الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسر المكسيكية تبعث بالأموال إلى أبنائها في أميركا

الأسر المكسيكية تبعث بالأموال إلى أبنائها في أميركا
5 ديسمبر 2009 23:40
اعتاد ميجويل سالسيدو “الأبن”، والمهاجر غير الشرعي في سان دييجو بالولايات المتحدة خلال السنوات الماضية على إرسال مئات الدولارات كل شهر إلى عائلته المتعثرة في المكسيك. أما اليوم وفي ظل “الأوقات الكئيبة” التي خرج فيها الاقتصاد الأميركي عن المسار، أصبح الابن المكسيكي عاطلاً عن العمل ووجد والده نفسه مضطراً لأن يفعل ما لم يكن يدور بخلده في السابق، أي إرسال حفنة من عملة “البيزو” الى الشمال. فقد وجهت البطالة ضربتها بقوة “عاتية” إلى سائر المجتمعات والجاليات في الولايات المتحدة الأميركية، بحيث بدأت الساحة تشهد ظاهرة غريبة تمثلت في تدافع بعض العائلات المكسيكية للتخلي عن بعض ما هي أحوج إليه من النقود من أجل دعم العاطلين من أحبائهم وأقربائهم في الولايات المتحدة، عوضاً عن استلام التحويلات المنتظمة من أقربائهم في أحد أغنى الدول على الكوكب الأرضي. ويقول سالسيدو الأب، الذي يسكن في قرية صغيرة في ولاية أوكساكا ويعمل في العديد من المهن من أجل إعالة زوجته واثنين من أبنائه الصغار بينما يعيش ابنه الأكبر العاطل عن العمل في كاليفورنيا، “لقد أصبحنا نبعث ببعض النقود، متى أصبح لدينا فائض صغير وبشكل يكفي لإطعامه على الأقل”. وسالسيدو الأب ليس وحده الذي أصبح يواجه مثل هذه المشكلة، فقد ذكر ليوناردو هيريرا المزارع في خارج منطقة توكستلا جويتريز في ولاية شياباز بجنوب المكسيك أنه عمد مؤخراً الى بيع بقرته من أجل الحصول على مبلغ 1000 دولار لكي يرسلها الى ابن أخيه المتعثر في ولاية كارولينا الشمالية. وفي ولاية شياباز المكسيكية الفقيرة التي اعتادت على إرسال المهاجرين الى الولايات المتحدة الأميركية، عكفت ماريا ديل كارمن على تجميع الأموال مع زوجها وبعض أفراد العائلة من أجل تحويل المساعدات المالية الى ابنتها كاندراليا في نورث كارولينا. وتمكنت العائلة في العام الماضي من إرسال الأموال ثماني مرات بدفعات صغيرة تتراوح ما بين 40 و 80 دولاراً في كل مرة لمساعدة كاندراليا وزوجها اللذين أصبحا عاطلين قبل أن يرزقا بطفل مؤخراً. وتقول والدتها “لقد كانت ترسل لنا المال عندما كانت تعمل، أما الآن وبسبب عدم وجود العمل فقد أصبحنا نبعث لها بالمبالغ النقدية”. ولما كان من الصعوبة بمكان معرفة الإحصائيات التي تشير الى حجم ما أصبح الخبراء يوصفونه بالتحويل العكسي للأموال، إلا أن اللقاءات التي تم إجراؤها مع المسؤولين في الحكومة والمشغلين لصرافات الأموال والخبراء في مجال الهجرة بالإضافة الى أقارب المهاجرين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل، كشفت عن أن هذه التحويلات العكسية استمرت إلى ارتفاع. ويقول مارتن زوفيرك كاس الذي يرأس شبكة البنوك الاجتماعية المكسيكية، التي تعمل في المناطق الفقيرة في أوكساكا والولايات الفقيرة، إنها “مسألة بدأت تثير الدهشة ولكنها أحد عوارض الأزمة الاقتصادية. إننا لم نتمكن حتى الآن من قياس قيمة التعاملات إلا أننا بدأنا نشهد المزيد من الأموال التي تذهب إلى الشمال”. وفي أحد البنوك الصغيرة في شياباز والذي كان يشهد تدفق الأموال الى الداخل من الولايات المتحدة فإن المزيد من الأموال أصبحت تذهب الى الخارج بكميات أكبر من الأموال المستلمة. ويقول راميريز جونزاليس مدير المبيعات في “بانكو ازتيكا” في مدينة سان كريستوبال دي لانس كازاس “يمكنني القول إن كمية بمقدار 50 ألف بيزو أو حوالى 3850 دولارا أميركيا يتم تحويلها من هنا في كل شهر. أما من هناك فإننا لا نستلم سوى مبلغ بحوالى 30 ألف بيزو في كل شهر”. ويعيش نصف سكان المكسيك في فقر مدقع، مما يجعلها غير قادرة على إسناد ودعم أبنائها المتعثرين في الخارج. وبات من المتوقع أن تفقد المكسيك عدداً يصل الى 735 ألف وظيفة في هذا العام بعد أن أصبحت تشهد تراجعاً في الاقتصاد بمعدل 7,5 في المائة بحسب تقديرات الاقتصاديين الحكوميين مما يجعلها أحد أكبر الدول تأثراً بالركود العالمي. لذا فقد أصبح العديد من المهاجرين يفضلون العودة الى المكسيك نسبة لفشلهم في دفع إيجارات الغرف السكنية في الولايات المتحدة. ولكن وعلى الرغم من أن الدراسة التي أجراها مؤخراً مركز بيو هيسبانيك للفترة من يوليو حتى الآن كشفت عن انخفاض حاد في أعداد المكسيكيين المتجهين الى الشمال، إلا أن الدراسة لم تتوفر على مؤشرات تدل على تدفقات كبيرة في أعداد المهاجرين العائدين الى المكسيك. وكما هو متوقع في أثناء فترة التباطؤ الاقتصادي فإن الأموال التي يبعث بها المهاجرون الى الوطن قد تراجعت بشكل ملحوظ. فقد كشف “بنك أوف مكسيكو “ مؤخراً عن أن التحويلات أثناء فترة الأشهر التسعة الأولى من هذا العام أقل بمقدار 16,4 مليار دولار، أي بنسبة 13.,4 في المائة مما كانت عليه في العام السابق. إلا أن الأموال المتدفقة من المكسيك فيعتقد بأنها ما زالت تمثل كسراً من التحويلات المستلمة من الخارج. عن “انترناشيونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©