الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقنيات إدارة الحوارات الصحفية تبتعد عن التحضير وتقترب من التفاعل

تقنيات إدارة الحوارات الصحفية تبتعد عن التحضير وتقترب من التفاعل
4 مايو 2014 20:15
تنجح بعض الحوارات والمقابلات الصحفية بتحقيق أصداء واسعة، لكن الكثير منها يمر مرور الكرام حتى ولو أنها تتناول قضايا حساسة بالنسبة للرأي العام، في حين أن حواراً قصيراً بشأن قضايا أقل أهمية قد يكون له ترددات واسعة بفعل كلمتين أو ثلاث قالها ضيف على تلفزيون ما أو نجح في استدراجها منه محاور بارع. ازدياد الاهتمام مع توسع فنون الحوار ونطاق الممارسين لها في السنوات الماضية لتشمل شرائح عديدة أخرى واستخدامات كثيرة، منها على سبيل المثال كيفية إجراء محادثات ناجحة لدى التقدم للوظائف، ازداد الاهتمام بتعلم أفضل الممارسات التي تساعد على إجراء مقابلات وحوارات مجدية في نتائجها، سواء للصحفيين أو غيرهم ممن يكونوا في حكمهم لظرف أو حاجة مثلا. ولهذه الغاية انشغل محللون كثر بمعرفة الخطوات الأفضل التي يجب مراعاتها في هذه الحالات، وقد حاولت كورتني سيتر، وهي مديرة في منصة برمجيات التسويق عبر الإنترنت “رافن تولز”، جمع أبرز النصائح، التي يقدمها أصحاب الخبرة من محاورين مشهورين، ولاسيما الصحفيين، الذين طوروا تقنيات حقيقية وناضجة تساعد على التواصل العميق مع الناس. ومن أهم الملاحظات التي يجب لفت نظر المحاورين إليها هي تصرفهم مع محدثيهم ليس فقط كمصدر لمحتوى مهم، بل بنية الاستفادة من كل مقابلة لتعزيز تقنيات الاتصال. وبهذا الشأن، تعترف مقدمة البرامج الإذاعية تيري جروس كيف أنها أتقنت التحدث مع الناس بأنواعهم المختلفة بفضل مقابلاتها بعدما كانت تجد مصاعب في البداية، ومن ذلك طبيعتها الخجولة. ويؤدي الوقوف على تقنيات التواصل الناجح ليس فقط إلى تعزيز القدرة على التواصل مع الناس المهمين بالنسبة للصحفيين، بل ينمي الشعور بفهم الآخرين عند العمل ضمن فريق عمل، ويشجع على الاهتمام بالتعرف على الناس الجدد بشكل أفضل. لا للتقيد من الخطوات، التي تسهم في إنجاح الحوار والمحادثات، ضرورة تحضير “ملاحظات” ثم تجاهلها، وهذا يعني درس خلفية الأشخاص، الذين نحاورهم (وبعض المحاورين يعتمد على فريق كامل لجمع المعلومات)، لكن مع عدم التقيد بهذه الملاحظات والأسئلة، لأنه من النادر أن تكون ناجحة “خلال لحظات الحقيقة. وحيث يفضل أن يعيش المحاور اللحظة ويتبع سياق الكلام الطبيعي”. وبهذا الشأن يؤكد المحاور التلفزيوني المشهور ديك كارفت أنه “ليس المطلوب أسئلة وأجوبة مملة، بل محادثة، وهذا أفضل سر وترك الملاحظات جانباً”. والمحاور الجيد هو الذي يجعل محدثيه مرتاحين بما يكفي للانفتاح، وكشف بعض الحقيقة والوقائع عن أنفسهم، وهذا يحدث فقط عندما يصل الطرفين إلى درجة من الاندماج الاتصالي، وهذا هو سبب تركيز الكوميدي مارك مارون صاحب برنامج إذاعي شهير على الاتصال أكثر من الأبحاث التي لا يتعب نفسه كثيراً بها. ويقول: “أتطلع فقط لمشاركة أصلية حقيقية من نوع ما على الهواء”. ومن الخطوات المهمة كذلك مواكبة المحاور لمحدثيه من حيث المزاج ومستوى النشاط واللغة، كما تقول مقدمة البرامج الحوارية الشهيرة كاتي كوريك وصاحبة مقولة: إنه “كلما جعلت أحدا يشعر براحة أفضل، كلما حصلت على مقابلة أفضل”. وذلك يتطلب حتى ضبط اللهجة ونبرة الصوت لتتناسب مع المحدث، وألا يكون هناك تفاوت مزعج وممل ويساء تفسيره من قبل الجمهور. علما أن لغة الجسد “قد تكون أحيانا أفضل وسيلة لمعرفة محدثك، وميزته، بحيث تتذكر دائما أن لكل شخصية ما يناسبها، إن كانت سياسية أو فنية أو اقتصادية”. استماع واستراحة من شروط الحوارات الناجحة كذلك فن الاستماع المرن، وهو أمر قد يبدو أسهل جزء من المقابلة، ولكنه قد يكون الأكثر حساسية، مع الإشارة إلى أن الاستماع هنا ليس فقط للكلمات التي يقولها المتحدث، وإنما لكيفية قولها وما يتخللها من فراغات والتوقف عندما لا يقال، وهذا مؤداه معرفة الصحفي أو المحاور متى ينتقل إلى موضوع جديد، أو أوان اللحظة الناضجة للبحث بعمق أكثر مع سؤال تابع للنقطة حول الموضوع نفسه. وتعتبر كوريك، أن “الأسئلة التي تقطع الأجوبة بناء على حسن الاستماع هي التي تستدعي أفضل الإجابات، وفرصة هذه الأسئلة تظهر فقط من استماع عميق وتشاركي”. والنصيحة الأخرى تتعلق بتعظيم الاستفادة من أي استراحة في الإجابات ولاسيما عندما يشعر الصحفي بأن محاوره لا يزال يحتفظ بشيء ما في موضوع معين، فقد يكون الصمت في نهاية الجواب والانتظار أفضل فرصة لسحب هذه المعلومات. ومن المهم التشديد كذلك على تعزيز الفضولية وممارسة ذلك في الحياة اليومية عبر ملاحظة التفاصيل الصغيرة، والتعمق في الأفكار التي تهم الصحفي، والانتباه لمن هم حوله، وكما يقول ديل كارنيجي، المدرب العالمي في تطوير المهارات: إن “جمال الفضولية هي أنها تجعلك لا تقاوم كل من حولك، وأن بإمكانك أن تصنع أصدقاء خلال شهرين بأن تصبح مهتماً بالآخرين أكثر مما يمكنك في سنتين بمحاولة تجاهل آخرين يهتمون بك”. (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©