الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

4 تشكيليات يقدمن معالجات فنية لهموم المرأة

4 تشكيليات يقدمن معالجات فنية لهموم المرأة
21 ابريل 2012
(دبي) - أربع فنانات، وأربع تجارب فنية مختلفة يجمعها لقاء الفن، والرغبة في سرد حكاية، حكاية تبدأ من المرأة، وتنتهي إليها، ليس السرد هنا سوى لغة اللون والخطوط والوجوه، اللغة الفنية الراقية في بحثها عن أسرار علاقة المرأة بالكون ومكوناته. هذا ما نجده في معرض “ما وراء الحكاية” المقام حالياً في مرسم مطر بدبي، وهو معرض جماعي للفنانات من الإمارات الشيخة حصة بنت خليفة آل مكتوم، وأسماء الغرير، ومن الكويت سميرة بوخمسين وثريا البقصمي. عالم المرأة المحتشد بالخزائن الملأى بالحكايات الملونة هو ما يحتفي به هذا المعرض، عالم المرأة الفنانة المختلف من حيث إنها تسكب روحها الممزوجة بعطر الحكاية، وتؤلف شخصها وتكوينها، ثم تترك للمتلقي متعة اكتشاف أسرارها الصغيرة المندسة في تلافيف اللوحة. هذا المعرض الجماعي المشترك، كما جاء في البيان التقديمي للمعرض، جمعته المصادفة، والصداقة، وحكاية لا تروى بل تلمس. عطر حكاية خليجي لأربع فنانات مختلفات في الأداء والمعالجات الفنية والهموم والأفراح والحكايات، وهذا ما يخلق التميز، ولكنه ما يصنع الوحدة في الهدف الجميل والسامي المتمثل في نشر فن المرأة الخليجية والارتقاء به وتقديمه بأجمل وأنضج صورة. وجاء في البيان “قد تختلف خبراتنا الفنية ومشاريعنا وتقنياتنا، لكن يبقى هناك خط جميل يربطنا، خط فريد من المشاعر الإنسانية والشاعرية المرهفة التي تتميز بها المرأة الفنانة عندما تبدع لتقدم حكايتها كما يحلو لها. أربع فنانات نجتمع للمرة الأولى في هذا المعرض الجماعي من غير تخيل أن نصنع سيناريو الفشل أو النجاح، بل نحن على علم تام بأن اتحادنا جميل وصداقتنا دائمة ورغباتنا بالارتقاء بفن المرأة الخليجي صادقة، والمساعدة في نشره هو الهدف السامي الذي نسعى إليه، وهذا المعرض دعوة لأخواتنا الفنانات إلى خوض التجربة نفسها، لنثبت على مر الزمان أن أعمال الفنانة الخليجية والعربية محطة إبداع حضارية مسكونة بألف حكاية، تبحث من دون كلل عمن يقرأ ما وراء الحكاية”. مع الفنانة وكاتبة القصة الكويتية ثريا البقصمي، مديرة غاليري الغدير، المولودة عام 1951، نقف على تجربة رسم واقعية تماما، بل ربما كانت نسخاً لصور واقعية، سواء تعلق الأمر بالمرأة، وتناولها المتعدد من زوايا وأبعاد مختلفة أو بمشهد السمك الملون، ففي كلتا الحالين نحن حيال تجربة تحتفي بالأنوثة والتلوين في آن، فالمرأة التي تظهر وسط مشهد من السواد تبرز بزينتها وتفاصيل هذه الزينة من أقراط وقبعة للرأس غريبة التكوين. الفنانة متفرغة للفن التشكيلي والأدب، وأقامت عشرات المعارض الفردية، كما شاركت في العشرات من المعارض الجماعية، وحائزة عدداً من الجوائز. أما الفنانة الشيخة حصة بنت خليفة آل مكتوم، صاحبة مركز جذور للتواصل الفني في منطقة الشندغة بدبي، فتعمل في منطقة مختلفة، منطقة التراث وعناصره، حيث تشدها صورة امرأة تطحن بالطاحونة القديمة أو طفل يقبل جده بالطريقة التقليدية، قبل أن تنتقل لتصنع لوحة تجريدية من اللون والدوائر الصغيرة، لكن معظم أعمالها تتناول البيئة المحلية، وتعتبر ومضات من البيئة التراثية، وتسجيلاً للمشهد الفني من خلال الرموز الحركية المستوحاة من هذه البيئة. والفنانة تعتبر أن الفن حالة وجدانية تعبر عن الأحاسيس وتتفاعل مع الواقع في نسيج ملون بالمشاعر الصادقة ولا يرتبط بزمان أو مكان، وتقول إنها تأثرت كثيراً بمخزون الذكريات عندها، وارتبطت بجزئيات الطبيعة التي عاشتها في فضاءات صافية ثرية جمعتها في فسيفساء تربط بين اللون والضوء، من بحر وصحراء وبيوت قديمة، وملابس لها طابعها الخاص. الفنانة شاركت في معارض على مستوى الدولة، ونالت جوائز عدة، وهي أيضاً تتبنى العديد من المشاريع الفنية في الدولة. وللفنانة سميرة بوخمسين، خريجة جامعة الكويت - كلية العلوم قسم الجيولوجيا، تجربة تقوم على رسم ملامح وجه المرأة تحديداً، فقد بدا ذلك واضحاً في مجموعة من اللوحات، وبدورها جاءت ملهمة ومعبرة إلى حد كبير، فتارة نجدها تجسد المرأة الخليجية بعنفوانها، والهندية بأزيائها المبهرة، والغجرية برقصاتها الإيقاعية المحببة، وطوراً نساء حالمات من عالمها الخاص، في تكوينات لونية متمازجة ومتجانسة ركزت من خلالها على العناصر وتعابير الوجه بحرفية عالية تستحق الإشادة والتقدير، إضافة إلى حرصها على رسم مجموعة من أسراب الطيور الساكنة على أغصان الشجر أو المحلقة في السماء. كما أنها تركز على رسم البحر بحالاته المختلفة، فقد استطاعت بوخمسين توثيق رحلتها الفنية المهمة والممتدة إلى ما يقارب العشرين عاماً. أما التجربة الرابعة تمثلت في أعمال الفنانة أسماء الغرير، أعمال تحضر فيها المرأة تجسيداً وتجريداً، لتعبر الفنانة من خلالها عن المرأة التي لم تأخذ حقها في الحياة، على الرغم من أنها أصبحت تدرس وتعمل، ففي إحدى لوحاتها رسمت امرأة جميلة جدا وناعمة ورقيقة إلا أن عينيها مغمضتان وفمها مغلق، تعبيراً عن تغييب المرأة وتهميشها وهضم حقها وحريتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©