السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة اليمنية... والمستقبل المجهول

المرأة اليمنية... والمستقبل المجهول
20 أغسطس 2016 20:06
ابتهال الصالحي – الاتحاد/‏‏ عدن ضربت المرأة اليمنية أروع الأمثلة في صناعة الماضي والحاضر، فالمرأة في اليمن السعيد كانت حاضرة وبقوة في تحديد شكل الدولة، ففي التاريخ القديم نجد حضارة مملكة سبأ وملكتها بلقيس مثالا تفخر به كل امرأة في أقاصي الأرض وليس في اليمن فقط، كيف لا وهي من كرمها الله سبحانه وتعالى حين ذكر قصتها في القرآن الكريم، وبالطبع هناك الكثير من الأعلام النسائية غيرها سواء في التاريخ القديم أو الحديث بل وحتى المعاصر. أثرت التقلبات السياسية والحروب التي عاصرتها اليمن شمالا وجنوبا وما تعرضت له من هجمات الاستعمار الذي نجح في تجزئة أرض البلد السعيد، ولكن ظلت المرأة ذلك النبراس الذي تهتدي به الأجيال في بناء حاضرها ومستقبلها. في اليمن وكانت المرأة سباقة بالمشاركة في كل جوانب الحياة فلم يوجد قطاع مهما كبر شأنه إلا وكانت المرأة حاضرة برجاحة عقلها وحكمتها وتدبيرها فيه، ولا يمكن إنكار أن هذا الدور البارز والمتميز للمرأة اليمنية في العقود الأخيرة قد خف نوعا ما، ويمكن إرجاع ذلك لعدة عوامل أهمها الوضع السياسي والخطط المتحيزة التي رسمها الرجال من الساسة والقائمين على رسم سياسة الدولة وحرصوا فيها على تهميش دور المرأة. تأتي الحرب القائمة اليوم في اليمن لتصنع كثيرا من المتغيرات على الواقع، وبالرغم من أن الحرب لم تضع أوزارها بعد فإن أغلب المؤشرات تؤكد أن المرأة ستكون من أشد المتضررين من نتائج هذه الحرب الشعواء.. اليوم لم تعد الرؤية واضحة، والمستقبل بات غامضا، في ظل ضبابية المواقف والمجريات على الأرض. التهميش ترى الناشطة المجتمعية نجيبة النجار مديرة مركز sos لتنمية قدرت الشباب في حديثها للاتحاد أن المرأة اليمنية تخشى - في ظل الأوضاع التي مرت وتمر بها البلاد - من انتهاك حقوقها وفي كافة المجالات فخلال الحرب الدائرة انتهت ابسط حقوق الناس، ولم تتمكن النساء من الحصول على أي يد مساندة لها بسبب ظروف الحرب وما أفزرته من واقع استثنائي، كما يرجع ذلك أيضا إلى قلة تمثيلهن في مواقع اتخاذ القرار ما يمكنهن من إيصال أصواتهن، بل حتى القليلات اللاتي تمكن من الوصول إلى مواقع قيادية فإنهن في حقيقة الأمر لا يستطعن أن يمارسن العمل السياسي والقيادي بكل حرية بل تمارس عليهن أساليب القمع والتهميش والإقصاء. وتضيف النجار: «النساء يحلمن بمستقبل يكون لهن دور بارز فيه ابتداء من تمثيلهن في كل المؤسسات التشريعية والتنفيذية وبالنسبة المقرة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمحددة بـ 30% بحيث يستطعن الحصول على حقوقهن المنتهكة وتوفير كافة احتياجات المرأة سواء بالمدينة أو الريف». هم إضافي وتقول طالبة الماجستير في قسم الإعلام رحاب مهدي لـ«الاتحاد»: تدهور الدولة اليمنية حتما سيؤدي إلى تدهور الاقتصاد وهذا الشيء بالضرورة ينعكس سلبا على أي امرأة تريد أن تكون فعالة في المجتمع سواء ببناء ذاتها أو تكوين أسرتها، كذلك وضع البلاد في حالة حرب يؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة في أوساط الفتيات خصوصا واليمن في الآونة الأخيرة خاضت حروبا عديدة، لكنها أيضا تستدرك «لا يمنع من أن يكون هنالك بصيص أمل يتجلى من نافدة المستقبل يوحي بأن هناك غد واعد بالنجاح يهدف إلى أن تكون المرأة فيه فعالة وذات حضور قوي وصاحبة قرار في المجتمع أي أن تكون من ضمن السلطات العليا في اتخاذ القرار، سئمنا من انفراد الرجل بسلطة الحكم، أملنا أن يكون المستقبل باهراً ومزهراً بكون المرأة ذات سلطة عليا في الدولة وكما قالت السيدة مارجريت تتشر رئيسة وزراء بريطانيا: في السياسة.. عندما تحتاج للكلام اسأل الرجال، وعندما تحتاج إلى الأفعال فعليك بالنساء.. المرأة اليمنية مضرب المثل في الصبر وتحمل المشاق: المستشارة القانونية رقية الزهري تقول لـ«الاتحاد»: المرأة اليمنية منذ القدم وإلى وقتنا الحالي مضرب المثل في الصبر وتحمل المشاق، ولكن نتيجة لما تمر به البلاد من تدهور في أوضاعها الأمنية والاقتصادية نجد أن المرأة فقدت العديد من حقوقها وعلى رأسها حرية التعبير عن رأيها، وطبعا في ظل انتشار ثقافة التخوين صار الصمت هو الخيار الوحيد وإلا تم احتسابها على جهات أو أطراف غير مقبولة سياسياً واجتماعيا. ومن ناحية قانونية لم تعد المرأة تستطيع المطالبة بحقوقها إذا تعرضت للظلم لأنها لا تجد السلطات القضائية التي تلجأ إليها لاسترداد حقوقها لذلك لم يعد بيدها غير أن تقبل بواقعها بما فيه من ظلم أو تلجأ للتسويات العرفية التي يصبح معها إنصاف المرأة ضربا من المستحيل. وتضيف: كذلك نجد المرأة في الآونة الأخيرة صارت تخشى الواقع الذي هي فيه لأنها افتقدت الأمان لها ولأسرتها فقد أصبحت تخشى أن تمر في الشارع وتلقي إصابة طائشة ناتجة عن رصاص راجع أو رصاص بسبب اشتباك بين أفراد، أو انفجار مفخخة وتصبح ضحية، ناهيك عن انعدام الخدمات الذي قيد حريتها وسلبها الراحة والاستقرار، ارتفاع الأسعار أيضا صار هاجسا تخشاه المرأة اليمنية، ففي فترات قصيرة ومتقاربه نجد ارتفاع الأسعار بشكل لا يحاكي الواقع في ظل بقاء الراتب بدون زيادة ولا حوافز تسد الفجوة ما بين الراتب والارتفاع الجنوني للأسعار. أضف إلى كل ذلك من مخاوف المرأة اليمنية أنها صارت تخشى انعدام المواد الغذائية والغاز اللازم للطبخ، إن المرأة اليمنية صارت تعاني من عدم توفر بيئة ومساحة آمنة لها وعائلتها في ظل تردي أوضاع البلد، واستمرار تدهور الأوضاع الأمنية يبقى أكبر مخاوفها، ناهيك عن المرأة في عدن التي لها خصوصية فأغلب الأسئلة والأحاديث تدور حول منغصات متطلبات الحياة اليومية معظمها تساؤلات عن الكهرباء وموعد عودة التيار بعد انقطاعه وكيف سيتم تدبر مادة المازوت لتشغيل الموتور الكهربائي أو من أين سنحصل على غاز الطبخ المنزلي؟ فينقضي اليوم ونحن في دوامة الركض خلف متطلبات الحياة اليومية وكيف ومن أين سنوفرها، حياة متعبة دون شك ولا تتمناها أي امرأة ولكن للأسف فرضت علينا بعد حرب المليشيات وما أحدثته من دمار وتدهور في الاقتصاد. وتضيف: «أما بالنسبة لما تتمناه المرأة في المستقبل فهو السلام والأمان والاستقرار في تقديم الخدمات، وتفصح أنها قد تضطر آسفة للهجرة إلى بلد آخر إذا ما استمرت الأوضاع في تدهور»!! مخاوف المرأة ترتبط بخوفها على من حولها الصحفية رندا باعشن تقول: إن كل خوف المرأة متمحور حول خوفها على أخوتها وأولادها من الجماعات المتطرفة إما باستهدافهم أو باستقطابهم مستغلين الوضع الاقتصادي وغياب الرقابة الفاعلة ضد هذه الجماعات، وكم من الحكايات سمعنا بها عن استقطاب الشباب وتجنيدهم، وكم شاهدنا مؤخراً عمليات إرهابية منفذوها أطفال ومراهقون. وتوضح أن لكل إنسان امرأه أو رجلا مخاوف من المستقبل تتمحور حول نظرته للمستقبل وقراءته للأحداث ولكن في اعتقادها جميعها تتركز حول الأمن والأمان. وتقول التربوية أشجان منصور: «بالنسبة لي فأشد ما يقلقني مثل كثير ممن حولي هو عدم استتباب الأمن والأمان والمظاهر المسلحة وبالتوازي أيضاً يقلقني تدهور الوضع الاقتصادي للناس من قلة فرص العمل أو من انقطاع الراتب وشاهدنا كيف عانى الناس في كل مناطق اليمن وخاصة في عدن من انتشار لحالات الفقر بعد أن خسر الكثير فرص عملهم وخاصة من هم في القطاع الخاص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©