الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادرة «ميريدا»... وحرب المكسيك على المخدرات

7 ديسمبر 2009 21:27
خلص تقرير حكومي أميركي يوم الخميس الماضي إلى أن كمية صغيرة فقط من المساعدات الأميركية الموجهة لحرب المخدرات التي تخوضها المكسيك في إطار ما يعرف بـ"مبادرة ميريدا" قد أُرسلت لها، وذلك بسبب بطء الإجراءات البيروقراطية وطول الفترة الزمنية التي يستغرقها تقديم طلبيات الحصول على طائرات هيلوكبتر ومعدات أخرى تحتاجها المكسيك في إطار حربها المتواصلة على تجارة المخدرات. فقد أفادت دراسة أنجزها "مكتب محاسبة الحكومة" أن 26 مليون دولار فقط أُنفقت في هذا الباب قبل نهاية شهر سبتمبر الماضي، أي ما يعادل 2 في المئة من حوالي 1.3 مليار دولار من المساعدات الأمنية التي رُصدت للمكسيك في إطار البرنامج المذكور والذي يمتد على مدى سنوات. وقال مكتب محاسبة الحكومة، التابع للكونجرس الأميركي، إن التأخير يعزى أيضاً إلى قيود وعراقيل يضعها الكونجرس، وإلى الحاجة إلى إعداد الوكالات الأميركية والمكسيكية لقفزة كبيرة في تدفق المساعدات الثنائية. وبسبب هذا التأخير، فإنه "لم يتم إنجاز سوى عدد قليل جداً من البرامج ولم يتم استعمال سوى تمويل محدود حتى الآن"، كما يقول التقرير. وفي هذا الإطار، يشتكي المسؤولون المكسيكيون، المنخرطون في حملة عسكرية دامية منذ ثلاث سنوات ضد كارتيلات المخدرات، من أن المساعدات الأميركية الموعودة، مثل طائرات مروحية من طراز "بِل" وأجهزة الماسح الضوئي "سكانر" التي ترصد المواد المهربة والمخبأة في شاحنات نقل السلع، تصل بوتيرة بطيئة جدا. وهذه التعزيزات والمعدات مهمة للغاية من أجل تطوير القدرات المكسيكية وتحقيق التقدم المطلوب في ضبط عصابات المخدرات. ويشار هنا إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية كانت قد وعدت خلال زيارة لها إلى العاصمة المكسيكية في مارس الماضي بتسريع وتيرة وصول المساعدات الأميركية. وهذا ما ينشده المكسيكيون لكسب مزيد من الوقت في هذه المواجهة الصعبة. ويقول تقرير مكتب محاسبة الحكومة إن جهود هيلاري نجحت في تقليص المدة الزمنية المطلوبة للحصول على الطائرات.ومن المرتقب أن تصل خمس طائرات هيلوكبتر من طراز "بِل بي إتش 412 إلى المكسيك في وقت لاحق من هذا الشهر. وحتى الآن، أرسلت الولايات المتحدة إلى المكسيك هذا العام 26 مركبة مدرعة، و30 جهاز ماسح ضوئي (سكانر) وخمس حافلات صغيرة مزودة بتكنولوجيا الأشعة السينية. على أنه من المرتقب أن يصل خلال الفترة المقبلة، حسب التقرير دائماً، عدد غير محدد من طائرات الهيلوكبتر من طراز "بلاك هوك"، التي يستغرق صنعها عموما ما بين 12 و18 شهراً، كما تقول الوكالة، وهذا يعني أن المعدات العسكرية تستغرق وقتاً طويلاً كي تصل إلى الحكومة المكسيكية. والجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو. بوش ونظيره المكسيكي فيليبي كالديرون كانا أعلنا عن "مخطط ميريدا" في أكتوبر 2007، أي بعد 10 أشهر على إطلاق حكومة كالديرون حملة عسكرية ضد عصابات المخدرات. وتشمل حزمة المساعدات الأميركية، التي تعكس اهتماما كبيرا بالجانب الأمني، مركبات وأجهزة كمبيوتر وتدريبات للشرطة وموظفي المحاكم والسجون؛ ويتمثل الهدف في تعزيز قدرات الحكومة المكسيكية على محاربة الجريمة المنظمة، ولكن أيضاً على تحسين النظام القضائي وتحسين حكم القانون عموما. الأمر الذي يعقد هذه المساعدات ويجعلها تستهلك وقتاً أطول. وعقب صدور التقرير يوم الخميس الماضي، تعالت في واشنطن عدة أصوات تدعو إلى تحرك أسرع من أجل مساعدة المكسيك. وفي هذا السياق، قال النائب" إليوت إل. إينجل"، "الديمقراطي" عن نيويورك والذي يرأس لجنة أميركا اللاتينية التابعة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي: "في هذا الوقت الذي يخوض فيه الرئيس كالديرون حرباً مباشرة ضد عصابات المخدرات الوحشية في بلاده، ينبغي علينا أن نتخلص من الإجراءات البيروقراطية لتأمين وصول مساعدات "مبادرة ميريدا" إلى المكسيك بسرعة أكبر". غير أن مكتب محاسبة الحكومة أشار أيضاً إلى شروط يضعها الكونجرس، من قبيل شرط تحسين وضع حقوق الإنسان الذي أضيف العام الماضي وجمد 15 في المئة من المخصصات إلى أن شهدت وزارة الخارجية بأن المكسيك تحقق في التجاوزات وتتابع مرتكبيها، من أجل تشجيع الولايات المتحدة على تسريع المساعدات اللازمة لحسم المواجهة مع عصابات المخدرات. غير أن الوزارة أصدرت هذه الخلاصة على الرغم من استمرار الشكاوى بشأن وقوع تجاوزات من قبل القوات المكسيكية ونظامِ متابعةٍ قضائية غامض وفضفاض. كما استغرقت وقتاً في تعيين موظفين بسفارة الولايات المتحدة في مكسيكو سيتي، وفي الوكالات المكسيكية المستفيدة من المساعدات الأميركية من أجل إدارة زيادةٍ مرتقبة في المساعدات بسبع مرات، كما يقول تقرير مكتب محاسبة الحكومة. وقد اعترفت وزيرة الخارجية الأميركية بأن الإنفاق لم يكن بالسرعة التي كان مخططا لها. ولكنها أضافت أن ذلك لا يعكس الحقيقة كلها، حيث أوضحت أن مساعدات برنامج "ميريدا" استُعملت بشكل مكثف هذا العام من أجل تدريب الآلاف من أفراد الشرطة الفيدرالية المكسيكية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
المصدر: ميكسيكو سيتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©