أبوظبي (الاتحاد) - تملك «جلوبال فاوندريز» المملوكة، لشركة استثمار التكنولوجيا المتطورة «آتيك»، 6500 براءة اختراع في جميع أنحاء العالم، بما فيها الولايات المتحدة، والصين، وتايوان، واليابان، إضافة إلى ألمانيا وسنغافورة وكوريا، بحسب آدم نوا، مدير قسم الملكية الفكرية في الشركة . وقال نوا «إن الشركات إذا أرادت التمتع بكامل حقوق براءات الاختراع المسجلة باسمها في أي سوق، فعليها التركيز على الابتكار في تلك السوق أولاً».
وفيما يتعلق بالإستراتيجية المتبعة في شركة «جلوبال فاوندريز» للحفاظ على ريادة ملكيتها الفكرية، قال نوا «تنصب أولويتنا الأساسية في غرس مفاهيم الثقافة الحقيقية للابتكار، وحيث إنه للحفاظ على مركز ريادي في السوق، فإن الأمر يتطلب وجود برنامج نشط وتفاعلي يضم جميع العاملين في هذا القطاع».
وأضاف: «يتحتم على جميع المهندسين العاملين لدينا ومنذ اليوم الأول معرفة القواعد الأساسية للابتكار، والاطلاع على كيفية قيام فريق عملنا بتأمين وضمان جودة براءات الاختراع لدينا». وقال: «نقوم بنشر المعرفة بين مختلف فرق العمل لدينا من خلال عقد جلسات دورية لطرح آخر التطورات التي توصلنا إليها، ففي كثير من الأحيان تسهم عمليات تشارك الآراء في فتح آفاق جديدة أمام الابتكار».
وحول خبرته في مجال الملكية الفكرية، قال نوا، إن ما يثير اهتمامه أن براءات الاختراع تقف وراء ظهور قانون الملكية وجميع التشريعات المرتبطة به، حيث تعتبر المنهجية الأساسية لعملية تحويل الأفكار غير الملموسة إلى إحدى أكثر المحركات الاقتصادية قوة.
وقال: «انطلقت في بداية الأمر من دراستي للهندسة الكيميائية في الجامعة، ومن ثم عملت لمدة خمس سنوات مع شركة (إكسون) العالمية، حيث اطلعت على إجراءات وخطوات تسجيل براءات الاختراعات، لذا عندما توجهت لدراسة القانون تخصصت في قانون براءات الاختراع».
وأضاف: «عادة ما يسعى الجميع لتسجيل براءات الاختراع لكل ما هو جديد، ولذلك يعتبر هذا العمل من أكثر المهن المميزة على الإطلاق».
وأشار إلى أن الترافع في مجال الملكية الفكرية التقنية ينطوي على مزيج مثير من العمل القانوني والعلمي، حيث يتوجب على المرء الاطلاع بشكل عميق على المعلومات والمتغيرات التقنية والقانونية لكي يتمكن من مساعدة الشركة على تحقيق أقصى قدر من القيمة المرجوة في السوق.
وحول التقنيات الرئيسية والحيوية التي قامت شركة «جلوبال فاوندريز» بتسجيل براءة اختراعاتها، قال نوا «يشكل الابتكار أحد أهم مجالات حل المشكلات وتذليل العقبات لمصنعي أشباه الموصلات».
وأوضح: «تحتوي الرقائق الإلكترونية المصنعة هذه الأيام على ما يزيد على ملياري ترانزستور، يوازي حجم الترانزستور الواحد منها حجم الذرة تقريباً، ما يجعلنا نقف على أعتاب قمة ما توصلت إليه العلوم الفيزيائية في هذا المجال، مما يدفع مهندسينا إلى تغيير قواعد وقوانين التطوير التقني».
وأكد أنه يتوجب على بعض الابتكارات القيام بتغييرات مادية وهيكلية للرقائق بحد ذاتها، ومن أمثلة ذلك «FinFET»، وهو ترانزستور ثلاثي الأبعاد سيتم استخدامه في عقدة بحجم 14 نانومتر.
وتشمل أحد أهم الابتكارات في هذا القطاع، استخدام تقنية «High-K Metal Gate»، المُصنعة من تركيبة مواد تساعد على الحد من تسرب الطاقة، فضلاً عن تزويدها بموصلات جديدة خاصة بالرقائق تعمل على ترشيد استهلاك الطاقة، حيث يمكن أن تحتوي الرقاقة بحجم ظفر الإبهام على أميال من الموصلات، لذا أحدثت هذه الموصلات الجديدة نقلة ثورية في هذه الصناعة.
وفيما يتعلق بأهمية الملكية الفكرية لقطاع الصناعة، أكد أن عدم امتلاك الشركات لبراءات الاختراع الخاصة بها سيقلل من قدرتها على المنافسة وبالتالي الخروج من السوق، حيث إن هذه الحقوق تتيح للشركات إمكانية منع الآخرين من استغلال اختراعاتهم الخاصة، وهو ما يشكل أساساً قوياً للمنافسة وتميز الأعمال.
ولتصنيع منتجات معقدة كأشباه الموصلات، يتوجب على شركة «جلوبال فاوندريز» أن تمتلك حقوقاً للابتكارات بدرجات «A» و«C»، بحيث يحصل المنافسين على حقوق للابتكارات بدرجات «B» و«D». وعليه إذا أرادت الشركة والمنافس الاستعانة بالتقنيات «A» و«B» و»C» و«D» لإبداع منتج نهائي، يتوجب التوصل إلى اتفاق يتيح لنا سويةً الاستفادة من تصنيع هذا المنتج. وقال نوا «كون براءات الاختراع تحافظ على مكانتنا المتقدمة في السوق، فإنها أيضاً تعمل على تعزيز نفوذنا وموقعنا في السوق الافتراضية للملكية الفكرية».
وأكد «يعد سوق الملكية الفكرية من الأسواق شديدة التنافسية بشكل كبير، فهناك تنافس واسع بين مجموعة قليلة فقط من مصنعي أشباه الموصلات العالميين، لذا تعتبر ثقافة الابتكار أمراً هاماً لاستمرار مسيرة نجاحنا في جلوبال فاوندريز».
عدد اليوم
