قد يكون الشاعر أحمد عيسى العسم، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة، من القلائل الذين يبدعون بغزارة خلال شهر رمضان· فالشهر الكريم بالنسبة إليه ''فرصة لترتيب العديد من الأمور الحياتية والفنية''·
يقول الشاعر العسم: أفضل قصائدي كتبتها وأنا صائم، ولا أنسى ما حييت قصيدة ''فيض من بحر يا أمي''، التي كتبتها عند بحر رأس الخيمة، قبل سنوات، وكان ذلك قبل أذان المغرب· ولم أصدق أنني أبدعت هذه القصيدة الغالية التي جاءت ضمن مجموعة ''ورد عمري''، التي صدرت في العام ·2004
كشف حساب
يعرف العسم أنه ''على العكس من غالبية الأصدقاء، الذين يتعاطون الإبداع، فأنا أعتبر الشهر الكريم فرصة ذهبية لترتيب كل شيء في حياتي· فأنا خلال هذا الشهر أكون خالي الذهن صافي النفس، وأملك وقتي نظراً لطبيعة هذا الشهر الكريم· من هنا، أعتبر الشهر الكريم فرصة لتقديم كشف حساب إلى النفس في كل ما يخص حياتي''·
يضيف: ''منذ أن صمت وأنا تلميذ فى المرحلة الابتدائية حتى اليوم أشعر بطعم خاص لهذا الشهر الكريم، رغم أنني صمت الشهر فى مدينة رأس الخيمة عندما كنا صغارا نمارس أفضل ما في الحياة وهو البراءة في دروب ''فريج ميان'' و''فريج المحارة'' في المدينة القديمة، قبل أن أنتقل إلى منزلنا الحالي· فقد كنا نلعب الكرة على الشاطئ في المساء ونختبئ في دروب الفريج بعد صلاة التراويح ونحن نمارس أفضل الألعاب إلى قلوبنا وهي لعبة ''الغميضة''·
لا مسلسلات
ويذكر العسم ''أننا كنا لا نتابع أياً من المسلسلات التلفزيونية، ونعطي آذاننا للمسلسل الإذاعي الذي كان يبث في أثناء الفطور، ثم ننطلق بعد تناول طعام الإفطار مع الوالد إلى المسجد لصلاة المغرب والعشاء والتراويح، وننطلق بعد ذلك إلى ألعابنا التي تستمر أحياناً حتى موعد تناول طعام السحور''·
ويسأل: ''هل تتخيل أنني حتى الآن مازلت أضع الثريد على مائدتي في رمضان، هذا الطعام الذي كان والدي عليه رحمة الله، لا يستغني عنه في أي يوم من أيام رمضان، باعتباره سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم· وكذلك يفعل أشقائي الأمر نفسه حتى الآن، تكريما للوالد الذي أعطانا كل شيء وعلمنا كل ما هو مفيد''·