الإمارات تدين التفجير الإرهابي في باكستان ولا إصابات بين مواطني الدولة

دانت دولة الامارات العربية المتحدة العمل الإرهابي الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 60 قتيلاً و200 جريح، إثر انفجار سيارة مفخخة أمس أمام أحد أكبر فنادق إسلام آباد، ولم يوقع أية إصابات بين مواطني الدولة· وقالت وزارة الخارجية فى بيان أصدرته أمس إن دولة الإمارات ''تدين بشدة الجريمة النكراء التى ارتكبتها عناصر إرهابية مساء أمس في العاصمة الباكستانية إسلام آباد وأوقع خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات''· وأكدت وزارة الخارجية ''تضامنها الكامل'' مع الحكومة الباكستانية في تصديها لهذه الأعمال الإرهابية ودعت الشعب الباكستاني بمختلف فئاته إلى الوقوف خلف الحكومة في جهودها من أجل مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار في باكستان· وقدمت وزارة الخارجية في ختام بيانها ''أحر التعازي'' إلى الحكومة الباكستانية وذوي الضحايا سائلة المولى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وأن يمن الله على المصابين بالشفاء العاجل· وأكد علي سيف سلطان العواني سفير الدولة في باكستان أنه ''لا إصابات'' بين مواطني الدولة في الحادث الإرهابي الذي تبعه مقتل 10 جنود باكستانيين وإصابة 12 آخرين في هجوم بسيارة مفخخة على قافلة عسكرية بشمال غرب البلاد· وقال السفير العواني إنه قام وأعضاء السفارة بالاطمئنان على المواطنين وطلاب الدولة الدارسين في باكستان، كما أجرى اتصالات مع المسؤولين في شركات الدولة العاملة في باكستان، مؤكدا أن السفارة تقوم بتوجيه الطلاب والمواطنين بعدم التردد على الأماكن العامة وأخذ الحيطة والحذر· ووصف سعادته الحادث الذي اعتبرت حصيلة القتلى فيه متحركة حتى وقت متأخر من أمس بأنه ''مؤلم جدا''، وتمنى لباكستان وشعبها الأمن والاستقرار· وجاء الانفجار في نفس اليوم الذي تعهد فيه الرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زرداري أمام البرلمان ''باجتثاث الإرهاب والتطرف''· وقال إن حكومته ''لن تسمح لأي دولة أجنبية بشن هجمات داخل البلاد''· وطلب الرئيس الباكستاني من البرلمان تقليص سلطاته الدستورية، وخصوصاً تلك التي تسمح له بحل الجمعية الوطنية وإقالة الحكومة· وبات ستة سعوديين في عداد المفقودين إثر انفجار السيارة المفخخة أمام فندق الماريوت ''المهدد بالانهيار''· وقال السفير السعودي في العاصمة الباكستانية علي عوض ''هناك ما يصل الى ستة سعوديين مفقودين بعد أن هاجم انتحاري بسيارة ملغومة فندق ماريوت''، لافتا إلى أن ''16 سعودياً كانوا مقيمين في الفندق والبعض مفقود·· بين أربعة وستة''· وحوصر عدد من الأشخاص في الفندق ووصلت سيارات مكافحة الحرائق إلى مسرح الحادث· وقال صحفي من قناة ''داون نيوز'' الناطقة باللغة الإنجليزية ''رأينا طفلين يبكيان يطلبان المساعدة من نافذة في الطابق الأعلى· لكن بعد دقائق معدودة وقبل أن تتمكن فرق الإطفاء من الشروع في عملها انتشر الدخان والحريق في كل مكان· ولم نر هذين الطفلان بعد ذلك''· وقال مختار أحمد وهو أحد شهود العيان المصابين قبل أن يتم نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى، ''رأيت مركبة تقترب من المدخل الرئيسي للفندق ثم انفجرت''· وقال مسؤول أمني -طلب عدم ذكر اسمه- إن ''المركبة المميتة كانت عبارة عن شاحنة محملة بحوالي نصف طن من المتفجرات''· وذكرت قناة ''آج'' الإخبارية أن سبعة أجانب من بين القتلى، بينما قال مسؤول طبي في مستشفى عام بإسلام آباد إنه يجري حالياً علاج ثلاثة مصابين أميركيين ودبلوماسي دنماركي في المستشفى· واشتعلت النيران في أربعة من الطوابق الخمسة بعد أن سمع دوي الانفجار الذي كان قوياً على بعد كيلو مترات· وقال مالك الفندق إنه تم إجلاء العديد من النزلاء عبر المدخل الخلفي فيما لايزال البعض محاصرين· ويقع الفندق الفاخر في منطقة تتمتع بإجراءات أمنية مشددة تقع على بعد حوالي 500 متر من مقري سكن الرئيس ورئيس الوزراء· وأحدث الانفجار حالة من الرعب في منزل رئيس الوزراء، حيث كان يقيم يوسف رضا جيلاني حفل إفطار· وذكرت قناة ''داون نيوز'' أن الرئيس آصف علي زرداري وقائد الجيش إشفاق برفيز كاياني كانا أيضاً من بين الضيوف· ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار على الفور، لكن مسلحي حركة طالبان بقواعدهم في المناطق القبلية في البلاد الواقعة على طول الحدود الأفغانية نفذوا سلسلة من التفجيرات الانتحارية في مختلف أنحاء باكستان على مدار الثمانية عشر شهراً الماضية· وفي وقت سابق كان مسؤولون أمنيون ذكروا أن عشرة جنود على الأقل قتلوا وأصيب 12 آخرون أمس في هجوم انتحاري استهدف قافلتهم العسكرية في اقليم وزيرستان المتاخم للحدود مع أفغانستان· وفجر الانتحاري سيارته المفخخة قرب قافلة تابعة للجيش تضم ما يتراوح بين 30 و40 مركبة في منطقة شمال وزيرستان القبلية، مما أسفر عن تدمير أربع مركبات على الأقل وإلحاق الأضرار بعدة مركبات أخرى· من جانب آخر قتل جنود باكستانيون على الاقل 16 مقاتلاً مرتبطاً بالقاعدة في معارك ضارية في المناطق القبلية القريبة من الحدود مع أفغانستان، حسب ما أعلن امس مسؤولون محليون· وقال مسؤول في قوات الأمن إن خمسة مقاتلين قتلوا امس قرب قرية شاكاي· وقتل البقية الليلة قبل الماضية في القرى القريبة· على صعيد آخر صرح الرئيس الباكستاني امس أن حكومته لن تسمح لأي دولة اجنبية بشن هجمات داخل البلاد· وقال زرداري، فى جلسة مشتركة للبرلمان فى الوقت الذي ضربوا فيه على مقاعدهم بأيديهم للإعراب عن تأييدهم '' لن نسمح بانتهاك سيادة ووحدة أراضينا من جانب أي قوة بدعوى مكافحة الإرهاب''