الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سلة «الأحلام» وصربيا.. صراع الهيمنة والثأر

سلة «الأحلام» وصربيا.. صراع الهيمنة والثأر
20 أغسطس 2016 21:59
ريو دي جانيرو (أ ف ب) يجدد المنتخب الأميركي الموعد مع نظيره الصربي عندما يتواجهان اليوم بالمباراة النهائية لمسابقة كرة السلة للرجال، حيث يسعى الأول إلى تكريس هيمنته والثاني لتحقيق ثأر عمره 20 عاماً. ويعود المنتخبان بالذاكرة إلى أولمبياد أتلانتا 1996 وأيام منتحب الأحلام بنسخته الثانية والذي ضم في صفوفه لاعبين عظماء مثل تشارلز باركلي وشاكيل أونيل وكارل مالون وجون ستاكتن وسكوتي بيبن وحكيم أولادجوان، ويوغوسلافيا، التي ضمت عمالقة على غرار فلادي ديفاتش وديان بوديروجا والمدرب الحالي ألكسندر دجوردجيفيتش. وتمكن المنتخب الأميركي حينها وبفريق غاب عنه بعض نجوم منتخب الأحلام الأول وعلى رأسهم مايكل جوردن وماجيك جونسون ولاري بيرد وكلايد دراكسلر، من الخروج فائزاً بالذهبية بعدما حسم المباراة 95-69، متوجاً بلقبه الأولمبي الحادي عشر قبل أن يضيف ثلاثة ألقاب أخرى أعوام 2000 و2008 و2012. ولا يبدو أن أحداً باستطاعته الوقوف بوجه المنتخب الأميركي رغم افتقاده عدة لاعبين، وعلى رأسهم بطل الدوري ووصيفه «ملك» كليفلاند كافالييرز ليبرون جيمس، ونجم جولدن ستايت ووريرز ستيفن كوري. لكن يمكن القول إن رجال المدرب مايك كرشيشفسكي لم يفرضوا هيمنتهم في أرضية الملعب بالقدر الذي كانت عليه التشكيلات السابقة، وقد عانوا في بعض المباريات وبينها مباراة الدور نصف النهائي ضد إسبانيا إلا أنهم أظهروا إرادة ولم يسمحوا للمنافسين بإسقاطهم ولو لمرة واحدة ومن بينهم صربيا بالذات لأنها زاحمتهم في الدور الأول دون أن تخرج فائزة (خسرت 91-94). ومن المؤكد أن لاعبي المنتخب وعلى رأسهم كارميلو أنتوني الذي أصبح في ريو أفضل مسجل في تاريخ المنتخب والساعي لكي يكون أول لاعب يتوج بذهبية كرة السلة مع الولايات المتحدة 3 مرات، يريد توديع كرشيشفسكي بأفضل طريقة من خلال منحه الذهبية الثالثة. ويعتزم المدرب «كاي» الرحيل بعد الأولمبياد لصالح مدرب سان أنتونيو سبيرز جريج بوبوفيتش، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً، بعدما حصد نجاحاً لافتاً خلال الأعوام العشرة التي تولى فيها الإشراف على المنتخب وهو أعاد للأميركيين هيبتهم في بكين 2008 بعد أن فقدوها في الأعوام السبعة السابقة، حيث فشلوا في الظفر بأي لقب في ثلاث مشاركات كبرى ما جعل الجميع يتحدث عن أنهم يدفعون ثمن العولمة السلوية. وكان المنتخب الأميركي قد فرض نفسه نجماً مطلقاً في المناسبات الرسمية، خصوصاً في الألعاب الأولمبية التي حصد جميع ألقابها منذ إدراج لعبة كرة السلة عام 1936، وهو لم يخفق إلا عام 1972 في ميونيخ عندما خسر في النهائي التاريخي أمام الاتحاد السوفييتي في مباراة مثيرة للجدل، وعام 1988 في سيول عندما خرج في الدور نصف النهائي أمام المنتخب نفسه، علماً بأنه لم يشارك في موسكو 1980 بسبب مقاطعة بلاده لهذا الحدث على خلفية الاحتلال السوفييتي لأفغانستان. لكن الواقع الجديد بدأ يثقل كاهل الأميركيين الذين فشلوا في تحقيق أفضل من المركز السادس في كأس العالم التي استضافوها في إنديانابوليس عام 2002، حيث كان اللقب لصربيا بالذات، واكتفوا بالمركز الثالث في أولمبياد أثينا 2004، فيما كان اللقب أرجنتينياً، ثم حصلوا على المركز ذاته في بطولة العالم في اليابان عام 2006، حيث توج الإسبان باللقب. وبدأ القيمون على المنتخب يأخذون منافسيهم على محمل الجد إذ وضعوا برنامجاً تدريبياً مكثفاً انطلق قبل مونديال اليابان وكان تحضيراً لهذا الحدث الذي اكتفوا خلاله بالمركز الثالث تحت إشراف كرشيشفسكي، ولأولمبياد بكين الذي شكل نقطة العودة إلى واقع الهيمنة الأميركية على لعبة العمالقة، إذ تُوجوا بعدها بلقب كأس العالم عام 2010 في تركيا ثم أضافوا ذهبية لندن 2012، ثم بطولة العالم عام 2014 حين تغلبوا في النهائي على صربيا بالذات. والآن يقف مدرب جامعة ديوك أمام اختباره الأخير مع المنتخب الوطني ولا يريد التفريط في فرصة الوداع «الذهبي» المثالي مع «شبان جيدين لا يوجد بينهم لاعبون أنانيون وهم منسجمون بعضهم مع بعض خارج الملعب أيضاً، حسب ما أكد بعد الفوز على إسبانيا للأولمبياد الثالث على التوالي (فازوا عليها في نهائي 2008 و2012)». وواصل: لقد أصبحوا كالأشقاء خارج الملعب وتأقلم بعضهم مع بعض يحتاج إلى وقت ونحن لا نملك الكثير منه... ما داموا مقربين من بعضهم، وهم كذلك، سيستمتعون كثيراً بصحبة بعضهم. أحب الطريقة التي مثلوا بها بلدنا في أرضية الملعب وخارجها. ويأمل أنتوني وكيفن دورانت وكلاي طومسون ورفاقهم أن يعطي هذا التأقلم ثمرة لأربعين دقيقة إضافية لكن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب صربي مكافح وشرس، كما أظهر في نصف النهائي أمام أستراليا التي اكتسحها بفارق 26 نقطة رغم أنها كانت أفضل منتخب في المسابقة بعد الولايات المتحدة وهي فازت على رجال دجورجيفيتش بالذات بفارق 15 نقطة خلال الدور الأول. دجوردجيفيتش: الآن وقت إعادة كتابة التاريخ ريو دي جانيرو(أ ف ب) تحدث المدرب، المعروف أكثر باسم ساشا دجوردجيفيتش، عن مباراة أستراليا قائلاً: «أنا فخور جداً لوجود مجموعة مماثلة من الشبان ولكوننا لعبنا مباراة من هذا النوع في نصف نهائي أولمبياد». وتطرق المدرب الصربي إلى الفوز الكبير الذي حققته يوغوسلافيا السابقة على الولايات المتحدة 100-85 في بطولة العالم للجامعات عام 1987 بقيادة اللاعب الراحل درازن بتروفيتش «35 نقطة» الذي توفي بحادث سير في ألمانيا عام 1993 حين كان لاعباً في صفوف نيوجيرزي نتس. وقال دجوردجيفيتش: «كان فوزاً هائلًا ليوغوسلافيا. كان ضد نجوم المستقبل في الدوري الأميركي للمحترفين. لقد أعطانا مصداقية كلاعبي كرة سلة ومنحنا دفعة لكي نؤمن بأنفسنا، وهذه هي الرسالة التي أحاول إيصالها كمدرب كرة سلة. لكن.. إنه الماضي، والآن هو وقت إعادة كتابة التاريخ من أجل كرة السلة الصربية». وأردف دجوردجيفيتش، البالغ من العمر 48 عاماً والذي يشرف على المنتخب منذ 2013 دون أن يترك مهمته كمدرب لباناثيثايكوس اليوناني أو بايرن ميونيخ الألماني مؤخراً، قائلاً: «هدفي كان أن أواجه الولايات المتحدة كل عامين، أي في بطولة العالم ثم الألعاب الأولمبية». وأكد بلهجة تهديدية: «سيكون شرف لنا أن نواجههم لكن صدقوني لن يكون من دواعي سرورنا». وفي الواقع يملك دجوردجيفيتش الذي خاض 8 مباريات فقط في الدوري الأميركي مع بورتلاند ترايل بلايزرز بين سبتمبر وديسمبر 1996، الأسلحة اللازمة من أجل خلق المفاجأة اليوم على ملعب «كاريوكا ارينا 1» في ظل وجود لاعبين رائعين مثل صانع الألعاب ميلوش تيودوزيتش والجناح بوجدان بوجدانوفيتش ولاعب الارتكاز دنفر ناجتس نيكولا يوكيتش.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©