الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجامع العمري شاهد على تاريخ الإسلام في بيروت

الجامع العمري شاهد على تاريخ الإسلام في بيروت
20 سبتمبر 2008 00:24
بنى العثمانيون العديد من المساجد في بيروت القديمة، التي كانت داخل سور يحيط بها من جميع جهاتها، ولأن عدد سكان بيروت حينها لم يكن يزيد على خمسة آلاف ساكن، كان عدد المساجد فيها قليلاً ايضاً· ويعد الجامع العمري من أقدم الأبنية الأثرية التي ما تزال قائمة على حالها في العاصمة حتى اليوم، في حين تعرضت جميع الآثار القديمة للخراب، وأصبحت مجموعة من الأنقاض المبعثرة في باطن الثرى، وبعضها أصبح أطلالاً· وتشير المراجع التاريخية إلى أن الجامع العمري كان معبداً وهيكلاً، وهو من بقايا سكان بيروت القديمة، ثم تحول إلى قلعة عسكرية ثم إلى مركز علمي، إلى أن تهدمت بيروت بزلزال عنيف عام 1635م، ليتسلمه المسلمون في عهد صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين، وجدد بناءه حاكم بيروت زين الدين عبد الرحمن الباعوني، وأدخل عليه فن البناء والهندسة الإسلامي، أنشأ المأذنة المرحوم موسى ابن الزيني، وأنشئ الصحن الخارجي في عهد حاكم بيروت أحمد باشا الجزار، ثم أنشأ السلطان عبد الحميد الغازي القفص الحديدي داخل الجامع المنسوب لمقام النبي يحيى، والمنبر القديم عام 1305 هجرية، وفي عام 1328 هجرية أرسل السلطان محمد رشاد ''الشعرة النبوية'' الشريفة تقديراً لولاء أهالي بيروت، ويفتح الصندوق للتبرك في 26 رمضان من كل عام· أنشئ المنبر الحالي من الرخام، وجددت سقوفيته وترميم عام ونقوش اندلسية من قبل مديرية الأوقاف الإسلامية العامة في بيروت بمساهمة دار الآثار اللبنانية· وفي بيروت جامع الكبير كان يعرف باسم ''جامع النبي يحيى''، وتدل الاكتشافات الأثرية التي عثر عليها صدفة أثناء الحرب العالمية الأولى بالقرب من الجامع الحالي، أن الرومان ومن بعدهم البيزنطيون اختاروا المنطقة التي وجدت فيها الاكتشافات لإقامة العديد من المنشآت والدوائر الرسمية الخاصة بهم، والحفريات المستمرة التي تجري في بيروت القديمة بين الحين والآخر، ما تزال تتكشف في أكثر من مكان عن بقايا الأعمدة الضخمة التي تخلفت في باطن الأرض من الحمامات والمسارح والقصور· ويقول الشيخ محيي الدين الخياط في كراسة مخطوطة له: ''إن الجامع العمري الكبير من أقدم جوامع بيروت، ومن الذائع على الألسنة، والمعروف عند المؤرخين أنه من آثار الفتح إلاسلامي''· ويتميز الجامع العمري بزيادات ألحقت به من الجهة الشمالية المؤدية إلى الصحن، وفتحت فيه بعض الأبواب، كما بني في الصحن حوض ماء للوضوء وفوق الحوض قبة تحتها نقشية، كتبت فيها أبيات من الشعر تشير إلى تاريخ البناء، وعلى العمودين اللذين عند المدخل الغربي للجامع كتابة مملوكية· وتوجد كتابة مماثلة على نقشية مثبتة فوق بابه المفتوح في الجهة الشرقية منه، وفي داخل الجامع مقام باسم النبي يحيى، وتقول التقاليد الشعبية إن كف يوحنا المعمدان مدفونة في هذا المقام الذي هو عبارة عن قفص حديدي على أعلاه، كتبت بعض الآيات القرآنية وكتابة تشير إلى أن هذا القفص هو هدية من السلطان عبد الحميد الثاني العثماني· وتعاقبت على الجامع أسماء اشتهر بها عند الناس في أزمنة مختلفة، ففي العهد المملوكي كان اسمه جامع فتوح الإسلام وفي العهد العثماني كان اسمه جامع النبي يحيى وهو يسمى اليوم الجامع العمري الكبير، وقد جرت العادة على اطلاق صفة العمري على كل جامع قديم، وهو يلي جامع الإمام الأوزاعي من حيث القدم· وتضم بيروت القديمة الواقعة ضمن سور لم تكن تتطلب مساجد ضخمة وعامرة، لذلك توزعت فيها المساجد الصغيرة مثل: مسجد الأمير منذر والأمير عساف والمجيدية·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©