الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفنون الشعبية تسافر بالهوية العمانية إلى الحياة التقليدية

الفنون الشعبية تسافر بالهوية العمانية إلى الحياة التقليدية
4 مايو 2014 20:01
يوسف البلوشي (مسقط) تبرز الفنون الشعبية كأهم وسائل تعزيز هوية الأوطان والتعريف بها. وقد اهتمت سلطنة عمان بالفنون الشعبية، التي أسست لها قاعدة لتعليم الناشئة وأيضا لتوسيع دائرة ممارستها. واستمدت هذه الفنون من قلب عمان العاصف والغابر عندما كان العمانيون الأوائل يقطعون المسافات الطويلة مسافرين إلى البقاع المختلفة وتتباين هذه الفنون في تقديمها من خلال مثلا ركوب الخيل أو السفينة أو الأداء المرتجل أو المناسبات حيث توجد رقصات خاصة بالنساء. ومن أشهر الفنون الشعبية التي تستهوي زوار عمان هو فن الرزحة أو الرزفة الذي يعتبر أشهر الفنون الشعبية، وتقام الرزحة في جميع المناسبات السعيدة كالأعياد وحفلات الزواج. وفي الرزحة يقوم قارعوا الطبول بضرب ما يعرف الرحماني والكاسر في المقدمة، وهما نوعان من الطبول الشهيرة، ويتقدمها حامل الراية ويحملون شلة قصيرة تسمى (الهبيه) حتى يصلوا للمكان المعد للرزحة حيث يحضر شعراء، وينقسم الناس إلى صفين لدى كل صف شاعر، ويقوما بالمزاجلة الشعرية بينهما، ويكون صاحبا الطبل مع الشاعر الذي يبدأ بالشلة، ويتقدموا لكي يكونوا دورة كاملة، وفي هذه الحالة يكون صاحب الطبل ملازم لهم وعند إكمال الدورة يتوجه صاحبا الطبلان إلى الشاعر الآخر، حيث يبدأ بالشلة، وهكذا بعد إكمال دورة كاملة يتجهان إلى الصف الآخر ليبدأ بالشلة وهكذا. وفن الرزحة يعتبر من فنون الشجاعة والمبارزة بالسيف والمطارحة الشعرية التي تتم عادةً بين شاعرين متقابلين في صفين، وغالبا ما تبدأ الرزحة بالهبية حتى الوصول إلى مكان إقامة الاحتفال أو المناسبة، بعدها يقوم الشاعر نيابةً عن جماعته بارتجال شلة سلام، ويتصدى له الشاعر الموجود بالصف المقابل للرد عليه، ويستمر التحاور بين الشاعرين في موضوع معين للنهاية، وطبعا يتخلل هذه المحاورة دخول أصحاب السيوف وأداء الحركات وإظهار البراعة، وعادةً ما يكون الزفين بين شخصين يقابل كل منهما الآخر وقد يكون عدد الزفينة أكثر من اثنين حسب زيادة الأعداد المتواجدة مِمن يجيدون فن الزفن بالسيف. وخلال الرزحة ينتقل المؤدون لهذا الفن من لون إلى لون آخر، على سبيل المثال الناحية القصيرة القصافيات إلى الناحية الطويلة إلى المربوعة وهلما جرى حتى نهاية الرزحة ومثل ما بدأ الصف الأول بالسلام لا بد أن ينتهي بالوداع. ومن الفنون العمانية الشعبية المعروفة فن الميدان، الذي يستخدم طبلا كبيرا يسمى الوقافي، ويكون هناك شخص على هذا الطبل بالإضافة إلى الأثنين على الكاسر والرحماني، حيث يأتي إليه شخص أخر أو صاحب القصيدة ويلقيها إليه شعرا أو نثرا ومن ثم يقوم هذا الطبال بتلحينها على الإيقاع، وعندما ينتهي من القصيدة يقوم الشخص الثاني أو المقصود بالرد ويحذو حذو الأولى. ومن الفنون التي تشتهر بها السلطنة أيضا فن الكرنوته، وهو من الفنون الشعبية التي تشارك فيها النساء، وهو شبيهة بالرزحة عند الرجال حيث يكون هناك صفين من النساء يتوسطهما صاحب الطبل، وترقص على نغمات الطبل، ومن ثم يتقابل أربعة أشخاص كل أثنين أمام صف من النساء حيث يقدما النقود أثناء الرقصات، وعند تمايلهن بروؤسهن إليهم وهكذا إلى آخر الرقصة، عندما يطلب من الرجال الخروج من جانب النساء أو نفاذ مبلغ أحد الرجال، وينسحب وتنتهي الرقصة، أما الجانب الثاني الذي لا يستخدم فيه الطبول فيأتي في المقدمة. ويعتبر العازي من الفنون الشعبية، التي تجذب السياح، حيث ترنو إلى أسماعهم كلمات جميلة يحاولون فهمها. ويعرف العازي بأن يقوم شخص محضر قصيدة ألفية من الألف إلى الياء أو أي قصيدة أخرى وتسمى عزوة، تعطى لشخص ينشد هذه القصيدة، ويعطى سيفاً أو ترساً أو درعاً ويصف وراءه صف مكون من أربعة إلى ستة رجال يحملون البنادق، ويفتح له المجال للدخول في الميدان ويمر على جميع الصفوف ويتقدمه اثنان، من كل جانب يتبارزان بالسيوف ويلازمان المقدمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©