يستخدم الصوم الطبي في غير دولة من العالم كعلاج للعديد من الأمراض، فما هو الصوم الطبي؟
الصوم الطبي هو أحد طرق الطب البديل الحديثة، وتختلف طريقة الصوم ومدته بحسب الحالة المرضية· والصوم كعلاج لم ينشأ من عدم، بل كان معروفاً منذ قديم الزمان، لكن في صور مختلفة·
فقد عرف الصوم بالماء منذ قديم الزمان· وكان المصريون القدماء يصومون ثلاثة أيام من كل شهر· وقديماً، صام الفيلسوف المعروف أبيقور أربعين يوماً لزيادة تركيزه· وانتقل العلاج بالصوم من جيل إلى آخر في صور مختلفة حتى عصرنا الحالي·
علاج
ما الذي يجعل من الصوم علاجاً؟
تبين أنه في حال انقطاع إمداد الطعام من الخارج ينتقل الجسم إلى تغذية نفسه من المخزون الداخلي في أنسجته المختلفة، باستثناء الجهاز العصبي والقلب· ويكتب الدكتور ألكسيس كاريك، الحاصل على جائزة نوبل في الطب بكتابه ''الإنسان ذلك المجهول'': ''إن كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس البشرية، وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام· لذا، كان الناس يلتزمون الصوم والحرمان من الطعام· ويحدث أول الأمر الشعور بالجوع، وأحياناً يشعر الصائم بتهيج عصبي، ثم يعقب ذلك إحساس بالضعف، ويترافق ذلك مع ظواهر خفية مهمة، إذ يتحرك سكر الكبد ومعه الدهن المخزن تحت الجلد وبروتينات العضل والغدد وخلايا الكبد، وتعمل جميع الأعضاء للإبقاء على كمال الوسيط الداخلي وسلامة القلب· إن الصوم لينظف ويبدل أنسجتنا''·
يظن البعض أن الصيام الطويل يؤذي الجسم، أو يميت الإنسان جوعاً، لكن هذا خوف غير مبرر، إذ إنه بحسب عددٍ من العلماء، يمكن الاعتماد على الاحتياطي داخل الجسم، والذي يصل إلى 40-45%، دون خطر يذكر· فكريات الدم الحمراء تنقص في البداية ولمدة أسبوعين، ثم تبدأ الكريات الجديدة في الظهور والتكاثر، ومع انهيار الخلايا الشائخة وتحطمها يحدث ميل خفيف إلى الحموضة ولكن احمضاض الدم لا يحدث أبداً ولا تتغير العظام، وينكمش نخاع العظم قليلاً، نظراً إلى وفرة ما يحويه من مواد غذائية مدخرة يساهم بها في عملية التغذية الداخلية· ولا يتأثر وزن الكليتين، بينما ينقص وزن الكبد قليلاً، وهذا النقص يكون على حساب المدخر من الماء والجليكوجين دون المساس بتركيب الخلايا أو عددها· وأما القلب فيرتاح عند الصوم إذ تنخفض ضرباته إلى 60 ضربة في الدقيقة، مما يعني أنه يوفر مجهود 28800 دقة كل 24 ساعة·
أنواع الصيام
هناك أنواع عدة من الصيام الذي يصفه الأطباء، فثمة صيام عن الطعام والشراب، وثمة صيام عن الطعام فقط، واكتفاء الصائم بشرب الماء وعصير الفواكه، والبعض يسمح بالحساء أيضاً· وتختلف الفترة التي يصومها المريض بحسب حالته المرضية· ومن المهم أن يعيش المريض جواً نفسياً هادئاً كي يوجه الجسم الطاقة التي يصرفها على عملية الهضم إلى عملية الشفاء·
أما الحالات الممكن علاجها بالصوم الطبي فتشمل علاج اضطرابات الأمعاء، زيادة الوزن، أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الحساسية والبشرة الدهنية، والأمراض الجسدية والنفسية·
وهناك حالات لا ينصح معها بالصوم الطبي، وقد يكون أهمها الخوف الذي يعتري المريض نتيجة عدم فهمه عملية الصوم، كذلك الضعف الشديد المصاحب لبعض الأمراض وتناول بعض الأدوية التي لا يجب معها الصيام·
عدد اليوم
