الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوديرنو أمام تحديات جديدة في العراق

أوديرنو أمام تحديات جديدة في العراق
20 سبتمبر 2008 00:42
بحلول يوم الثلاثاء الماضي تولى الجنرال ''رايمنود أوديرنو'' مهام قيادة القوات الأميركية في العراق، ليصبح المسؤول العسكري الرابع الذي يشرف على قيادة القوات الأميركية، وأول قائد يتسلم مهامه في العراق بعد تحسن الأوضاع الأمنية وتراجع أعمال العنف، فالواضح أن الديناميكية في العراق تغيرت بشكل لافت منذ أن أصبح الجنرال ''ديفيد بيتراويس'' الذي تسلم القيادة رسمياً في حفل ترأسه وزير الدفاع ''روبرت جيتس''، المسؤول الأول عن الوجود العسكري الأميركي بالعراق في فبراير ،2007 ففي تلك اللحظات الصعبة كان العراق غارقاً في حرب طائفية طاحنة، بحيث وصل عدد القتلى خلال الشهر الأول من توليه منصبه الجديد إلى 2864 عراقياً، كما بلغ معدل الهجمات على قوات التحالف 180 هجوماً في اليوم الواحد، ومع أن العراق ما زال عملياً يخوض الحرب ضد العنف والتمرد، إلا أن عدد الذين سقطوا في الشهر الماضي يقدر بالمئات بدل الآلاف الذين كانوا يلقون حتفهم في السابق، كما سجل شهر يونيو الماضي أقل من عشرين هجوماً ضد قوات التحالف· ولن تنحصر مسؤولية الجنرال ''أوديرنو'' في الحفاظ على المكتسبات الأمنية التي حققها سلفه ''بيتراوس'' خلال الفترة السابقة، بل سيكون عليه البناء عليها وترسيخها في التربة العراقية الهشة، ولعل أخطر ما سيواجهه الجنرال في مهامه الجديدة، هو التوسط لتدبير التوتر المتصاعد بين حلفاء أميركا من السنة وبين حكومة العراق الشيعية، لكن سيتعين عليه أيضاً مراقبة وقف إطلاق النار وتسوية القضايا العالقة بعد انتهاء النزاع، ثم الأهم من ذلك التعامل مع مناخ سياسي جديد سيحل بـ''واشنطن'' بعد قدوم إدارة جديدة إلى البيت الأبيض؛ ويرى ''كنيث بولاك'' -مدير الأبحاث في معهد بروكينجز بواشنطن- أن ''التغيير الكبير الذي سيحتاج إليه ''أوديرنو'' هو أن ينقل مهام القوات الأميركية من خوض العمليات القتالية الخفيفة إلى مجرد الانخراط في حفظ السلام ومؤازرة القوات العراقية''، وبالنسبة للجنرال ''أوديرنو'' الذي يصف نفسه بالقريب فلسفياً من ''ديفيد بيتراويس'' فهو يقر بأن التحديات والقضايا التي تنتظره ستكون مختلفة عما واجهه خلال جولاته السابقة في العراق، وفي حفل تبادل المهام صرح الجنرال ''أوديرنو'' أمام الحضور قائلاً ''اليوم أصبح العراق مختلفاً عما شاهدته في العام ،2004 وإذا كان العراق ما زال هشاً، إلا أني أسعى إلى بنائه وتحويله إلى بلد مستقر''· ومن أهم المشاكل التي سيتعين على الجنرال ''أوديرنو'' مواجهتها خلال فترة قيادته للقوات الأميركية، هي التعامل مع مشكلة اللاجئين العراقيين بعدما وصل عددهم إلى أربعة ملايين لاجئ، كما سيكون عليه التعاطي مع مجموعات ''أبناء العراق'' المنبقثة من مجالس الصحوات؛ فإذا لم يجد اللاجئون مكاناً يأويهم، وإذا تعذرت مراقبة عناصر مجالس الصحوات وضبط تحركاتهم، فإنهم سيثيرون مشاكل أمنية في العراق، ما سيعيده إلى دوامة العنف مرة أخرى، وقد بدأت مجموعات ''أبناء العراق'' كجزء من صحوة الأنبار بعدما انقلب شيوخ العشائر السنية على ''القاعدة'' ولعبوا، بالتالي، دوراً مهماً، بالإضافة إلى خطة الزيادة في القوات الأميركية، وقرار مقتدى الصدر تجميد أنشطة جيش المهدي، في خفض مستويات العنف في العراق، لكن يبدو أن المتمردين السابقين انضموا إلى مجالس (الصحوات) لأغراض مالية، لذا يخشى العديد من أن وقف القوات الأميركية لرواتبهم في شهر أكتوبر المقبل قد يدفعهم إلى التمرد وحمل السلاح ضد السلطات العراقية، ولتفادي هذا السيناريو يتعاون الجنرال ''أوديرنو'' مع القوات العراقية التي تضم الشرطة ومختلف وحدات الجيش القادرين على مواجهة المقاتلين، وهو ما يعبر عنه الجنرال ''نازير عبدي'' -نائب قائد الجيش العراقي- بقوله: ''إن توسيع أفراد الجيش العراقي سيعوض عن قوات التحالف التي سيتناقص عددها''، وكنتيجة لذلك سيكون على الجنرال ''أوديرنو'' الانتقال إلى دور استشاري يساند القوات العراقيـــة في القتـــال ولا ينخرط معها· ومع أن الجنرال ''بيتراوس'' سيغادر منصبه كقائد للقوات الأميركية في العراق، إلا أنه سيحافظ على دور فاعل في البلاد من خلال مهامه الجديدة كقائد للقيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وآسيا الوسطى، وينبه ''جيمس دوبين'' -مدير الأمن الدولي وسياسات الدفاع بمركز ''راند'' الأميركي- إلى أن ''أهم نقاط عدم اليقين، تكمن في واشنطن وليس في العراق''، فإذا كان من غير المتوقع حصول تغيير مهم في القيادة السياسية بالعراق، بل من المنتظر أن يبقى السفير الأميركي ''رايان كروكر'' في منصبه لعدة أشهر على الأقل بعد صعود الرئيس الجديد، إلا أن المستقبل السياسي في الولايات المتحدة غير واضح، لا سيما في ظل إدارة جديدة والتي لا شك أنها ستأتي بأولوياتها، وقد ترى من الأجدى التركيز على الحرب في أفغانستان بدل العراق، ولعل من المهام الأساسية التي يتعين على الجنرال ''أوديرنو'' الانتباه إليها، كسب ثقة الرئيس الجديد للولايات المتحدة، هذا ويعتبر المنصب الأخير للجنرال ''أوديرنو'' كقائد للقوات الأميركية ثالث مهمة له في العراق بعد قيادته لفرقة المشاة خلال الغزو الأميركي في العام ،2003 وبعد عمله في جولة ثانية كنائب للجنرال ''بيتراويس'' ومسؤول عن تخطيط العمليات، كما عمل على تحسين استراتيجية الجيش الأميركي لمواجهة التمرد وتطوير العلاقات مع العراقيين، لكن الحرب في العراق تحمل ذكرى أليمة بالنسبـة للجنرال أوديرنو، حيث تعرض ابنه ''توني'' الذي يعمل نقيبـــاً في الجيش الأميركي إلى حادث انفجار عبوة ناسفة فقد أعلى إثراها ذراعه· تون بيتر - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستسان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©