الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كشف المستور (1 - 2)

3 يوليو 2017 01:08
تمرّ بنا الكثير من اللحظات الجميلة، ونقف معها مخلّدين تلك الذكريات بشتى الصور. في الماضي كانت العكّاسة (آلة التصوير) هي الأشهر، حيث تجسّد الأحداث عبر صورة تمرّ بمراحل عدة إلى أن تصل إلى أيدينا. واليوم سهل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الكثير، وأصبح الموضوع بسيطاً جداً عن طريق كبسة زر، وأنت في مكانك ينتشر كل شيء وفي اللحظة نفسها، لكن رب هذه الكبسة تكون رحلة ألم طويلة لك ولأسرتك. أصبح العالم صغيراً جداً على الرغم من ترامي الأطراف الجغرافية، وشبكات التواصل جعلت العالم في بوتقة واحدة. كثيراً ما نجسّد تلك المواقف التي نشاهدها والتي نعيشها بأدق التفاصيل، متجاهلين سهولة وسرعة انتشارها. أصبح الأمر عادياً، حيث نجاري الآخرين في كل شيء، قد نؤذي أنفسنا بإرادتنا، ونعرّي بيوتنا من خلال تصوير تفاصيل حياتنا بكل جوانبها، ونحن غير مدركين أنها في يوم ما ستكون سلاحاً ضدنا ونحن من قام بنشرها، أو قد نفضح إنساناً من دون قصد بسبب جهلنا وسوء تصرّف منا، حيث ننشر تلك الصور أو المقاطع أو التعليق السلبي. نحن من ساهم في نشر تلك الشائعات، والوقوف على عثرات الآخرين، فبدلاً من أن نكون له عوناً، أصبحنا له مصدر ألم، وحزن لا ينتهي، أو ربما رسمنا له نهاية خلف الأسوار الحديدية، أو كنا مصدراً لابتزازه من قبل الآخرين. فكرّ قبل أن تضغط تلك الأزرار فلا تتهاون في العواقب التي تنجم عنها. لا تكن كتاباً مفتوحاً للجميع، احتفظ بحياتك الخاصة، واحترم حياة وخصوصيات الآخرين، واحترم تلك المواقف التي تشاهدها وتفاعل معها بإيجابيّة. ما أصعب ذلك الشعور حين يرمى بصفاء نية، كان الهدف منه المشاركة فأصبح حزناً في قلبه. وآخر صوّر صورة سيارته الفارهة كي يعلم أقرب الناس أنه امتلك مقود أحلامه، بينما الآخر يعاني أعباء الحياة فلا يجد سوى ما يطعم أسرته، فبتلك الصور تتحرك مشاعر متباينة بين الحزن والفرحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©