السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليولة.. رقصة الشجاعة والفرح

اليولة.. رقصة الشجاعة والفرح
29 يونيو 2010 20:59
يسجل فن اليولة الشعبي حضوراً جميلاً ضمن مجالات الإبداع الشعبي التي يرعاها “نادي تراث الإمارات”، خاصة مع تمتع “اليولة” بمكانة مميزة في النفوس، إذ تحظى باهتمام كبير من قبل الرجال والشباب. ومؤخراً بدأت تجذب إليها الناشئة اليافعين والأطفال، خاصة أنها رقصة شعبية تؤدى بشكل منفرد أو ثنائي أو جماعي. منذ استهوى فن “اليولة” جيل الشباب والصغار، كفن تراثي يشير إلى الشجاعة والقوة والفرح معاً، حرص النادي على إحيائه وغرسه في نفوس الأجيال، وحالياً ينظم دورات للفنون التراثية الشعبية في مقدمتها “اليولة” من خلال ملتقى السمالية الصيفي 2010- تحديداً مهرجان الأسبوع الأول “العادات والتقاليد الشعبية”. يشير زايد المنصوري- استشاري البيئة البرية في “نادي تراث الإمارات” إلى تاريخ فن اليولة، ويقول: “كان الأجداد قديماً يستخدمون في اليولة “رشاش” ممتلىء بالذخيرة، مما يصعّب الأداء وتحريك السلاح بخفة مع إيقاع الطبل، فتتحول الرقصة إلى استعراض لقدرات الراقص وقوته ومهارته في التعامل مع السلاح ببراعة ومرونة. بينما الآن فإن السلاح المستخدم هو سلاح خفيف مفرغ من الذخيرة، أو مجرد مجسم على هيئة سلاح البندقية، أو عصا أو الكند أو الصمع والميازر، وما شابه ذلك بداعي الأمان والسلامة”. يضيف المنصوري: “تعتبر اليولة استعراضاً تراثياً قديماً، حيث يقوم فرسان القبيلة باستعراض مهاراتهم احتفالاً بالنصر بعد عودة الفرسان، كما يقومون بجولات مع السلاح على أنغام الشلة التي يؤديها شعراء القبيلة بفخر واعتزاز. وحالياً تمارس في المناسبات الوطنية والاجتماعية والفعاليات التراثية”. حول كيفية أدائها، يقول المدرب أحمد منصور: “تمّ إدراج نشاط أو فعالية اليولة ضمن برامج السمالية 2010 تشجيعاً من إدارة النادي لفنون الأجداد، خاصة أنها تلاقي الإقبال عليها في صفوف الناشئة. لذا ندرب الصغار على كيفية حمل البندقية الخشبية وسط ساحة أو حلبة التدريب والاستعراض، يقوم خلالها الراقص “اليوّيل” بأداء حركات بيديه وقدميه فيلقي بالعصا أو البندقية عالياً ثم يستدير ليمسكه. وتتجلى البراعة والمهارة في إمساك العصا أو البندقية من المقبض دون أن تسقط منه”. يسترسل مضيفاً: “كما تتمثل اليولة في مهارات متزامنة ومتناغمة في الحركات إذ يتطلب أداءها قوة تحمّل وقدرة على ضبط الزمن بين الرامي والسلاح بما هو أقل من ثانية (السلاح دوماً نموذج تقليدي للبارودة) ولابد خلال الأداء الاعتماد على حركة الدوران الأساسية ثم مسك السلاح من أعلاه باليد اليمنى واستخدام اليد اليسرى كمركز للمحور، ووضع اليد اليمنى تحت السلاح بتجاوز اليد الأخرى وبأصابع اليد يتم إكمال حركة دوران السلاح، ويمكن السير خلال الأداء أو تشكيل دائرة خاصة في حالة الرقص الجماعي”. من جهته يقول اليوّيل سلطان- 15عاماً: “أتدرب على ممارسة فن اليولة الجميل لأنني أعشقه كثيراً، وقد لاحظت أن بعض الشباب طوّر في اليولة وأدخلوا عليها أساليب جديدة كالتفنن في حركات اليدين وترقيص السلاح، وكيفية تدويره وإلقائه والتحكم في قبضته.. كما لجأ البعض إلى ممارسة “اليولة” على أنغام الموسيقى والأغاني الحماسية والعاطفية، لا على إيقاع الطبول وحدها، لكنني شخصياً لا أفضل اليولة مع الموسيقى”. بينما يقول قرينه خليفة الرميثي- 14 عاماً: “تشتهر الإمارات بمجموعة من الفنون الشعبية التراثية في مقدمتها “اليولة” التي كانت ولاتزال تؤدى بنفس الطريقة الأصيلة، ولانزال نحن الأحفاد نحافظ عليها ونقوم بتأديتها في كل المهرجانات والملتقيات التراثية بحب كبير، فهي القاسم المشترك في كل مناسبة وتحظى باهتمام كبير وبالغ من قبلنا نحن الناشئة والأطفال”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©