الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غباء الرجل يحدد جمال المرأة

غباء الرجل يحدد جمال المرأة
6 ديسمبر 2009 23:43
مع أولى خفقات قلبي لبنات حواء، اكتشفت أنني إنسان غير طبيعي، فأنا أنسى الكلام أمام الجنس الآخر بشكل عام، لكنني أفقد توازني أسرع كلما كانت القارورة أرق وأعذب، وإذا كانت تحفة فنية «صاغها الرحمن من أحلى التحف»، وقعت على قفاي، وربما ارتطمت قدماي بمنصة العرض ووقعت التحفة على الأرض متحطمة. كنت أقول إن هذا طبيعي، فأنا أصلاً خجول، وثقتي بنفسي، وإن لم تكن تهتز أمام العاصفة الشواربية، فإنها تهتز أمام النسيم العليل، وفوق هذا، أنا من بيئة فيها بعض الكبت، ومن مجتمع محافظ يضع جدراناً عازلة بين الجنسين. بالطبع التقدم في العمر ثبّت أقدامي أمام الجنس اللطيف، ولم أعد ذلك الولد السمين الذي تحمر أذناه وتكبر أمام أية أنثى ولو كانت من الكائنات الأخرى، فقد تغيرتُ كثيراً خصوصاًَ بعد أن دخلتُ في شراكة استراتيجية مع بنت من بنات حواء، وضربتْ حليفتي طوقاً أمنياً على حياتي، وأقامت حصاراً على أجوائي البرية والبحرية والجوية، لكن رغم كل ذلك، بقي في نفسي شيء من عدم الاتزان. لكن كل شكوكي في نفسي تبددت أمام دراسة هولندية حديثة أجراها علماء من جامعة رادبوت في مدينة نيمجن شرق هولندا، (ذكرتُ تفاصيل الجامعة لتكون مرجعاً للمشككين)، فقد وجدوا أن النساء الجميلات يجعلن الرجال أغبياء، لفترة من الوقت على الأقل، بعد أن راقبوا مقدرة الأداء الذهني للطلاب، بعد وقت قصير من لقائهم بزميلاتهم، ولاحظوا أن الرجال ليست لديهم القدرة على التفكير بشكل واضح، خلال وبعد وقت قصير من مقابلتهم فتيات جميلات، وأنهم يخفقون في اختبارات قياس قدرة الدماغ على التفكير والتركيز، وأن سبع دقائق كافية للرجل كي يفشل في إيجاد حلول لمشكلات سهلة، لأنه يستنفد كامل موارده المعرفية لنيل إعجاب الجميلة. طلاب في هولندا، وهي من أشهر وأعرق بلدان العالم في التساهل الجنسي، فقدوا توازنهم ومقدرتهم على التفكير بشكل واضح، وأصبحوا أغبياء لا يشق لهم غبار، ونحن نعرف أن الرضيع الأوروبي يمكنه أن يبدأ علاقة غرامية مع الرضيعة التي تنام بالقرب منه في قسم الولادة، فكيف مستوى الغباء وعدم القدرة على التفكير عند رجال المجتمعات المحافظة والمكبوتة؟ لذلك يا بني آدم، ويا عربي، ويا خليجي، ثق أولاً بنفسك، فلست الوحيد الذي يهيم على وجهه أمام الجميلات، ثم بعد ذلك اضرب مقاييس مسابقات ملكات الجمال بعرض الحائط، ولا تعتمد على معايير ذُكران التحكيم الذين يقعدون على الكراسي يبحلقون في بنات الناس من فوق إلى تحت ويمنحون الدرجات، بل اجعل من نفسك الحكم، معتمداً على معيار الغباء المذكور، والمعادلة هنا هي كالتالي: إذا مِتّ واقفاً؛ فقد كنتَ وجهاً لوجه مع جمال قتّال، من ذلك النوع الذي قال فيه مجنون ليلى: إذا ذكرتها النفسُ ماتت صبابةً.. لها زفرة قتّالةٌ وشهيقُ. وإذا أغمي عليك؛ فقد كنتَ في حضور جمال فتّاك لكنه لا يؤدي إلى الوفاة. وإذا اختلّ توازنك وسقطت على وجهك؛ فقد كنتَ أمام جمال أخّاذ. وإذا خفق قلبك واحمر وجهك وبلعت لسانك؛ فهذه أعراض الوقوف أمام جمال باهر. وإذا لم يطرأ عليك شيء وكنت متحكماً في أعصابك وذهنك؛ فأنت مع جمال عادي. أما إذا كان تركيزك عالياً، وتتحدث بطلاقة وتغرّد شعراً ونثراً، ولا شيء في جسمك أصبح أحمر اللون؛ فأنت مع جمال أقل من متوسط. وإذا كان تركيزك شديداً لدرجة أنك اكتشفت الذرة؛ فهذا لا يحدث إلا مع أنثى محسوبة ظلماً وعدواناً على الجنس اللطيف. لكن احذر من الأنثى الواقفة أمامك إذا استطعت أن تعرف سر الوجود والتوصل إلى إكسير الحياة، فقد تكون الفتاة ذكراً متخفياً. متظاهرون بلا حدود إنها عبقرية ألمانية جديدة... مجموعة من الألمان يضعون صورهم ومعلومات مفصلة عن أنفسهم (سي في، فول اوبشن بدون فتحة بالسقف) تصل حتى نمرة الحذاء، ويعلنون عن استعدادهم للقيام بالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات المناوئة والمؤيدة والمتذبذبة مقابل أجر طبعاً. نعم، يحملون شعاراتك، يهتفون، يخصصون بعض الرياضيين منهم لحمل متظاهر جهوري الصوت على الأكتاف، وربما يشتبكون مع الشرطة أو مع مظاهرة اخرى مضادة... مقابل أجر يصل إلى 150 يورو على الرأس في كل مظاهرة أو فعالية مشابهة، ويتحملون كلفة التأمين الصحي والعلاج الأكلينيكي والنفسي في حال إصابتهم بـ(خروقات أمنية)!! إنَّه مشروع ناجح يا جماعة الخير، من يشاركني في إنشاء شركة مسجلة في وزارة الصناعة والتجارة؟! كل ما علينا عمله هو استئجار مكاتب وقاعات انتظار متوسطة، ومحاسب ومدير تسويق وبضعة موظفين، والإعلان عن فرص عمل للطموحين من مختلف الأعمار، طبعاً مختلف الأعمار بلا استثناء، إذ ينبغي أن يشترك الشيوخ والشباب والنساء والأطفال حتى تبدو المظاهرة بشكل لائق وحقيقي أمام الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة. طبعاً لا داعي للتفرغ إلا إذا كنت عاطلاً عن العمل في الأصل، حيث إنَّ كل ما على المشترك في برنامجنا عمله، هو الحصول على إجازة أو مغادرة من موقع عمله لمدة ساعتين إذا كان عاملاً، والقدوم إلى المكتب لاستلام الشعارات والهتافات والانطلاق إلى موقع المظاهرة بكل أبهة وسؤدد، والباقي علينا. للعلم، أنا شاطر في تأليف الشعارات والهتافات الموزونة، وقد شاركت في الثمانينات في كتابة الكثير من الهتافات للمظاهرات التي كان يقوم بها، أو يقودها طلبة الجامعة الأردنية، ولا يزال صديقي عامر الجابر يحتفظ بمعظمها بخط اليد، وربما ينتظر وفاتي لنشرها في كتاب مطنطن يعوض فيه عن خسائره في البورصة (لكني أعتقد أنَّه سيزيد خسائره مئة ألف دينار أخرى). هناك مسوغات محلية وعربية وعالمية لنجاح هذه الشركة محلياً وعربياً وعالمياً، إذا فتحنا لها فروعاً في أرجاء العالم، وضاربنا بالأسعار على الشركة الألمانية. محلياً، دعيت أكثر من للمشاركة في مظاهرات أردنية محلية، وكنا لا نجد هناك أكثر من عشرين شخصاً وبعض الفضائيات، فنعود مخذولين لأنَّ المظاهرة تحولت إلى مؤتمر صحفي لبعض الثرثارين. عالمياً... دائماً هناك مظاهرات في كل مكان. هذه الشركة ناجحة تماماً في أرجاء الوطن العربي، سيما وأنَّ لدى كل شعب عربي المبررات والمسوغات للتظاهر لأسباب متنوعة، لكنه خوفاً من الأجهزة الأمنية في البلدان العربية يتقاعس عن المشاركة، لكن هذه الشركة تريحه من مغبة الشعور بالذنب.. مقابل مبالغ مالية قد تتكفلها الأحزاب العاملة او منظمات المجتمع المدني وهيئات حقوق الإنسان العالمية التي تدفع بلا حساب. هكذا يستطيع الحزب الشيوعي المحدود الأعضاء، مثلاً، أن ينطلق بمظاهرة عرمرمية أكبر من أي مظاهرة يمكن أن يقترفها حزب إسلامي أو قومي، مقابل بضعة آلاف (سعر المظاهرة عندنا أرخص بكثير من ألمانيا) فهو، أقصد الحزب الشيوعي، أولاً يتخلص من فائض القيمة ويحافظ على طهارته الثورية، وهو ثانياً يجعل راياته ترفرف في سماء الوطن دون أن تتعب حناجر أعضائه وعضواته. أنا الآن أبحث عن شريك استراتيجي من اجل تحويل هذا الحلم الكبير الى ممارسة يومية عملية حية، وسوف نغزو الألمان في عقر دولتهم، لأننا نستطيع تأمين رؤوس قادرة على المشاركة في النشاطات مقابل أقل من ربع المبلغ المدفوع حالياً... يا أهلا بالشركاء. علم الأفلام الهندية في طفولتي عرض في مصر فيلم هندي شهير اسمه (الصديقان).. حقق هذا الفيلم نجاحاً ساحقاً لا يمكن وصفه، وصار حديث الناس في كل مكان، ومن الغريب أنهم وزعوا علينا تذاكر العرض في المدرسة الابتدائية، أي أن الحكومة ذاتها تعتبره ذا قيمة مهمة تربوياً. من رأوه قالوا لنا وهم يمسحون عيونهم بالمناديل: ـ «فيلم مذهل .. لن تكف عن البكاء لحظة»! هكذا تلقيت درسي الأول في فن الدراما، وهو أن الفيلم الجيد يجب أن يبكي فيه الناس كأنهم في مأتم لأسرة احترق كل أطفالها. ثم ذهبت لرؤية الفيلم فوجدت التالي بلا أية مبالغة أو تلفيق: في أول خمس دقائق من الفيلم عاد (رامو) إلى البيت سعيداً ليقابله موظف وغد، يخبره أنه سيطرد من بيته هو وأمه.. يهرع رامو ليخبر أمه العجوز بهذه الكارثة، فتصرخ وتصاب بنوبة قلبية وتموت.. يصاب بالذعر ويعبر الطريق باحثاً عن نجدة، هنا تصدمه سيارة.. ويبدأ الفيلم به وقد فقد أمه وبيته وساقه وطرد من المدرسة، يمشي على عكاز ويتسول.. ثم يفتح صنبور ماء في الشارع بحثاً عن جرعة ماء فلا يجد..! كنت جالساً في قاعة السينما وسط زملائي الأطفال وأنا أعتصر عيني طلباً للبكاء.. هذا رائع.. هذا مؤثر.. أنا حزين، لكني لم أستطع البكاء.. كنت أكتم رغبة عاتية في الضحك، وتساءلت عما سيفعله كاتب السيناريو بعد ذلك، وقد استهلك كل المصائب الممكنة خلال خمس دقائق. أشهد أن الرجل كان عبقرياً واستطاع أن يخلق مصائب بمعدل مصيبة كل ثلاث دقائق.. أدمنت الأفلام الهندية، وقد اكتشفت أنها تمنح ثلاث ساعات كاملة من الدموع والحزن والميلودراما والغناء والرقص والمطاردات، وهذا يعني أنها صفقة رابحة.. إنك تنال مقابل مالك وأكثر. عملية اقتصادية بحتة. وقد عرفت أن معظم هذه الأفلام تنتج في مومباي، ويطلقون عليها اسم مدرسة بوليوود. عرفت قواعد السينما الهندية التي لا تتغير ومنها: البطلة تظهر أولاً مغرورة ومتعالية وتمقت البطل، لكنه ولد ظريف جداً وشقي.. يغني ويرقص لها ويسقط شعره على وجهه، هكذا تبدي الغيظ لكن ابتسامة تلقائية تفلت منها من حين لآخر سرعان ما تخفيها. بعد ساعة تهيم به حباً .. أشرار هذه الأفلام كنوز في حد ذاتهم.. النظرة الشيطانية ورفع الحاجب الأيسر والشارب الغليظ والثراء الفاحش، لا يفعلون شيئاً طيباً أبداً لحظة واحدة.. اغتصاب نساء وسرقة وخطف وقتل وتهريب مخدرات. دعك من التدخين طبعاً.. رأيت فيلماً هندياً يغتصب فيه الشرير البطلة وهو يدخن سيجارة!.. كيف؟ أما عن انتقام البطل فهو دائماً مذهل.. في أحد الأفلام حمل أميتاب باتشان تمساحاً عملاقاً من النهر على كتفيه ومشى به حتى قصر الشرير، ثم أطعم به التمساح في غرفة الصالون! العالم صغير جداً.. أي شخص تصطدم به في الشارع هو أخوك الذي لم تره منذ ثلاثين عاماً، وقد فرق بينكما الفيضان. أول عجوز تقابلها هي أمك التي ضاعت منك في الغابة.. قد تجوب الهند كلها وتسقط في الشلالات وتتسلق الهيملايا، لتكون أول فتاة تنقذك هي أختك التي لم ترها منذ أربعين عاماً. بطل الفيلم كائن فريد، يغني بصوت رخيم ويرقص، لكنه كذلك يضرب عشرين رجلاً فظاً فيسوي بهم الأرض.. قواعد الطب فريدة في هذه الأفلام، وما زلت أذكر ذلك المشهد في فيلم (قمر أكبر أنطوني) حيث يتبرع الأخوة الثلاثة لأمهم بالدم.. هنا يتم نقل الدم بطريقة عبقرية، هي أن يخرج خرطوم من ذراع كل ابن وتصب الخراطيم الثلاثة في وعاء كبير وهذا الوعاء يصب في عروق الأم!. طريقة تبرع بالدم لو سمع عنها (لاندشتاينر) مكتشف فصائل الدم لمات من جديد. لكن هذه الأفلام برغم كل شيء صفقة رابحة اقتصادياً كما قلت، كما أنها متعة البسطاء الحقيقية. كنت أركب حافلة وقد جلس أمامي اثنان يبدو أنهما حرفيان، وكان أحدهما يحكي للآخر قصة فيلم هندي رائع شاهده أمس: ـ «البطل مدرس .. ولديه دراجة بخارية... للبطل ثلاثة أصدقاء كلهم مدرسون وعندهم دراجات بخارية كذلك»! انتهت القصة!.. لكن المثير أن الحرفي الآخر راح يردد في لوعة: ـ «خسارة!.. ليتني ذهبت للسينما معك!.. واضح أنه فيلم رائع»! نعم.. إن الأفلام الهندية علم شديد التعقيد، فلا تتوقع أن أكتفي بمقال أو اثنين عنها!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©