الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

240 مليار دولار العائدات النفطية المتوقعة لدول التعاون خلال 2009

240 مليار دولار العائدات النفطية المتوقعة لدول التعاون خلال 2009
6 ديسمبر 2009 23:15
قدرت دراسة خليجية العائدات النفطية المتوقعة لدول مجلس التعاون الخليجي للعام الجاري بنحو 402 مليار دولار، مقارنة مع عائدات في العام الماضي بقيمة 537 مليار دولار بانخفاض 25 في المائة. ووفقاً للدراسة التي أصدرها مصرف الإمارات الصناعي، مؤخراً حول الاقتصادات الخليجية وتطورات أسواق النفط الدولية فإن أسعار النفط تأثرت بصورة مباشرة مع بداية الأزمة المالية العالمية نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري والتي أوجدت صدمة قوية في أسواق النفط. وأدت الأزمة إلى هبوط الأسعار من أعلى معدلاتها القياسية في شهر يوليو من العام الماضي والذي بلغ فيها سعر النفط 147 دولاراً لينخفض بسرعة كبيرة إلى 35 دولاراً في شهر يناير الماضي. وأضافت انه على الرغم من تعافي أسعار النفط من الربع الثاني من العام الجاري، وذلك بعد ظهور بوادر على بداية تعافي الاقتصاد العالمي وبالأخص البلدان الآسيوية الا ان المعدل الوسطي لسعر برميل النفط في العام 2009 والبالغ 59 دولاراً ظل منخفضاً بنسبة 38 في المائة عن متوسط سعره عام 2008 والبالغ 83 دولاراً للبرميل. ومع نهاية العام الجاري تأرجح سعر برميل النفط ما بين 67 إلى 80 دولاراً وهو ما اعتبر ملائماً للبلدان المنتجة والمستهلكة على حد سواء، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف الأزمة المالية العالمية وما تمخض عنها من تأثيرات سلبية على أسواق المال والنقد وشح في السيولة وتراجع في الأنشطة الاقتصادية والتي نجم عنها انخفاض في الطلب على النفط في الأسواق العالمية. وعلى العكس من السنوات السابقة، كما تقول الدراسة فإن انخفاض أسعار النفط في العام الجاري لم يترك آثاراً سلبية على الاقتصادات الخليجية والتي استطاعت التعامل بمرونة فائقة مع تداعيات الأزمة المالية العالمية من جهة، ومع انخفاض أسعار النفط من جهة أخرى، حيث تمكنت الاقتصادات الخليجية من المحافظة على مستويات الإنفاق التي اعتمدت في موازنات 2008 وبالتالي فإنها تعتبر من الاقتصادات العالمية القليلة التي حققت معدلات نمو إيجابية خلال العام الجاري على الرغم من تراجع نسب النمو المرتفعة التي تحققت في السنوات الخمس الماضية. وترى الدراسة أن العديد من العوامل ساعدت في التقليل من التأثيرات السلبية للازمة المالية على الاقتصادات الخليجية منها، أن المؤسسات المالية الخليجية لم تتورط بصورة كبيرة في أزمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة، كما أن أوضاعها المالية الجيدة بشكل عام مكنتها من معالجة المخصصات المالية الكبيرة نسبياً لبعض الشركات والمجموعات الخليجية المتعثرة. وفي نفس الوقت تبنت دول الخليج في السنوات الماضية سياسة متحفظة في تحديد سعر برميل النفط عند إعداد موازناتها السنوية هو ما جنبها المبالغة في بنود الانفاق العام والعجز الكبير في حالة انخفاض أسعار النفط بصورة مفاجئة وكبيرة، كما حدث في العام الجاري. وتشير الأرقام المعلنة إلى انه تم اعتماد سعر يتراوح بين 50 – 55 دولاراً للبرميل عند اعتماد الموازنات الخليجية للعام الجاري، وبما أن متوسط سعر برميل النفط تجاوز هذا المعدل ليصل إلى 59 دولاراً للبرميل وهو ما يفسر استمرار الأنشطة الاقتصادية في دول مجلس التعاون بمعدلات جيدة رغم انحسار الانشطة الاقتصادية في العالم وانكماش العديد من الاقتصادات العالمية. وينتظر بحسب الدراسة ان تشهد أسواق النفط خلال الأشهر القليلة المقبلة الكثير من التقلبات كنتيجة طبيعية لحالات التذبذب التي يمر بها الاقتصاد العالمي في محاولاته للخروج من عنق الأزمة المالية، الا أن المؤشرات العامة لأسعار النفط سوف تتجه للأعلى العام المقبل والذي سيشهد المزيد من التعافي للاقتصادات العالمية. ومن المهم كما تضيف الدراسة ان يكون لأسعار النفط دور إيجابي في عملية التعافي، وذلك بتعاون الأطراف الدولية الفاعلة وبالأخص البلدان الصناعية المستهلكة ومنظمة الأوبك للحد من المضاربات الضارة في أسواق النفط والتي عادة ما تؤدي إلى تقلبات شديدة تزيد من حدة الأزمات العالمية، وفي سبيل ذلك يمكن التنسيق بين البلدان المنتجة والمستهلكة لوضع آلية لتسعير النفط، بحيث تعكس السعر العادل لبرميل النفط من جهة وتساهم في استقرار الأسعار في الأسواق العالمية من جهة أخرى، مما يؤدي إلى المساهمة في استقرار الاقتصاد العالمي بما في ذلك أسعار المواد الغذائية التي شهدت العام الماضي ارتفاعات حادة زادت من أعداد الجياع والفقراء في العالم. وتؤكد الدراسة أن الاقتصادات الخليجية مقبلة على مرحلة جديدة من النمو في العام المقبل، حيث يتوقع أن تستعيد القطاعات الاقتصادية، بما فيها القطاعان المالي والمصرفي عافيتها وتعود لتحقيق معدلات نمو مرتفعة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©