القاهرة (الاتحاد)
سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة، من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد رضي الله عنه قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، وعاش ونشأ في قريش واشتغل في بري السهام، من الأوائل الذين دخلوا في الإسلام بعد أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهما.ويعتبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو الوحيد الذي افتداه رسول الله بأبويه، وبشره بالجنة. هو سعد بن أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف، من بني زهرة من قريش، ويعد قريباً لأم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وورد أن رسول الله كان جالساً مع نفر من أصحابه فرأى سعداً مقبلاً، فقال: «هذا خالي فليرني أمرؤ خاله».
شجاعة عظيمةنزل في سعد بن أبي وقاص قول الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى? وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى? أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، «سورة لقمان: الآيات 14 - 15»، يقول المفسرون: عندما أعلن سعد بن أبي وقاص إسلامه، وكان عمره سبعة عشرة سنة، رفضت أمه ذلك وأخذت تقول له: أترك هذا الدين وارجع لدين آبائك، فرفض، فأخذت تقول له سأترك الطعام والشراب إلى أن أموت، وستعايرك العرب بعد ذلك، وفعلاً تركت الطعام والشراب، ولكن لما رأت سعداً مُصراً على دينه أكلت وشربت. سعد بن أبي وقاص الوحيد الذي افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبويه، فقال له يوم أحد: «أرم سعد فداك أبي وأمي»، ويتميز سعد بالشجاعة، فكان من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وشارك في غزوتي بدر وأحد وأبدى شجاعة عظيمة، وكان إذا رمى عدوا أصابه، وإذا دعا الله دعاء أجابه.
خشخشة السلاحكانت لسعد مواقف عظيمة تدل على شجاعته ونصرته لهذا الدين، فمن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مقدمه المدينة، فقال: «ليت رجلاً صالحاً مِن أصحابي يحرسني الليلة»، قالت: فبينا نحن كذلك، سمعنا خشخشة سلاح، فقال: «من هذا؟»، قال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله: «ما جاء بك؟»، قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله فجئت أحرسه، فدعا له الرسول، قالت عائشة: فنام رسول الله حتى سمعت غطيطه.توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في العقيق، «تبعد عن المدينة المنورة بعدة أميال» في سنة 55 هجرية، وعمره ثمانون عاما، وهو آخر من مات من المهاجرين.
عدد اليوم
