السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سالم العسكري: رمضان زمان ألفة ومحبة

سالم العسكري: رمضان زمان ألفة ومحبة
22 مايو 2018 20:36
هناء الحمادي (الشارقة) رغم قساوة الحياة في الزمن الماضي، وشح الإمكانيات، إلا أن اللحظات البسيطة المليئة بالحب والعطاء والتواصل، ما زالت تشد كبار السن إلى الزمن الجميل، حيث تلاشت خلسة من حياتنا لتبقى في الزمن الراحل وفي قلوب من عاشوا هذه الفترة، وهي ذكريات جمعت المحبة والإخوة والتسامح والخير. المحبة والتواصل ما يميز رمضان في الزمن الماضي، فالحياة كانت مليئة بالخير والتواصل بين الأهل والجيران وعدم التبذير، حيث أطباق الأكلات البسيطة كانت أغلبها من الثريد واللقيمات والأرز والسمك والساقو، بالإضافة إلى اللبن والتمر اللذين يعتبران ركناً أساسياً في وجبة الإفطار، يتم تناولهما قبل الوجبة الرئيسة. هكذا يتذكر سالم أحمد العسكري، من إمارة الشارقة، أيام رمضان في سن شبابه، ويقول عنها: إذا جاء الشهر في الصيف كان صعباً جداً، حيث لم تكن هناك ثلاجات أو مكيفات، مقارنة بالوقت الحالي الذي تتنوع فيه وسائل التبريد وتنتشر فيه المكيفات في كل مكان، في العمل والمنزل والسيارة، وربما الشيء الذي كان موجوداً، ويباع بكميات قليلة جداً لدرجة أن الناس كانوا يتهافتون عليه هو «الثلج» ولا شيء آخر غيره، كما كان البعض من الأهالي يعتمدون على المهفات أو رش العريش بالماء أو أن يبللوا قطعة من القماش وتعليقها على قطعة من الخشب حتى يظهر من قطعة القماش هذه نوع من البراد «النسيم البارد» نوعاً ما لكي يأخذ الصائم قسطاً من الراحة، ومع ذلك كنا نصوم رمضان، ونحن نكدح في عملنا، والثواب على قدر المشقة. وحول استقبال الشهر الفضيل قبل رؤية الهلال بأسبوع، أشار إلى استعداد نساء الفريج لهذا الشهر العظيم، من خلال دق الهريس (الحنطة والقمح) في إناء مصنوع من الخشب لتحضير مكونات أكلة الهريس التي كانت تعتبر بمثابة عادة تلازم شهر رمضان، وغيرها من الأكلات التي يكثر رواجها في هذا الشهر الكريم مثل الساقو واللقيمات والثريد. وعن طبيعة عمل أهل الفريج في الماضي، لفت إلى العمل على الغوص والزراعة والصيد، فالرجال يذهبون إلى الصيد والزراعة، بحثاً عن الرزق، وقد كان البعض منهم يفطر في عرض البحر على تمرتين أو ثلاث، فالعمل آنذاك رغم حرارة الطقس ولهيب الشمس عبادة، والسعي إلى الرزق عبادة، فضلاً عن الحرص على الذهاب إلى المساجد لأداء الصلوات في أوقاتها، والاستماع وقراءة القرآن. وأضاف: «بينما أبناء الفريج في الشهر الفضيل لم يكونوا أقل استمتاعاً برمضان زمان عن الآن، فكان رمضان بالنسبة لهم ما بين التدريب على صيام رمضان لوقت الظهر وتناول القليل من العيش (الأرز)، ثم الذهاب إلى المطوع لحفظ القرآن الكريم لمدة ساعة أو ساعتين، وقبل الفطور بساعة ونصف الساعة يشغل البعض من الأطفال أوقاتهم بالتوجه إلى سِيف البحر لممارسة الألعاب الشعبية السائدة آنذاك، أو لعب (التيله) بالنسبة للصبيان و(الصقلة)، وهي لعبة جماعية، تؤديها من اثنتين إلى أربع فتيات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©