الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العويس.. لؤلؤة تبرق شعراً

العويس.. لؤلؤة تبرق شعراً
22 ابريل 2015 21:25
وليس فؤادي غير بضعة أسطر شعر: سلطان العويس التائهة أقول لقومي بعد أن جد جدهم دعوا ما مضى واستقبلوا الأمر بالحزم أقول لقومي إن في الجو عاصفاً فهل بيتنا ضد العواصف والرجم ستسألنا الدنيا قريبا فهل ترى لدينا جواباً يستمد من الفهم ... بني وطني إن الأماني وحدها سراب تجلى أو سلاح بلا قوم ونحن بعصر لا يرى العلم مقولا بل العلم انتاج من الخبز واللحم وتصنيع موجود وإتقان صانع وتوفير ما يُحتاج في الحرب والسلم وليس الطريق الصعب رهن إشارة ولكن: كبير الأمر بالعزم أيا قادة منا وفيكم رجاؤنا مزيدا من الشورى مزيدا من الدعم الاتحاد الاتحاد قصيدة وحروفها أبناؤها وقوامها الأمراء وأبو الجميع قيادة وريادة هو زايد تجلى به الظلماء وطني دمي ينساب بين جوانحي فكأنه والروح فيه سواء الوردة يا وردة مس الندى أطرافها فبدت تعطر أنفساً وقلوبا ما أنت إلا في الحياة عجيبة هذا اتجاهك لا يزال غريبا هل كان عطرك للحياة تحببا وعليك فرضاً نشره ووجوبا بيروت بيروت يا جنةَ الخِلاَّن كيف لنا أن نثني الدمع من أن يملأ الحَدقا؟ والحب يطعن في الوادي ومُدْيتُه الأقربون وكلٌّ يدعي الخلقا عودي ربيعاً كما قد كنت وارفة وانسي الشتاء الذي قد أسقط الورقا طال الشتاء وظل الكرم من حطب لوعاد صيفك أثرى الغصن واتسقا قد كنتِ قيثارةً للشرق صادحة ما للأنامل ليلا تعزف الأرقا ماذا جنيت على الدنيا لتُنتهكي سرا وجهرا ويعلو فيك من أبقا؟ (الدولشفيتا) سقى الأحرار قهوته فهل تراه على إكرامه شنقا؟! إن العروبة أولاها وآخرها عادت كرامتها في أرضها مزقا وأطلق اللص قوسا دون أسهمه فينا، ولكنه من جبننا اخترقا أمست دماءُ بني قومي ملطخةً وجه الذي باعه بالبخس مرتزقا مصر أحبايَ في مصر عن الشكر عاجزٌ بما قد أفضتم من شعورٍ على شعري فإن تكن الأيام مرت سريعةً فإن أريج الورد يزداد في النَّشْر سموت بكم فكراً وعقلاً ولم أزل فقيراً إليكم في البقية من عمري ريودي جانيرو مَدِينَةَ الحُبِّ يا «رِيُّو» ولا عَجَبٌ أنْ يَسْكُنَ الحُبُّ حَيْثُ الخَيْرُ يُغْتَرَفُ فَسهْلُها ورَوابِيها وساكِنُها يَصْحُو على بَسْمةٍ فِيها ويَلْتَحِفُ في كُل يَومٍ تُرِيكَ الحُسْنَ في صُوَرٍ فكُلُّها مُتَعٌ واللَّوْنُ مُخْتَلِفُ كأنَّها قِطْعةٌ في الأرْضِ تائهةٌ قَدْ أنْزلُوها مِنَ الفِرْدوس وانْصَرَفُوا تنافس ليلى وصبحي في هواك تنافسا فالصبح وجهك والخيال له الكرى يا حلوتي يا آهتي إن الهوى قدر جرى ونعمت فيما قدرا خلقت بلا صبرٍ ألا.. لا تودعني حبيبي فإنني خلقت بلا صبر فكيف أودع وكيف تقاضيني وأنت جعلتني هزارا أغني في هواك وأبدع وليس فؤادي غير بضعة أسطر قراءتها ليلى فما أنا أصنع سأشكو الهوى من ذاته وأعيشه سعيدا ولو مر الجنى منه أجرع فقد أسكرتني من عيونك نظرة فرحت بلا وعي أغني وأسمع أرى الحب يا ليلى سبيلي ومنهجي فإن شاء أن يعطي وإن شاء يمنع أيا قدري هل فيك رحمة قادر ويا حسن للإحسان هل فيك مطمع ويا وحشتي عند الفراق تزودي ويا غربتي نامي فللطيف موضع محمد عبدالسميع ولد سلطان العويس (1925 2000) في منطقة الحيرة بالشارقة في أسرة عرفت بحبها للأدب، وبرز منهم عدد من الشعراء والباحثين والأدباء كشاعر الإمارات سالم بن علي العويس، والمؤرخ عمران العويس، والأديب أحمد علي العويس وغيرهم. نشأ سلطان العويس في بيت علم وأدب، وتعلم في الكتاتيب وفي مكتبة أبيه التي كانت حافلة بالكتب المتنوعة التي كان يقتنيها والده من جولاته في الهند والعراق ومصر. وكان العويس يطالع الكتب مع أصدقائه وأصدقاء العائلة في مجلس والده ومنهم: الشيخ صقر بن سلطان القاسمي وخلفان بن مصبح وكونوا ما عرف بجماعة الحيرة نسبة إلى اسم بلدته (الحيرة). تربى منذ صغره أيضاً على التجارة واستفاد من خلال ممارسته للتجارة مع والده فاكتسب الخبرات واتسعت تجاربه فحالفه التوفيق في كثير من مجالاتها. عمل في تجارة اللؤلؤ، وفي أعمال أخرى متعددة، وتنقل ما بين الهند والإمارات وعاش في الهند عشر سنوات وعاد منها إلى الإمارات في العام 1957 حيث أكسبه هذا التنقل وممارسة التجارة خبرة حياتية واسعة. أكسبه انخراطه في الحياة العملية في وقت مبكر وعياً مبكراً تجسد في مواقفه الحياتية وحبه لوطنه وكرهه للاستعمار ودعوته إلى الإصلاح، ناهيك عن تسخيره المال في خدمة الخير والإبداع، حيث أسس مؤسسة العويس لدعم الحياة الاجتماعية والاقتصادية وبنى المدارس والمساجد والسدود وساعد المنظمات التربوية والعلمية والإنسانية داخل الدولة وخارجها. برزت توجهات العويس الإصلاحية في الشعر، وضمن كل آرائه ونصائحه ولواعجه في قصائده. تتميز قصائد العويس بالقصر وإنتاجه الشعري يلامس الوجدان، ويتسم بسحر البيان ولطافة الأداء والصدق في ترجمة عمق الذات وعدم التكلف والعفوية والصوفية والسلفية والبديهة. وقد وضع الباحثون العويس في صفوف العديد من المدارس والأساليب الشعرية، فالذين وقفوا على تاريخ الحركة الأدبية الإماراتية وصفوه مع جيل الشعراء الرواد، وآخرون صنفوه مع الرعيل الأول من شعراء الحداثة، وغيرهم درسوه على أنه من شعراء الحيرة كما أشار بعض الباحثين إلى انتمائه للمذهب الرومانسي وتأثره بنزعة الرومانسيين العرب المتمثلة في الأبوليين «شعراء أبولو»، مثل إبراهيم ناجي وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل، وآخرون صنفوه مع الكلاسيكيين العرب، حيث تأثر بالمعجم التراثي اللغوي المتمثل في معجم الألفاظ والتصوير البياني. وقد تناول العويس العديد من الموضوعات والعناصر والمحاور ويرى الباحثون أن لونه الشعري شروداً منظما ورقيقا؛ فالحقيقة الشعرية لديه هي تماماً مثل المعرفة التي يبحث عنها الشاعر ولا تبحث هي عن أحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©