انتحال الشخصيات عبر المواقع الاجتماعية يورط مشاهير ويشوه سمعتهم

ما زالت عمليات انتحال شخصيات المشاهير تضرب أطنابها بقوة في الشبكة العنكوبتية، متخذة منها مكاناً خصباً للتشويه والابتزاز وترويج الشائعات، وكسب المال، وحرف الحقائق عن مسارها، وهو ما دفع بالمطربة التونسية لطيفة مؤخراً إلى التهديد باستخدام حقها القانوني لملاحقة كل منتحل لشخصيتها وتقديم شكوى رسمية لتلك المواقع لإيقاف كل بروفايل غير رسمي يحمل اسمها. إذ تم استغلال اسمها صراحة من أحد منتحلي الشخصيات على مواقع “فيس بوك” و”تويتر” و”ماي سبيس” وغيرها، مما اضطرها إلى نفي أي علاقة لها بالحسابات التي تحمل اسمها وتنشر صورها وأخبارها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تضم آلاف المعجبين. وكانت عدد من محبيها وأصدقائها وزملائها راسلوها وتحدثوا معها مباشرة يستفسرون عما إذا كانت هي صاحبة الحسابات الإلكترونية التي تحمل اسمها على مواقع “فيس بوك” و”تويتر” و”ماي سبيس” وغيرها، لكنها أكدت عبر مكتبها أنه ليس لها أي تواجد فعلي عبر أية مواقع اجتماعية على الإنترنت لانشغالها الدائم في عملها المكثف. وأن كل البروفايلات التي تحمل اسمها عبر هذه المواقع ما هي إلا حسابات وهمية قام بإنشائها إما محبون لها أرادوا أن يكون لهم تواجد عبر هذه المواقع، أو بعض المرضى المتطفلين الراغبين في انتحال شخصيتها لغاية في أنفسهم. لطيفة تحذر وحذرت المطربة التونسية محبيها وأصدقاءها وزملاءها من إضافة هذه البروفايلات الوهمية لقائمة أصدقائهم، لما قد يسببه ذلك من تطفل على خصوصياتهم بالإضافة لتلقيهم أخباراً غير دقيقة عنها، لافتة إلى أنها غير مسؤولة عن أي تصرف قد يصدر من أصحاب هذه البروفايلات. ونفى المتحدثون باسم لطيفة تواجدها بأي شكل من الأشكال عبر برامج المحادثة والدردشة، مشيرين إلى أن كل من يروج لأخبار تفيد بأنه تحدث مع لطيفة عبر “الشات” يعطي أخباراً عارية تماماً عن الصحة، وأن التواصل معها متاح عبر الصفحة الرسمية لعائلة محبي لطيفة على شبكة “فيس بوك” التي يمكن الانضمام إليها بمجرد زيارة موقع لطيفة أونلاين الرسمي، وعندما ترغب الفنانة في إيصال أي معلومة لمحبيها أو أي طلب لهم يكون عبر موقعها فقط وأن أي آراء تطرح هناك تصل إليها من خلال مكتبها الذي يقوم بتجميع كل الآراء وعرضها عليها بشكل دائم حتى تؤخذ بعين الاعتبار. تورط راشد وأصيل وما حدث للمطربة التونسية ليس ببعيد عما حصل مع المطرب السعودي راشد الماجد الذي نجح مجهول في انتحال شخصيته واضعاً صورته واسمه ليتلقى طلبات الصداقات بشكل يومي، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك حين قدم شكره لمعجبيه، والرد على أسئلتهم واستفساراتهم وأضاف إلى ذلك كله قيامه بإهداء عدد من أغنيات راشد لهم، إمعاناً في تأكيد أنه راشد الماجد حقيقة وليس كذباً. وهو ما استغربه الماجد الذي فوجئ بتصديق الجمهور له، منوهاً إلى ضرورة أخذ الحذر والحيطة من تلك الشخصيات التي تساهم في بث الشائعات، لكنه لم يهدد باتخاذ أي إجراء قانوني كما فعلت لطيفة. ولا يختلف حال المطرب السعودي أصيل أبو بكر عن حال رفيق دربه راشد الماجد، حين ذهب منتحل شخصية أصيل إلى أبعد من ذلك، بوضعه صوراً أرشيفية للمطرب السعودي في منزله بالرياض، وأخرى برفقة أشقائه ووالده المطرب أبوبكر سالم، وضمّن الصفحة الإلكترونية رسالة تقول: “أنا الآن موجود لمن أراد التواصل معي”. وبدأ المنتحل في الرد على أسئلة المعجبين، والتي لم تخل من تعليقات لهم انهمرت بغزارة على حائط الكتابة لأصيل. وفيما انحصرت أسئلة المحبين “للمنتحل” عن موعد تقديم ألبومه الجديد، وسؤاله عن صحة والده، كانت ردوده مقتضبة مثل “صدور ألبومي قريب، ووالدي بخير لاتنسوه من الدعاء”. الطريف أن الشاعر السعودي محمد القرني، والذي قدم أعمالاً ناجحة في مشوار أصيل أبوبكر، مثل أغنية “شمس بيني وبينك”، شارك في التعليقات وأبدى إعجابه بالصور المنشورة. وهو ما علق عليه أصيل بأنه على علاقة سيئة مع الكمبيوتر “فما بالكم بالإنترنت؟!”. مأزق الرباعي المطرب التونسي صابر الرباعي هو الآخر كان ضحية منتحل شخصيات، لكن المنتحل هذه المرة بلغ من الإساء لصابر مبلغاً لا يطاق بإرساله رسائل بذيئة للفتيات باسم الفنان الرباعي، وهو ما جعل الاتصالات والرسائل النصية ترد بكثرة على هاتفه النقال تعاتبه بسبب ما يحصل على الإنترنت من أمور لا أخلاقية لا يقبلها عقل أو منطق، خصوصاً أنه معروف بشخصيته الرصينة وأخلاقه العالية. وذهب هذا المنتحل إلى أن يعد المعجبات باللقاء والزواج والسفر إلى باريس لقضاء أجمل الأوقات الحميمة، حتى أن بعض الفتيات صدقن أن هذا الشخص هو صابر نفسه، فتمادين معه في الحديث ووقعن ضحاياه على الإنترنت، من خلال محادثات حميمة نوعاً ما وتواصل من خلال الكاميرا عبر الماسنجر، لكن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على الرجل بعد أن تم تحديد موقعه، ليتكشف أنه شاب عربي، مقيم في باريس بهدف العمل. صابر أكد أن لا علاقة له بالإنترنت لا من قريب ولا من بعيد نظراً لانشغالاته الفنية من ناحية تسجيل الأغنيات وإحياء الحفلات، وفي أوقات الفراغ يجلس مع عائلته وأولاده عوضاً عن الالتهاء بالكومبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي. عمرو دياب يهدد المطرب المصري عمرو دياب، تورط أيضاً في قصة انتحال شخصية، ما دفعه إلى إنكار علاقته بهذه الأسماء رسمياً عبر بيان صحفي صادر عن مكتبه، أكد من خلاله وجود موقع واحد له هو (www.amrdiab.net) وأن جميع المواقع الأخرى والتي تندرج تحت هذا المسمّى ما هي إلا مجرّد انتحال لصفة موقعه الخاص. كما حرص خلال هذا البيان على عدم الإساءة إليه من خلال مواقع أخرى تحمل اسمه وتتيح مصنفاته المحمية بحقوق المؤلفين، وأيضاً أصحاب الحقوق المجاورة طبقاً لأحكام القانون، وهي إتاحة لا تتم إلا بترخيص كتابي مسبق من جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين وكذلك الشركة المنتجة. وهدد عمرو باتخاذ إجراء قانوني تجاه هذه المواقع، وذلك من منطلق حرصه على ألا يقرن اسمه إلا باحترام من قبل أي جهة، محذراً أي جهة تحاول التشكيك في موقعه الرسمي أو الإساءة إلى فريق عمله. صدمة الحبيب الممثل السعودي الكوميدي حبيب الحبيب أطلق منتدى إلكترونياً خاصاً به، ليتواصل من خلاله مع جمهوره، بعد أن قام شخص بانتحال شخصيته على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس البوك”، وإجرائه حوارات مع الجمهور بالنيابة عنه. ويدين الحبيب بفضل اكتشاف هذا الانتحال للممثلة اللبنانية سحر خليل، التي قامت بإخباره بهذه الواقعة، وقال: “استخداماتي للإنترنت تقتصر فقط على البحث عن معلومات، ومراجعة البريد الإلكتروني، ولولا سحر ما عرفت بالواقعة”. واستخدم الحبيب منتداها في توعية جمهوره، وأرسل من خلاله رسالة طلب فيها من الجمهور عدم التعامل مع هذا الشخص، وقال: “هذا زيادة في الكرم منها، فهي لم تكتفِ بتنبيهي، لكنها طلبت مني توعية جمهوري من خلال المنتدى الخاص بها”. وتعجب الحبيب من قيام أي شخص بانتحال شخصيات الآخرين على “الفيس بوك”، وطالب بوجود ضوابط تحد من ذلك، وعن عدم قيامه بإنشاء صفحة خاصة به، ليقطع الطريق على محاولات انتحال شخصيته، أوضح الحبيب: “ضيق وقت.. فأنا مشغول هذه الفترة بالتواصل مع الجمهور من خلال أعمالي الفنية”.