الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: السعودية تمهد الطريق لخطوة أخرى من جانب أوبك

21 سبتمبر 2008 00:07
يمهد اتفاق أوبك الذي جاء متشددا على غير المتوقع بشأن الانتاج الأسبوع الماضي الطريق لإجراء أكثر حسما لدعم أسواق النفط وقد تشارك فيه روسيا وهي ليست عضوا بالمنظمة· وحتى توصل أوبك لاتفاقها في الساعات الأولى من صباح يوم العاشر من سبتمبر الجاري كان أغلب الناس يتوقعون أن تترك المنظمة مستويات الانتاج دون تغيير· لكن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والتي قالت قبل الاجتماع ان السوق على ما يرام كما هي أيدت القرار الذي اتخذ بالاجماع بالعودة إلى مستويات الانتاج المتفق عليها· وقال احد مندوبي أوبك ''الاتفاق جاء مفاجئا··· كنا جميعا نتوقع عدم التغيير''· وقال المحلل ديفيد كيرش من بي·اف·سي انرجي انه ربما يكون علي النعيمي وزير النفط السعودي قد قرر انه بذل ما فيه الكفاية لإعادة الأسواق تحت سيطرة أوبك· وأضاف انه بالاتفاق على خفض الانتاج تحصل السعودية على تأييد قبيل المهمة الأصعب وهي تنسيق تخفيضات أكبر في انتاج اوبك إذا استمر الطلب في التراجع· وبالفعل انخفض الطلب على النفط في الولايات المتحدة أكبر مستهلك له بأكبر معدل منذ الأزمة النفطية في أوائل الثمانينات· وزادت الأزمة المالية العالمية من احتمالات تباطؤ الطلب على الوقود بمعدلات أكبر· وقال كيرش ''السعوديون يحتاجون لتأييد بقية اعضاء أوبك في حال تحقق تراجع الطلب عندما يتعين عليهم اتخاذ إجراءات إضافية''· وأضاف ''السعودية هي الدولة الوحيدة التي يمكنها زيادة انتاج النفط إذا أرادت ذلك فإن التوقع السائد بين الدول الاعضاء هو انها هي التي ستخفض الانتاج أولا عندما ينخفض الطلب''· وخفض أحدث تقرير شهري لأوبك الصادر هذا الأسبوع توقعات المنظمة لنمو الطلب على النفط هذا العام وقال انها ستراقب الاستهلاك عن كثب قبيل اجتماع المنظمة المقرر عقده في الجزائر في ديسمبر المقبل· ونظريا يعني اتفاق الأسبوع الماضي أن السعودية ستخفض انتاجها بنحو نصف مليون برميل يوميا من الامدادات الاضافية التي كانت تعهدت بضخها في وقت سابق هذا العام في محاولة لتهدئة الأسعار التي كانت في ذلك الوقت تتجه نحو مستويات قياسية· لكن السعودية في الواقع يمكنها ضبط مستويات الانتاج حسبما ترى· ورغم ان النعيمي لم يدل بأي تعليق علني بعد اجتماع الأسبوع الماضي فان صحيفة الحياة السعودية قالت في مقال دون مصدر إن المملكة لا تعتزم خفض الانتاج ما لم ينخفض الطلب· ويواكب ذلك سياستها المعلنة عن أنها تنتج لتلبية الطلب· وفي يونيو الماضي في اجتماع طارئ بشأن الطاقة في جدة أعلنت السعودية زيادة الانتاج من جانب واحد ورفعت انتاجها إلى 9,7 مليون برميل يوميا· وقالت انها ستواصل الانتاج بهذا المعدل أو أكثر حتى نهاية العام إذا كان هناك طلب يضاهيه من جانب الدول المستهلكة· وبعد فترة وجيزة من اجتماع يونيو بلغ سعر النفط اعلى مستوياته على الإطلاق عند 147,27 دولار للبرميل يوم 11 يوليو· ولكنه انخفض منذ ذلك الحين إلى ما دون المئة دولار· ويعتقد المحللون أن السعودية تشعر بارتياح نسبي لتراجع الأسعار لكن أعضاء آخرين في أوبك يحتاجون بدرجة أكبر لأسعار أعلى ومنهم فنزويلا وإيران اللتين أعربتا عن قلقهما قبل الاجتماع من أن العرض يفوق الطلب في السوق· وفي الوقت نفسه فإن الدول الأعضاء التي تضخ النفط بما يقرب من طاقتها الانتاجية الكاملة قد تحجم عن خفض انتاجها إذا اتخذ إجراء يتجاوز خفض الانتاج الإضافي السعودي· وقال انتوني هافت من نيوايدج للسمسرة ''التوترات بين حكومتي السعودية وإيران أكبر مما كانت عليه من قبل''· لكنه أضاف ''الكل في أوبك يريد الابقاء على وحدة ظاهرية لا أحد يرغب في استعراض الخلافات على الملأ''· وربما تشعر روسيا أكبر منتج للنفط خارج أوبك بالقلق بشأن تراجع إيراداتها مع انخفاض أسعار النفط· وتحضر روسيا منذ فترة طويلة اجتماعات أوبك كمراقب لكنها لفتت انتباه الغرب بارسال وفد رفيع المستوى يرأسه نائب رئيس الوزراء ايجور سيتشين لمؤتمر المنظمة هذا الشهر· قال وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو امس الاول إن روسيا سترسل وفدا رفيع المستوى الى الاجتماع المقبل الذي تعقده المنظمة في الجزائر في 17 ديسمبر· ويقول محللون إنه ليس من المتوقع أن تنضم روسيا لاوبك لكنها انتهزت الفرصة لاتباع سياستها المتمثلة في تعميق العلاقات مع الدول المنتجة للنفط فضلا عن مضايقة الغرب· وقال جوناثان ستيرن من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة ''لا أعتقد أنهم يرغبون في الالتزام بقواعد غيرهم''· وأضاف ''لكن·· أي شيء من شأنه إثارة غضب الغرب ليس مرفوضا'' بالنسبة لروسيا· وروسيا التي أعلنت في الماضي خفض انتاج النفط تماشيا مع قرار أوبك تحتاج كذلك للحفاظ على ارتفاع إيراداتها لتعويض نقص الاستثمارات في قطاع النفط· وقال هالف ''الانتاج في روسيا في حالة سيئة··· انهم ليسوا في وضع يؤهلهم لرؤية انخفاض الأسعار والإيرادات بدرجة أكبر· ارى ذلك باعتباره موقفا دفاعيا أكثر منه هجوميا'
المصدر: دبي، لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©