الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شابان مواطنان يتحديان الإعاقة السمعية ويتميزان في هندسة الاتصالات

شابان مواطنان يتحديان الإعاقة السمعية ويتميزان في هندسة الاتصالات
22 ابريل 2013 10:20
لم ينشغلا بأنهما من أصحاب التحديات السمعية أو أن تفاهما مع الآخرين يتطلب وجود أحد خبراء لغة الإشارة، بل انصب اهتمام الشابين المواطنين أحمد هاشم البلوكي وخالد النيادي على تحصيل العلم وبلوغ الهدف، فأصبحا من سفراء الوطن، الذين يحملون صورة مشرفة لرعاية أبنائه وتحفيزهم على تحقيق النجاح، حيث تخرجا مؤخراً جامعة «جالوديت« في الولايات المتحدة الأميركية بعد حصولهما على بكالوريوس هندسة الاتصالات، الذي يعد من التخصصات المعقدة التي تحتاج إلى قدرات من نوع خاص للتعامل معها. كرم مؤتمر أبوظبي العالمي السادس لذوي الاحتياجات الخاصة «آكسس أبوظبي 2013»، الذي أقيم الأسبوع الماضي بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، طالبين إماراتيين من ذوي التحديات السمعية، تخرجا بدرجة البكالوريوس من جامعة «جالوديت» في الولايات المتحدة الأميركية، ليؤكدا قدرة أبناء الإمارات على تحقيق النجاح والتفوق وبلوغ الأهداف المرجوة، حتى في ظل أصعب الظروف، ولا يخفى على أحد مدى صعوبة الاغتراب من أجل تحصيل العلم، بالنسبة لأي فرد، وبالتأكيد تزداد هذه المصاعب لمن لديه أي نوع من أنواع الإعاقة مثلما كان حال النموذجين البارزين من أبناء الإمارات اللذين استطاعا أن يحققا هذا الإنجاز ويعودا إلى وطنهما ليواصلا مسيرة العطاء والمشاركة الفعالة في المجتمع. وحول مراحل دراسته، قال أحمد هاشم البلوكي خريج هندسة الاتصالات، إنه ذهب إلى الولايات المتحدة وأكمل دراسته الثانوية هناك، وخلال تلك الفترة أخذ يستعد للمرحلة الجامعية، وقرر أن يلتحق بجامعة جالادات، ويدرس علوم الكمبيوتر هناك، كون هذه الدراسة هي الأقرب إليه، التي تتناسب مع ظروفه الصحية، كما أن نسبة كبيرة من فريق العمل في الجامعة سواء مدرسين أو إداريين من ذوي حالات صحية مشابهة له، ومن ضمن هذا الفريق يوجد عدد كبير من مترجمي لغة الإشارة، ما يسهل عملية الدراسة التي استمرت سنوات حتى انتهت بالحصول على درجة البكالوريوس والعودة إلى الوطن. بعد المسافة وعن أبرز المصاعب التي قابلها، أوضح أن بعد المسافة بين السكن ومكان الجامعة كان يأخذ منه وقتاً طويلاً، ويجد صعوبة في التنقل اليومي لحضور المحاضرات والانتظام فيها، ولكنه كان يضطر إلى تحمل هذه الصعاب حتى يتمكن من الوصول إلى هدفه والنجاح في نهاية كل عام دراسي، كما أن عملية استيقاظه اليومية من النوم كانت تمثل له مشكلة أخرى، حيث كان معتاداً أثناء وجوده في الإمارات على أن تقوم أمه بهذا الدور، ولكن في الولايات المتحدة كان يعتمد على جهاز يهز الوسادة في موعد الاستيقاظ، غير أنه في كثير من المرات لم تكن هذه الهزات توقظه، فكان يتأخر عن الحضور في المحاضرات في موعدها الدقيق. أما عن أجمل ما في تجربة الغربة، والتي جعلت منها ذكريات لا تنسى في ذاكرة البلوكي، حسبما قال،» الحرص على مساعدة الغير من جانب الطلاب العرب الذين سبقوا وأن جاءوا إلى الولايات المتحدة قبل وصوله، حيث كان هناك دارسون عرب أقدم منه في ذات الجامعة، وكانت لهم خبرة بالمجتمع هناك، فكانوا يساعدوه هو وأمثاله من الطلبة المستجدين في التغلب على المشكلات والمواقف التي قد تحدث أحياناً ولا يستطيع التصرف فيها بمفرده». أما خالد النيادي الذي تم تكريمه هو الآخر على هامش فعاليات المؤتمر، ويعمل حالياً كمهندس اتصالات في شركة (إنجازات)، أوضح من جانبه أن أبرز الصعوبات التي واجهته لدى وجوده في الولايات المتحدة، ابتعاده عن بيته وأولاده حيث تزوج وأنجب، وبعد ذلك سافر من أجل استكمال دراسته، وكانت وسيلته الوحيدة للتواصل مع الأهل خلال سنوات الغربة الممتدة، هي الأنترنت، كما كان يضطر إلى الاعتماد على نفسه في غالبية شؤون حياته من تجهيز الطعام والشراب والملابس، وكافة شؤون البيت، وهو ما لم يكن معتاداً عليه قبل مغادرته الإمارات لتحقيق حلمه في الحصول على شهادة جامعية. الرغبة في النجاح غير أن الرغبة في النجاح والوصول إلى تحقيق الهدف الذي وضعه نصب عينيه، جعل كل هذه المصاعب لا تؤثر في مسيرته في طريق العلم، والعودة لبلده مرفوع الرأس ومكلل بالنجاح والتوفيق، عقب حصوله على درجة البكالوريوس في هندسة الاتصالات من جامعة جالادات، وهي من الجامعات المشهود لها وتتمتع بقيمة علمية كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية والعالم، وفق النيادي، الذي أشاد بدعم والديه المستمر له خلال فترة التعلم، مؤكداً أنهما كانا صاحبا الفضل الأكبر في الحصول على شهادته الجامعية والحصول على وظيفة مرموقة، ومكانة اجتماعية لائقة به جاءت نتيجة طبيعية لسنوات من التعب والكفاح. ومن ضيوف المؤتمر الذين جاؤا من الخارج، إدوارد بلتير مدير المدرسة الثانوية التي التحق بها كل من خالد النيادي وأحمد البلوكي قبل التحاقهما بالجامعة، الذي أشاد بما تقدمه الإمارات من دعم كبير لكافة أبناءها ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم أفضل أوجه الرعاية والمساندة لهم سواء داخل الإمارات وخارجها، وقال إن البلوكي والنيادي كانا خير مثال للشباب الإماراتي الطموح القادر على الوصول لهدفه والتصميم عليه مهما قابله من مصاعب، فكان من الطبيعي أن تكلل جهودهما بالنجاح والحصول على الشهادة العلمية التي كانا يحلمان بها. وبخصوص مؤتمر أبوظبي العالمي السادس لذوي الاحتياجات الخاصة،، أوضح أن رعاية الإمارات لهذا الحدث يحمل إشارات إيجابية عديدة، أولها درجة التقدم التي حققتها الإمارات في كافة المناحي إلى درجة أنها صارت تهتم بذوي الاحتياجات بنفس القدر الذي تقوم به دول العالم المتقدمة، هذا في حد ذاته يجعلها واحدة من تلك الدول ويضعها في مصاف الدول الأكثر حظاً في العالم، القادرة على تقديم أفضل أوجه الرعاية والدعم لذوي الاحتياجات على اختلاف فئاتهم. وجوه إماراتية ومن الوجوه الإماراتية التي شاركت في المؤتمر بفاعلية، طلال الحميري مدير برنامج «تم» التطوعي، الذي شاركت مجموعات من أعضائه في الجهود التنظيمية لهذا الحدث العالمي الذي شهدته أرض أبوظبي على مدى ثلاثة أيام، وقال الحميري: تمثلت مساهمتنا في المؤتمر الدولي المهم، المشاركة في تنظيم الحدث، والعمل على إنجاحه بالاعتماد على شباب إماراتيين تطوعوا للعمل خلال أيام المؤتمر، وهذا الحدث له أهمية خاصة كونه يعتني بفئة مهمة في المجتمع ينبغي توجيه كافة الدعم والمساندة لها، ولذلك؛ أحببنا كأعضاء في تم، أن يكون لنا دور في دعم ذوي الإعاقة في مجتمع الإمارات، والمساهمة في توعية المجتمع بقضاياهم من خلال مؤتمر تتعلق كل مواضيعه بشؤون ذوي الإعاقة. وتابع: من أجل تقديم أفضل الخدمات لذوي الإعاقة أدعو جميع فئات ومؤسسات المجتمع إلى المشاركة في كافة الفعاليات والمؤتمرات المتعلقة بذوي الاحتياجات والعمل على دمجهم في المجتمع، لافتاً إلى أن مثل هذه المؤتمرات تساعد في تبادل الخبرات بين المهتمين بشؤون ذوي الإعاقة، وشكر كل من ساهم في إنجاح المؤتمر خاصة كل أب وأم لديهم أحد المعاقين المشاركين في هذا المؤتمر الراقي بكل المقاييس. ومن ضيوف المؤتمر أوضح منذر النعماني عضو جمعية الإمارات للتوحد أن المؤتمر ركز بشكل عام علـي دمج ذوي الاحتياجات علي اختلاف فئاتهم، وبما أننا الآن في شهر أبريل، وهو شهر التوحد، تم تخصيص جانب من المؤتمر عن التوحد من خلال ورشة عمل عن استراتيجيات الدمج الناجحة للطلاب من ذوي اضطراب التوحد، حيث تم الاتفاق إلى عرض التوحد والسعي للتعريف به بشكل أكبر، لأنه كلما زادت معرفة الناس عن هذا الاضطراب كلما تم اكتشاف الحالات مبكراً، ما يساعد على علاجها والتعامل معها بشكل أفضل. أما مها محمود إخصائية التأهيل بمركز النور فأوضحت أن المؤتمر رائع بكل ما فيه من ورش عمل تفيد المختصين، والعاملين في مجال ذوي الاحتياجات، خاصة وأن الورش والمحاضرات والندوات تسهم في تطوير أداء العاملين في هذا المجال، ومؤسسة زايد سباقة دائما في خدمة شرائح ذوي الإعاقة، والأفراد الذين يتعاملون معهم، ومن ثم كانت جميع ورش العمل في المؤتمر مجانية ومتاحة للمتخصصين والعاملين مع ذوي الإعاقة، ما يعد جهد مشكور من قبل المؤسسة والعاملين عليها يستحقون عليه كل الشكر والتقدير. أوركسترا الصم تدهش الحضور بأبدع الألحان تميز المؤتمر بتقاسيم موسيقية وأردية عسكرية مشرقة، زينتها وجوه فتيات أوركسترا الصم بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، خلال افتتاح فعالياته تحت شعار «نحو شراكات مجتمعية لتفعيل الدمج»، وحفل بزخم من الفعاليات والأحداث. وتضمن عرضاً موسيقياً لبعض أشهر الألحان الإماراتية والمصرية، قدمتها زهرات أوركسترا الصم بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، عكس قدرتهن على استيعاب الآلات الموسيقية المختلفة والعزف عليها بتناغم وإتقان عالي المستوى، أبهر حضور الحفل، الذين قدموا وصلات من التصفيق المعبر عن إعجابهم، بما جاءت به الزهرات الصغيرات من جميل فنون الموسيقى، وبديع الأداء الراقي في معية مايسترو مبدع أخذ يتفاعل معهم أثناء العرض بشكل كوّن وحدة لحنية رائعة، جعلت الجميع يقدرون مقدار الجهد المبذول حتى يصل الأداء الجماعي لهذا المستوى من الرقي والإدهاش.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©