسائل العرض هذه بين مطبوعات ورقية وأخرى إلكترونية، تماشياً مع نمط الحياة العصرية التي دخلت التقنية في كل تفصيلاتها. جبران أبوجودة، مسؤول دار الساقي، قال رغم إن التقنيات السمعية والبصرية التي تتطور بشكل سريع، إلا أن هذا لا ينفي الجيل الورقي، الذي يتمتع بمداه ورؤيته كما أن جيل الشباب مازال يقبل على الأوراق المطبوعة، ويتمتع بعلاقة خاصة مع الورق عكس الحالة الجافة مع الشاشة. الانتشار التكنولوجي وبالنسبة للفارق بين سعر الكتاب الورقي والإلكتروني، وكيف لأصحاب الأول من دور نشر أن يقاوموا الانتشار التكنولوجي الذي يتميز برخص سعره، أوضح أن المطبوع له كلفة محددة، أما الإلكتروني فأقل منه بسبب القرصنة والطغيان على حقوق المؤلفين والمبدعين، ولكن إذا تم احترام هذه الحقوق سيكون السعر متقارباً إلى حد كبير، ولن يكون الفارق فقط سوى في سعر الورق، ولكن الوقت الحالي يذهب معظم جهد الكاتب نتيجة وسائل غير قانونية. وأضاف: مع ذلك يستخدم الكتاب الرقمي في نواحي مهمة، وكل نوع له مميزاته ولا يمكن أن يقضي الإلكتروني على الورقي، ونحن كناشرين، حرصنا على الدخول إلى العالم الإلكتروني، وهناك مجموعة من الكتب تتواكب معه، ولسنا خائفين الآن على الورقي كون جيل من هم في الثلاثينيات والاربعينيات لم يزل معتزاً بالكتاب ويحرص على الاحتفاظ به. متعة القراءة وأشار إلى أن الباحث عن المتعة في القراءة لابد من أن يصل إلى الكتاب المطبوع، لأن التعامل مع الشاشة الجافة يصيب القارئ بالملل، وحتى الشباب والأجيال الصاعدة، لا يستطيعون الاستغناء عن المطبوع رغم سعره المرتفع نسبيا عن الإلكتروني. الكتب المتخصصة محمد عبد العاطي محمد، مسؤول مكتبة الوفاء القانونية، أورد أن نشر الكتب المتخصصة وتوزيعها لا زال بعيداً عن العالم الإلكتروني، وعلى الرغم من بقاء أسعارها مرتفعة، إلا أن ذلك لا يعطي الفرصة للعالم الإلكتروني لسحب البساط من تحت أقدامها، ومع أن بعض الكتب المتخصصة يتم نشرها إلكترونيا إلا أن النوعيات ذات الأهمية المتقدمة منها والتي تشهد تغيراً باستمرار مثل كتب القانون ستظل الغلبة فيها إلى الكتب الورقية رغم ارتفاع أسعارها، رغم أن هناك بعض التخصصات مطروحة على الشبكة العنكبوتية والبرامج الإلكترونية. انتشار الكتاب الإلكتروني أثر بشكل لافت على أسعار الورقي، وأسهم في الحد من زيادتها المتتالية خلال السنوات الماضية، هذا ما ذكره أحمد أسامة شتات، مسؤول بإحدى دور النشر، وقال: مع ذلك تبقى الأفضلية للورقي كونه الأصل، وخال من كثير من المشكلات التي يشعرها المتعاملون مع الإلكتروني كأن يتلف القرص المدمج، أو يصيب فيروس أحد الأجهزة الإلكترونية التي يتم التعامل بها مع الكتاب الإلكتروني. ظروف النشر ومن مسؤولي دار نشر الكتب الإلكترونية، قال محمود الجابري، المشرف على جناح المركز المصري لتبسيط العلوم المتخصص في النشر الإلكتروني، إن ظروف التطور التكنولوجي أثرت بطبيعة الحال على الكتاب المطبوع وقللت الإقبال عليه بسبب ارتفاع أسعاره عن الإلكتروني، ما دفع أصحاب هذا النشاط إلى محاولة الحد من أسعار الورقي على الرغم من وجود عديد من محددات هذا السعر، يكون أغلبها خارجاً عن إرادتهم. وأوضح أن الكتاب الإلكتروني، فضلا عن سعره المخفض يحمل عديداً من الفوائد العملية لمستخدميه، كون هناك معلومات ومعارف معينة لا تصل إلا من خلال الكتاب الورقي والقرص المدمج سوياً، حيث يقوم الأخير بالتطبيق العملي لما هو مشروح ومفسر في المطبوع، مشيراً إلى أن الكتاب الورقي أسعاره مرتفعة أحيانا بشكل لافت، وعلى سبيل المثال بعض أنواع الموسوعات الرقمية لا يتخطى سعر النسخة الإلكترونية منها 75 درهماً، بينما الورقي يصل إلى الألف، خاصة بالنسبة للموسوعات الضخمة الحجم مثل كتب التفاسير وغيرها. ولفت إلى أن الكتب الورقية لها جمهورها الذي لن يستغنى عنها أبداً، والمشكلة تكمن في مواقع الشبكة العنكبوتية التي تتيح تحميل كثير من الكتب مجاناً وغالبها مسروق من أصحابها الأصليين، ومع ذلك قارأها لا يشعر بمتعة القراءة ويعود مرة أخرى إلى الورقي، وهذا تبعاً للعديد من الوقائع التي شهدها بنفسه. الأرشيف الوطني يثري منصته بركن خاص للأطفال استقبل ركن الأطفال في منصة الأرشيف الوطني بمعرض الكتاب أول زائرة وكانت من ذوي الاحتياجات، وقد استطاعت أن تبدع في رسم علم الإمارات، وأشادت والدتها بمبادرة الأرشيف الوطني التي سخرت الوسائل والأساليب الطفولية الممتعة لتجذب الأطفال. ولاقى ركن الأطفال في المنصة إقبالاً من الأطفال، وقد استهدف الأرشيف من مبادرته هذه توثيق الروابط بين الطفل وتاريخ وطنه، وانتمائه وولائه للوطن ورموزه، وجرى استقبال الأطفال مرتادي الركن في ورش فنية، وفق خطوات محددة تبدأ بقراءة قصة، ثم يطلب منه رسمها مستعيناً بما ترسخ في مخيلته عنها، وبناء على هذه الخطوات المنظمة استطاع الأطفال التعبير باللون عما استوعبوه، وأبرز القصص التي يحرص ركن الأطفال على وصولها لرواده: قصة علم الاتحاد، قصة قيام الاتحاد، قصة قصر الحصن، والحدود السياسية والجغرافية لدولة الإمارات. واستقطب ركن الأطفال - الذي يعد المبادرة الأولى من نوعها للأرشيف الوطني- عدداً كبيراً من الزوار الذين كانوا يتوقفون فيه وقتاً طويلاً محاطين بالعناية والاهتمام، وأشرف على هذا الركن مختصون بالبرامج التعليمية الموجهة للطفل من موظفي الأرشيف الوطني. (أبوظبي - الاتحاد) مدير تسويق: المطبوع له جمهوره ويحتفظ بقدره بين القراء أوضح يوسف الخطيب، مدير التسويق بجناح واحة البرامج المشارك ضمن فعاليات المعرض، أن الإقبال على الكتاب الإلكتروني في عالمنا العربي لم يزل ضعيفاً جداً، والبعض يعتقد خاطئاً أنه سيدحض الورقي ويؤثر على أسعارها. وأكد أنه من خلال متابعته للسوق، لم يجد أثراً واضحاً لهذا الرأي، لأن الورقي له جمهوره وسيبقى إلى الأبد، ومنذ سنوات طويلة نعيش ثورة تكنولوجية ومع ذلك فإن المطبوع يتطور يوماً بعد يوم ويحتفظ بمكانته بين الجمهور. وذكر أنه من أفضل سبل ديمومة المطبوع واستمرار مسيرته بين الأجيال، ما تقوم به دولة الإمارات ممثلة في العاصمة أبوظبي، التي ترعى مبادرة دعم شراء الكتب لطلاب المدارس. محرك بحثي وتبعاً لملاحظته، أورد الخطيب أن نسبة قدرها بـ 75 في المائة من جمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يشتري كتباً ورقية سواء كانوا زواراً عاديين أو طلاب أو مثقفين، أما الكتاب الإلكتروني، سيزيد الإقبال عليه بمرور الوقت، لكن دونما الاستغناء عن الورقي مهما ارتفع سعره، ويدلل على ذلك أن المؤسسة التي ينتمي إليها، تنتج ثلاثة ملايين ورقة إلكترونية بعنوان «الجامع الكبير»، وهي عبارة عن محرك بحثي، ومع ذلك لابد من الرجوع إلى الأصول الورقية، حتى يتم التأكد من المعلومة التي يستخدمها الباحث أو الطالب. وقال: هكذا يوفر الكتاب الإلكتروني كثيراً من الجهد والوقت للوصول إلى معلومة بعينها، فهو يعد معيان مهما للطلاب والباحثين ويعتبر قاعدة بيانات عظيمة، وفي هذا الإطار يجب على المدارس استخدام الوسائل التعليمية الإلكترونية التفاعلية، وهنا الحديث لا يكون عن كتاب ثقافي، حيث يخضع الطالب لعملية تعليمية وليست تثقيفية. أسلوب تفاعلي ودعا إلى الاستعانة بهذا الأسلوب التفاعلي في العملية التعليمية من خلال برامج إلكترونية قادرة على جذب الطالب، وهذا لن يلغي دور المعلم، ولكن يؤثر فقط على المنهاج الورقي. وعودة إلى السعر، قال، إنه لا يعتقد أن في ذلك مشكلة كون المنطقة العربية، لا تمثل رقماً على مستوى صناعة الكتب الإلكترونية في العالم. أما بالنسبة لعمليات السرقة الأدبية والقرصنة الإلكترونية وتأثيرهم على أسعار المنتجات الأدبية والثقافية المطبوعة، موجودة ولكن تأثيرها محدود للغاية. أسهمت في تشجيع الأطفال العرب على القراءة مجلة «ماجد» تحتفي بالمتنبي خلال فعاليات المعرض تشارك مجلة ماجد، إحدى مطبوعات «أبوظبي للإعلام» في المعرض وتعد مجلة ماجد التي تصدر في أبوظبي أكثر مجلات الأطفال انتشاراً على امتداد الوطن العربي، وقد احتفلت في 28 فبراير الماضي بمرور 35 عاماً على مسيرتها المتميزة في خدمة الطفل الإماراتي والطفل العربي على حد سواء. وخصصت المجلة عددها الصادر في 30 أبريل للحديث عن الشاعر العربي المتنبي الذي زيّن غلافها، ويتضمن العدد معلومات وقصصاً عنه وأشعاره المعروفة بهدف تعريف الأطفال به. وحول المشاركة في المعرض، قال محمد إبراهيم المحمود، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لأبوظبي للإعلام إن المعرض نجح في ترسيخ مكانته كأكبر وأهم حدث من نوعه في المنطقة، إلى جانب تعزيز مكانته الرائدة في قطاع النشر في العالم، ونحن فخورون بمشاركة المجلة دائماً في هذا الحدث الثقافي البارز، موضحاً أن المشاركة تتيح لفريق العمل فرصة التواصل مع شريحة أكبر من القراء الأطفال، والتفاعل مع أسرهم بما يضمن دعم الجهود الرامية لتشجيع الجيل الجديد على القراءة والحرص على صداقة الكتاب. وأضاف: تحرص المجلة منذ تأسيسها على تقديم كل ما هو مفيد وممتع للأطفال بما يضمن حصولهم على تجربة قراءة غنية تسهم في توسيع مداركهم ومعلوماتهم إضافة إلى تشجيعهم على تبنّي السلوكيات الإيجابية في المنزل والمدرسة والمجتمع، لافتاً إلى أنها أطلقت مبادرات وحملات متنوعة تهدف في مجملها إلى تشجيع الجيل الجديد على القراءة، منها مبادرة «معاً نقرأ» العام الماضي، التي دعت الأطفال لقراءة أكبر عدد ممكن من الكتب ثم إرسال ملخص عنها إلى المجلة. كما أشار إلى أنها كغيرها من مطبوعات أبوظبي للإعلام واكبت التكنولوجيا الحديثة من خلال تطوير موقع إلكتروني متميز وتطبيقات للحواسب اللوحية بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الأطفال. ومن خلال جناحها، تسعى «ماجد» إلى استقطاب زوار المعرض من الأطفال، وذلك من خلال مجموعة من الفعاليات المتميزة بالإضافة إلى عرض نسخة طبق الأصل من العدد الأول من المجلة، كما سيتم تقديم نسخة من عدد المجلة الأخير لهم، ومشاركتهم بعدد من النشاطات الخاصة بهم، وستشارك في ندوة ضمن برنامج الفعاليات الثقافية في المعرض. ومنذ انطلاقتها في 28 فبراير 1979، تصدر مجلة ماجد صباح الأربعاء من كل أسبوع، وحرصت عاماً بعد عام على الظهور بشكل متجدد شكلاً ومضموناً محافظة على تفوقها وتميزها بين مجلات الأطفال الأخرى في العالم العربي، واجتذبت بشخصياتها المحبوبة وفي مقدمتها ماجد، وتصميمها الفني الجذاب القراء الصغار من الخليج إلى المحيط، لتشكل إحدى ذكريات الطفولة المشتركة بين مختلف أبناء وبنات الوطن العربي. ويصل عدد صفحات ماجد إلى 84 صفحة ملونة غنية بالمحتوى المفيد والممتع، ويعمل على إعدادها نخبة من الكُتّاب والمتخصصين والرسامين، كما تتيح المجلة لقرائها المشاركة في إعداد صفحاتها، وبات العديد من قراء المجلة كتاباً دائمين. وأطلقت المجلة موقعها الإلكتروني بعد تحديثه، منذ أكثر من 5 سنوات، متيحة للآلاف من الأطفال الوصول إلى محتوى المجلة بكل يسر وسهولة، والمشاركة فيها من خلال المنتدى وزاوية أصحاب المواهب. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©